سيطر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، على كل كافة نشاطات الناس حول العالم، فلا يخلو حديث أو عمل من الإشارة للفيروس القاتل الذى أصاب الحياة على الأرض بالعطل أو ما يشبه "التوقف المؤقت"، كما هو حال أفلام الفيديو عندما يقرر المشاهد إيقافها مؤقتًا لحين الانتهاء من فعل شىء آخر، لكن ما يقوم به فيروس كورونا فقط هو قتل البشر، بينما يحاول المتخصصين عن حل جذرى للقضاء على هذا الوباء المتفشى فى كافة دول العالم.
ومع تفاقم أزمة تفشى كورونا اجتاح الفيروس مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة ليصبح حديث العالم، كما أصبح محل اهتمام رسامة عراقية والتى عكست تصورها عن فيروس كورونا المستجد بعدة رسومات توعوية مبتكرة، أبرزها "الفيروس الذى جعل العالم يقف على قدم واحدة"، وتلك التى تشير إلى أن الفيروس عطل الحياة على الكوكب.
وفى حديثها مع شبكة "CNN" الإخبارية أوضحت الرسامة العراقية هالة زياد، والتى تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أن الهدف الأساسى من رسوماتها هى توعية الأفراد، صغاراً وكباراً، بطريقة تخلو من الترهيب والذعر، وتشجيعهم على الممارسات الوقائية.
ويقول التقرير: "كانت الأخبار المنتشرة وردود فعل الأشخاص حول العالم بمثابة المصدر الأساسى الذى استوحت منه الرسامة أفكارها التوعوية، كما مثلت الأحاديث المتجاذبة مع أصدقائها، حول فيروس كورونا، مصدراً آخر فى إلهامها بأفكار جديدة ومختلفة، بحسب ما ذكرته الرسامة العراقية".
ومن بين أبرز رسوماتها الخاصة بفيروس كورونا، رسمة تحمل عنوان "الفيروس الذى جعل العالم يقف على قدم واحدة"، وتعد بمثابة وصف لما يحدث فى العالم من حالة الإرباك، والذعر، والهلع، أما الرسمة الثانية، فتحمل عنوان "عندما ضغط الفيروس زر التوقف المؤقت للأرض" وتمثل حالة الشلل والتوقف التام فى أغلب مفاصل الحياة فى عموم دول العالم، بحسب ما قالته الرسامة العراقية.
ومن وجهة نظر الرسامة العراقية، فقد أعطى فيروس كورونا فرصة للبشر فى إعادة التفكير بتغيير سلوكياتهم وعاداتهم الخاطئة، وتقول: "ربما فى المستقبل سيكون الإنسان أكثر حذراً فى تصرفاته الحياتية ويهتم أكثر بالبيئة المحيطة".
أما من وجهة نظرها الفنية، فتقول هالة زياد، إن "هذه المرحلة أثبت أن للفن رسالة قوية، ليس فقط فى النقد السياسى أو الاجتماعي، بل يمكن كذلك استعماله فى التوعية، ونشر سبل الوقاية، والتحذيرات الطبية، لما له من تأثير إيجابى وسلس لنقل المعلومة"، أما بالنسبة إلى أصداء تلك الرسومات، فتشير زياد إلى أنها كانت رائعة وإيجابية، إذ تداول متابعوها رسوماتها التوعوية وساعدوها بنشرها، ما يدل على تقبلهم لأهمية هذه المنشورات.