نقل الموقع الإلكترونى التركى المعارض(أحوال) ، تقريرا عن شبكة (دويتش فيله) الألمانية ، يكشف مدى الفساد الذى تسبب فيه تنظيم (البجع) الذى يحكم تركيا من خلف الستار.
قال التقرير الألمانى ، إن حملة القمع التي شنتها تركيا على المنصة الإعلامية (أودا تى فى)، سلطت الضوء على كيفية اكتساب جناح داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم نفوذ متزايد فى تركيا وكيف يعمل بفاعلية كدولة داخل الدولة.
وأشار التقرير إلى أن المجموعة السرية المقربة من الرئيس رجب طيب أردوغان، والمعروفة باسم (مجموعة البجع)، قد تسللت إلى العديد من فروع الدولة، بما في ذلك القضاء.
وأوضح التقرير أن السلطات التركية أصدرت قرار باعتقال القائمين على (أودا تى فى)، بما فى ذلك رئيس التحرير باريش بيليفان، هذا الشهر على خلفية تقرير يغطي جنازة ضابط مخابرات تركى لقى مصرعه فى ليبيا.
وأشار التقرير إلى أن حملة الاعتقالات جاءت بعد أن اشتكى صحفي موالى للحكومة يرافق أردوغان في رحلة العودة من أذربيجان إلى الرئيس التركي من أن منصة (أودا تي فى) لم تواجه اتهامات بشأن ما اعتبره سلسلة من الانتهاكات.
وأضاف تقرير دويتش فيله: "بعد ذلك بأسبوع، بدأ القضاء التركي تحقيقات مع موظفي (أودا تى فى). وبعدها تم حظر الوصول إلى الموقع. لافتا إلى أن الصحفيين المعتقلين يواجهون السجن لمدة تصل إلى تسع سنوات".
وجرت الاعتقالات للكشف عن معلومات ووثائق تتعلق بأنشطة المخابرات على الرغم من حقيقة أن نائب معارض كان قد كشف بالفعل عن هذه المعلومات في البرلمان. وكانت المحكمة الدستورية قد أصدرت أيضا حكم تاريخي في عام 2016، ينص على أن المعلومات لا تخضع لقواعد السرية إذا كانت معرفة عامة بالفعل.
وقال أليكان أولوداج، الصحفي بجريدة "جمهوريت" التركية اليومية المعارضة في تصريح لـ دويتش فيله: "الصحفيون العاملون في" مجموعة البجع "رحبوا بشكل علني بالاعتقالات ودعموها". حيث إن منصة (أودا تي في) كانت تنشر العديد من التقرير حول ضرورة إعادة هيكلة القضاء التركي بعد اختراقه من أعضاء مجموعة البجع.
وأضاف أولوداج إن المجموعة المؤثرة يقودها في الغالب صهر أردوغان، وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق.
وحسب فرات إيريز، وهو صحفي وعضو سابق في مجموعة البجع، يقع المقر الرئيسي للمجموعة في قصر عثماني على مضيق البوسفور ويتم تمويل رواتب موظفيها من قبل مستشفى خاص يديره وزير الصحة التركى فخر الدين قوجة الذي يتمتع بعلاقة قريبة للغاية من أردوغان.
وكانت صحيفة زمان التركية المعارضة ، ذكرت في وقت سابق من العام الماضى، أن محاميين تقدما للنيابة العامة فى إسطنبول ببلاغ يطالبان فيه بفتح تحقيقات حول "مجموعة البجع".
وفي المذكرة المقدمة إلى النيابة العامة في إسطنبول، قال المحاميان إن "تنظيم البجع يقوم باستهداف الأشخاص من خلال طرق مشابهة لتنظيم (جلاديو) السرى، والأخير منظمة أنشأها حلف شمال الأطلسى (الناتو) بعد الحرب العالمية الثانية ضد الشيوعيين.
من جانبها، أصدرت النيابة العامة التركية، قرارا بفتح إدارة مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول، تحقيقات دون توجيه أية اتهامات لأشخاص بعينهم، في وقت يعتقد فيه قسم واسع من الرأى العام أن القضية ستُقبر سريعا طالما تمس أردوغان وعصابته.
وبحسب موقع "العين" الإماراتي فإن مجموعة "البجع" تتكون من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ والسلطة داخل العدالة والتنمية، وتمتلك عددا من وسائل الإعلام الموالية لأردوغان، على رأسها جريدة "صباح" التى يمتلكها شقيق برات ألبيراق.
وأوضح الموقع الإماراتى في تقرير سابق، أن المجموعة مجندة للانقضاض على أى اسم أو حتى حساب عبر مواقع التواصل، يبدي نوعا من الانتقادات للنظام الحاكم في تركيا، وآخر ضحاياها الكاتب السابق لخطابات أردوغان ونائب الحزب السابق عن مدينة أنقرة آيدن أونال.
وبدأت المجموعة باستهداف أونال فى الفترة الأخيرة بعد أن قال صراحة إن "مجموعة البجع أخطر من حركة الخدمة (جولن) وحزب العمال الكردستانى؛ فهي مجموعة تسم جسد حزب العدالة والتنمية، يجب تصفيتها فورًا".