اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل تجيب الأودية عن أسرار العرب؟

الخميس، 19 مارس 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل تجيب الأودية عن أسرار العرب؟ المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) قراءة تاريخ العرب قبل الإسلام وذلك من خلال كتابه المهم (المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام) والذى صدر فى عام 1969.
 
يقول "جواد على " تحت عنوان "تأريخ الجزيرة القديم" ليس من السهل بقاء العاديات، التى تتألف من مواد منزلية وأدوات ضرورية لحياة الإنسان، مدة طويلة فى أرضين مكشوفة سهلية، وفى مناطق صحراوية لا حماية فيها لتلك الأشياء، وليس من السهل أيضًا احتفاظ مثل هذه التربة بجدث الإنسان وبعظام الحيوان أمدًا طويلًا, وهى معرضة لحرارة شديدة قاسية ولرياح عاصفة قاسية؛ ولهذا لا يطمع الباحثون فى الحصول على كنوز غنية من المناطق السهلة المكشوفة التى تغلب عليها الطبيعة الصحراوية والتى تؤلف أكبر قسم من جزيرة العرب.
 
 
ومن هنا سيتَّجه أمل الباحثين عن الآثار إلى الأودية التى تتوافر فيها الوسائل الكفيلة بنشوء المجتمعات على اختلاف أشكالها، وإلى السهول التى تبعث النهيرات والينابيع والآبار الحياة فيها، وإلى الهضاب والجبال حيث توجد المياه وتتساقط الأمطار وتتوافر الكهوف والصخور، وهى من العوامل المساعدة على نشوء الحضارة وحفظ الآثار؛ للاستفادة منها فى الحصول على آثار تحدثنا عن تأريخ جزيرة العرب فى آلاف السنين الماضية قبل الميلاد.
 
وليس فى استطاعتنا فى الزمن الحاضر التحدث عن جزيرة العرب فى العصور الجليدية؛ لعدم وجود بحوث علمية عن هذه العصور فى هذه البلاد. كذلك لا نستطيع أن نتحدث عن بلاد العرب فى العهود الحجرية؛ لعدم وجود موارد كافية تساعدنا فى الكشف عنها كشفًا علميًّا. نعم، عثر على أدوات حجرية فى موضع يقال له "الدوادمي" "Dawadmi" وهو يبعد "375" ميلًا عن الخليج، عثر عليها مدفونة فى الأرض، وكان بينها فأس طولها سبع عقد ونصف عقدة، ولها لون يميل إلى الخضرة1، وعثر على أدوات حجرية أخرى فى أنحاء من جزيرة العرب، وفى جملتها الأحساء وحضرموت، ولكن ما عثر عليه ما زال قليلًا، لا يمكن أن يعطينا رأيا واضحا علميا فى تلك العهود فى هذه البلاد.
 
وقد تبين من فحص الأدوات الحجرية التى عثر عليها فى الإحساء، أنها تتكون من أحجار لا توجد فى العروض، وبينها أحجار بركانية، أو من حجارة "الكوارتز" ومن أنواع أخرى من الصخور؛ لهذا رأى فاحصوها أنها أدوات استوردت من العربية الغربية. كما تبين من فحص الأدوات الحجرية التى عثر عليها فى اليمن وفى حضرموت، أنها من النوع المستورد من فلسطين أو من بلاد الشام؛ لأنها تشبه الأدوات الحجرية التى عثر عليها هناك.
 
 
أما الأدوات الحجرية التى عثر عليها فى مواضع من حضرموت، فليست محكمة دقيقة الصنعة، بالقياس إلى ما عثر عليه فى فلسطين أو فى بلاد الشام أو فى إفريقيا، وقد عزا بعضهم ذلك إلى طبيعة أحجار هذه المنطقة، وعزاه آخرون إلى تأخر حضارة أهل حضرموت فى ذلك العهد بالقياس إلى الحضارات الأخرى. ورأى بعض الباحثين أن أرض حضرموت كانت فى عزلة عن البلاد المتقدمة فى الشمال، وأن صلاتها بإفريقيا كانت أقوى من صلاتها بشمال جزيرة العرب وبالهلال الخصيب وبحضارة البحر المتوسط؛ ولذلك صارت الأدوات التى عثر عليها بدائية بعض الشيء بالقياس إلى ما عثر عليه فى أعالى جزيرة العرب، حيث كان الاتصال وثيقًا بالحضارات المتقدمة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة