ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن الاقتصاد الأمريكى أصبح مهددا بخسارة أكثر من 5 ملايين وظيفة ها العام وتراجع الناتج المحلى الإجمالى بمقدار تريليون ونصف تريليون دولار جراء تفشى وباء "كورونا" وتصاعد أعداد الأصابات بالولايات المتحدة.
أوضحت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته على موقعها الإلكترونى، اليوم السبت - أن ثمة توقعات متنامية بشأن سقوط الاقتصاد الاكبر على مستوى العالم فى بئر الكساد لبضعة أشهر مقبلة مخلفا تداعيات مشابهة وربما أشد وطأة للتداعيات الناجمة عن الأزمة المالية العالمية المندلعة عام 2008 .
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن التوقعات الاقتصادية على مدار الأسبوعين الماضين والتى امتازت بالايجابية ،تحولت بشكل مفاجىء إلى تحذيرات بعد أن أصبح جليا أن الفيروس ، الذى بدأ فى الصين ثم تحول لجائحة تضرب دول العالم، سيؤثر على حياة المواطن الامريكى بشكل أعمق عما كان متصورا فى السابق.
وأضافت أن المسألة - التى تظل غير واضحة - هى مدى عمق وحجم ذلك التأثير وهو الأمر النابع من حالة الضابية المسيطرة على طبيعة المرض الجديد وصعوبة تحديد مسار تطوره أو موعد اختفائه.
ووفقا للمعطيات، يتوقع الخبراء - حسبما أوردت الصحيفة الأمريكية - استمرار موجات التخبط بالأسواق العالمية الى جانب القيود المفروضة من جانب الحكومات على النشاط التجارى لبضعة أشهر، مشيرة إلى أن خطوات الحكومات ودوائر صنع القرار باتت رهينة للمسار تطور المرض والمتغيرات الناجمة عنه
وأشارت إلى أن السيناريوهات المطروحة من قبل الخبراء الاقتصاديين بشأن تأثير تفشى كورونا على الاقتصاد الاكبر عالميا تراوحت دراجاتها ما بين سيناريو متشائم للغاية يفترض حدوث انكماش اقتصادى حاد وطويل الأمد وبين أخر أكثر اعتدالا يرجح تراجع الناتج المحلى بنحو 10 % فى الربع الثانى و3.8 % فى الربع الثالث و0.5% فى الربع الأخير من العام .
ويرى الخبراء الاقتصاديون ان الفارق الأهم بين أزمة كورونا الراهنة وبين الأزمة المالية العالمية يكمن فى تساوى تأثير موجة الركود الذى عانى منه الاقتصاد الامريكى ابان الأزمة العالمية على مختلف قطاعاته، بينما تستهدف أزمة كورونا قطاعات أكثر عن غيرها مثل: قطاع الطيران والعقارات والفنادق وأصحاب الدخول المتوسطة بشكل عام.
من جانبه ، قال بروس كازمان ، رئيس الدائرة الاقتصادية لدى مجموعة "جى بى مورجان" أن "الصدمة الناجمة عن تفشى كورونا كبيرة للغاية ونتوقع مطالعة تبعات ذلك على النشاط الاقتصادى بالولايات المتحدة خلال الشهرين المقبلينن".
وتوقع كازمان تراجع نمو الناتج الإجمالى الأمريكى بنحو 1.8% بدلا من تقديرات سابقه بانخفاضه بواقع 1.5%، وهو ما سيترجم إلى خسائر مالية قد تصل إلى700 مليار دولار .
كما رجح المحلل الاقتصادى لدى جى بى مورجان فقدن الاقتصاد الامريكى ما بين 7 إلى 8 ملايين وظيفة هذا الربيع على أن يستعيد بعضا من الوظائف المهدرة نهاية العام الجارى .
وتوقع سونج ون سوهن، الخبير الاقتصادى بجامعة ماريمونت الامريكية أن يتسبب وباء كورونا فى خسائر للاقتصاد الأمريكى تصل إلى 590 مليار دولار وخسارة ما يقرب من 5.2 مليون وظيفة فى 2020 .
وفى السياق، توقعت مؤسسة جولدمان ساكس تراجع الناتج المحلى الأمريكى بنسبة 3.1 % هذا العام وارتفاع معدل البطالة إلى 9 % مقابل المستوى الحالى والبالغ 3.5% ، ويرى محللون اقتصاديون لدى المؤسسة أن عدد طلبات اعانات البطالة الأمريكية سيرتفع هذا الأسبوع فقط إلى 2 مليون طلبا.
وعلى صعيد أخر، يتبنى خبراء اقتصاديون نظرة أكثر إيجابية ترى أن الخطوات غير المسبوقة من قبل الإدارة الامريكية من أجل دعم الأٍسواق والاقتصاد فى مواجهة اعصار كورونا قد تجنبه بعضا من أسوأ السيناريوهات المحتمل حدوثها ، فيما يزعم آخرون أن الظروف الراهنة قد تجبر الاقتصاد الأمريكى على تسجيل انكماش حاد فى الربع الثانى من العام على أن يعاود تعافيه فى الربع الثالث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة