تحتفل مصر فى 21 مارس من كل عام، بعيد الأم، لتكريم الأمهات المكافحات وأصحاب قصص النجاح والعطاء، ويسرد "اليوم السابع" خلال السطور التالية قصة كفاح وعطاء لسيدة من أبناء محافظة الشرقية، حيث توفى زوجها وترك لها أربعة أبناء ذكور، كافحت عليهم حتى حصلوا جميعا على مؤهلات عليا، ولم تنسى طموحها من التعليم فالتحقت بكلية التربية فى ذات العام مع نجلها الذى كان يدرس فى كلية التجارة وحصل هو على تقدير مقبول، فيما حصلت هى على تقدير إمتياز والأولى على الكلية.
"كان نفسى أفرح أبنائى بالتقديم فى مسابقة الأم المثالية التابعة لوزارة التضامن الإجتماعي" وبعد التقدم بالأوراق صدمت بأن من ضمن شروط المسابقة أن تكون الأم لديها ثلاثة أبناء فقط، وجميع الشروط كانت تنطبق عليه فيما عدا هذا الشرط حيث رزقنى الله بأربعة أبناء ذكور"بهذة الكلمات تحدثت " عواطف عبد المقصود" 51 سنة مديرة مدرسة أبوعمرو الجمالية الإبتدائية بإدارة الحسينية التعليمية، بمحافظة الشرقية، لـ"اليوم السابع" مؤكدة أن رغبتها فى التقديم فى مسابقة الأم المثالية، كانت لإسعاد أبنائها وليفخروا بها وخاصة بعد وفاة أبيهم وأنها حاولت طوال حياتها أن تحافظ عليهم وتعمل على خدمتهم.
سردت الأبلة "عواطف"قصتها قائلة أنها حصلة على دبلوم معلمات سنة 1989، وعينت مدرسة فى بداية حياتها، وتزوجت من جارها الذى يعمل موظف فى مكتب العمل، ورزقها الله منه بأربعة أبناء، وبعد عدة سنوات تعرض الزوج لظروف صحية قبل وفاته بسنوات، مما دفعها إلى إستكمال العمل فى بيع المفروشات التى بدأتها مع زوجها وهى فى منزل العائلة، من أجل مساعدة زوجها على المعيشة والذى كانت رغبته حصول أبناءه جميعا على مؤهلات عليا، وحرصت على أن تكون أم وأب لأبنائها بعد وفاة الزوج.
"حاولت أعمل شئ يفخر به أبنائى فلم أجد أفضل من التعليم" هكذا قالت الأبلة عواطف، مضيفة: فكرت أن التعليم هو أفضل شئ للإنسان، فالتحقت فى عام 2012 بكلية التربية قسم الرياضيات جامعة بورسعيد، وفى هذا العام التحق نجلى الثانى "طارق" بكلية التجارة، وكنا نذاكر سويا، وحصل هو على تقدير مقبول، فيما حصلت أنا على المركز الأول على الكلية، بتقدير إمتياز، وحاليا أدرس دبلومة مهنية للتأهيل للماجستير فى جامعة كفر الشيخ.
وعن الصعوبات التى واجهت الأبلة "عواطف"خلال رحلة تربية أبنائها قالت :كانت المرتبات زمان ضعيفة، ولا يوجد أى دخل سوى راتبى و راتب زوجى فكنا نتاجر سويا فى بيع المفروشات وبعد وفاة زوجى إستمريت فى بيع المفروشات وخاصة أن معاش زوجى كان 600 جنيه، وحرصت على حصول أبنائى جميعا على مؤهلات عليا، والحمد لله حصل نجلى الأكبر "خالد" على بكالوريوس تجارة وهو متزوج ويعمل بالخارج و" طارق" حصل على بكالوريوس تجارة وله مشروع خاص به، و"أحمد " صيدلى، و" كريم" طالب بالفرقة الأولى خدمة إجتماعية وحصل على تقدير فى الترم الأول، والحمد لله قدرنى الله على بناء منزل مكون من أربعة طوابق لكل واحد منهم طابق وزوجت الإبن الأكبر"خالد".
وقالت الأبلة عواطف: بالرغم من كونى مديرة مدرسة لكن ذلك لم يمنعنى من الدخول للتلاميذ الفصول، وشرح المناهج لهم فى حصص الإحتياطي، مضيفة: لن أنسى يوم ما توجهت بأوراقى للتقديم لوظيفة مدير مدرسة وكانت الإختبارات تجرى فى مديرية التربية والتعليم بالزقازيق، وعندما دخلت على وكيل المديرية وكان "هشام السنجري" سأل سؤال "لسه بجاوب عليه قال لى خلاص أنتى مديرة من غير ما تكملى إجابة، والحمد لله وفقت فى المقابلة وعينت مديرة منذ عامين ونصف".
وعن طموحها قالت إنها تتمنى أن تصبح مديرا لإدارة الحسينية التعليمية، وتستعد حاليا للتقديم لمسابقة وكيل الإدارة عن الإعلان عنها، وتتمنى إنهاء رسالة الماجستير الخاصة بها والحصول على درجة الدكتوراة، وعن أمنيتها فى الحياة قالت : أنها تتمنى من الله أن تزوج أبنائها الثلاثة، وأن تؤدى فريضة الحج هذا العام.