رغم التصعيد الذى تتبعه تركيا بعد مقتل العشرات من جنودها فى مدينة إدلب شمال سوريا، إلا أن الجيش السورى لا يزال يواصل نجاحاته فى السيطرة على معاقل الإرهابيين، ودخول مدن بعد أعوام من سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها، فى الوقت الذى أكدت فيه روسيا أن التواجد التركى فى سوريا يناقض القانون الدولى، فى رد فعل روسى على التصعيد التركى فى إدلب.
اقتحمت قوات الجيش السورى، الأحد، مدينة الصنمين بريف درعا الشمالى، للمرة الأولى منذ اتفاق التسوية فى درعا قبل نحو عامين، حيث دخلت دبابات النظام إضافة إلى عشرات العناصر الذين حاصروا مدينة الصنمين، وقطعوا الطرق الرئيسية فيها – وفقا لما أعلنه موقع العربية - حيث اقتحمت قوات الجيش السورى الحى الشمالى فى المدينة، حيث تتركز مجموعات من عناصر فصائل المعارضة الذين رفضوا الخروج من درعا، وظلوا فيها بناء على اتفاق التسوية الذى جرى فى يوليو 2018، وبعد دخول قوات النظام إلى الحى، اندلعت اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل مدنى وإصابة زوجته.
وجرت فى السابق اشتباكات متكررة بين عناصر الإرهابية المسلحة و"اللجان الشعبية" التابعة لفرع الأمن العسكرى التابع للنظام السورى، لكن هذه المرة الأولى التى تتدخل فيها قوات الجيش السورى مدعومة بالآليات العسكرية إلى مدينة الصنمين، حيث تشهد مدينة الصنمين انتشارًا واسعًا للفرقة التاسعة التابعة لقوات النظام السورى، ومن المحتمل أن تقتحم قوات النظام المنطقة الغربية فى درعا، التى تشهد توترًا أمنيًا، بعد الانتهاء من الصنمين.
وعلى جانب متصل، أكد المتحدث الصحفى باسم الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين ديمترى بيسكوف، بحسب ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية، أن القوات الروسية هى الوحيدة الموجودة فى سوريا على أساس قانونى، بناءً على طلب القيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية، أما الوجود العسكرى للدول الأخرى يتعارض مع القانون الدولى، موضحا أن روسيا هى الدولة الوحيدة التى لديها جيشها فى سوريا على أساس قانونى بناء على طلب القيادة السورية الشرعية. وجميع القوات العسكرية فى الدول الأخرى فى سوريا تتعارض مع قواعد ومبادئ القانون الدولى.
من ناحية أخرى، أكد المتحدث الصحفى باسم الرئيس الروسى، أن الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والتركى رجب طيب وأردوغان سيبحثان خلال اللقاء فى موسكو تنفيذ اتفاقيات سوتشى بشأن سوريا، متابعا: "من المقرر مقارنة وجهات النظر بشأن اتفاقيات سوتشى، ومن المقرر كذلك تحديد الاتفاقيات التى يتعين على الطرفين تنفيذها".
وفى ذات الإطار، أكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن وحدات الدفاع الجوى تتصدى لهجوم تنفذه طائرات مسيرة فوق محافظة حماة، الواقعة جنوب محافظة إدلب السورية، حيث تصدى وحدات الدفاع الجوى السورية لهجوم تنفذه طائرات مسيرة معادية فى أجواء مدينة حماة السورية.
وأعلن الجيش السورى، الأحد، أيضا أن حصيلة الطائرات التركية المسيرة التى تم إسقاطها قد بلغت ثلاث طائرات، أسقطت فى شمال غرب سوريا.
وقال تقرير بثته قناة "مباشر قطر"، إن الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان ومليشياته فى إدلب السورية لا يستطيعون الصمود أمام الجيش العربى السورى والطيران الروسى، متابعا: "من هذا المنطلق طالب الأغا العثمانى متوسلا من روسيا وقف أطلاق النار فى المحافطة السورية لأن جنوده ومليشياته لا يقدرون على الصمود أمام القوة العسكرية لموسكو ودمشق".
وأضاف تقرير قناة المعارضة القطرية أن وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، رفض خلال جلسة أمام مجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة بجنيف الدعوات التركية إلى وقف هجوم الجيش السورى المدعوم من موسكو فى إدلب شمال غربى سوريا، قائلا إن ذلك سيكون بمثابة "استسلام للإرهابيين".
وتابع التقرير: "الوزير الروسى أضاف أن وقف الهجوم لن يكون مراعاة لحقوق الإنسان، بل إنه استسلام للإرهابيين ومكافأة لهم على أفعالهم ..وأن المجتمع الدولى ملزم بعرقلة طريق المتطرفين"، لافتا إلى أن موقف بعض الدول يطغى عليه الرغبة فى تبرير فظائع الجماعات المتطرفة والإرهابية.
وأكد تقرير "مباشر قطر" أن الجيش السورى يواصل هجومه الواسع على إدلب ومحيطها لتحريرها من الجيش التركى ومليشيات أردوغان الذين تسببوا فى تدمير المحافظة وتهجير سكانها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة