تعد الصحافة التركية أداة الديكتاتور رجب طيب أردوغان، يسعى بكل السبل لتطويعها من أجل تلميع نفسه، حيث يتخذ من رؤساء تحرير الصحف الموالية للنظام التركى وسيلة من أجل التمجيد والتفخيم من نفسه، وهو ما سلطت المعارضة التركية الضوء عليه.
موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أكد أن لكل ديكتاتور مستبد جوقة من الطبالين والأراجوزات، تبرر لكل أفعاله، وتمجد في شخصه على الدوام، تقلب الحق باطلا، وتروج للباطل وكأنه هو الحق، وواحد من هؤلاء هو إبراهيم قاراجول، رئيس تحرير جريدة "ينى شفق" التركية، والقريب من نظام العدالة والتنمية، حيث يعتبر من أكبر المدافعين والمهللين للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وهو أحد الحالمين باستعادة أمجاد الدولة العثمانية، ويعيش فى زمن الحروب الصليبية والمؤامرات الدولية، ويزعم أن هناك من يتآمرون ويريدون النيْل من تركيا عبر حياكة مؤامراتٍ خفيّة.
وقال موقع تركيا الآن: لم تخل مقالة من مقالات قاراجول من عبارات المؤامرات والتآمر، ففي كل مقالة له يذكر أن هناك مؤامرة من إحدى البلاد بحق تركيا، ويرى آراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا حول القضية السورية وغيرها من القضايا التي تتدخل بها تركيا مؤامرة ضد تركيا، ويرى أن العالم العربي برمته يتآمر ضد بلاده، فجميع مقالاته بلا استثناء لا تخلو من كلمة "مؤامرة".
وأوضح الموقع التابع للمعارضة التركية، أن قاراجول أكد خلال مقالة له عام 2015 بعنوان "روسيا وإيران استولتا على سوريا" أن تركيا كانت على مدار تاريخها تحمي حدود إستانبول من البوسنة وحدود العراق من أدرنه وعليها الآن أن تحمى خطوط دفاعها من الحدود خارج تركيا، أي سوريا. وأن التهديدات القادمة من جنوب البلاد وخاصة من سوريا، عندما تنتظرها تركيا داخل الحدود لهي مؤشر على حجم الفوضى في المنطقة. وأن القضية الأمنية التي تعيشها تركيا، ما هي إلا حرب على تركيا تدار من الخارج عن طريق حزب العمال الكردستانى. وأن هناك قوى خارجية تحاول جر الحرب فى سوريا إلى تركيا.
ويرى قاراجول أن التدخل في القضية السورية من جانب إيران أو روسيا ما هو إلا بهدف المؤامرة وزعزعة استقرار تركيا، وفى إحدى مقالاته عام 2016 دعا الحكومة التركية إلى التدخل السريع بسوريا قائلًا: "على تركيا التدخل المباشر في الأزمة السورية. أقصد بالتدخل هنا التدخل العسكرى أيضا، فبرغم المبررات الضعيفة لروسيا وإيران فهما يدخلان سوريا ويفجران حدودنا ويضربون تركيا داخل سوريا، فإن لتركيا مبررات أقوى وأكثر، ودافع قاراجول عن عملية درع الفرات التي شنتها تركيا على الأراضى السورية في الفترة من 24 أغسطس عام 2016 وحتى 29 مارس 2017، واعتبر أن تلك العملية كانت بهدف دفاع تركيا عن نفسها؛ لأن هناك قوى نصبت فخًا كبيرًا وكانت تسعى لضرب قلب تركيا، وقال إن عدم دخول تركيا إلى سوريا يعني فتح مجال لزيادة الاعتداءات على تركيا، وفي مقالة أخرى بتاريخ 11 يوليو 2019، أوضح قاراجول أن دروع تركيا الدفاعية تبدأ فى سوريا وليبيا وجمهورية شمال قبرص التركية وسراييفو وإسكوبيه.
وفي أكتوبر 2019 دافع قاراجول عن الاحتلال التركى العسكرى لسوريا ووصفه بانه أكبر تدخل جيوسياسي في تاريخ تركيا السياسي بما يدعى "عملية نبع السلام"، ووصف كل من عارض هذا التدخل بمن فيهم المعارضة التركية بالجهلة، وعقب مقتل الجنود الأتراك بإدلب السورية علق قاراجول على ذلك المشهد قائلًا: "لا توجد أي قوة أو عرض أو تكتيك يمكنه أن يوقف تركيا. لو توقفنا وتراجعنا عما نقوم به في سوريا سيحدث لنا الأسوأ. سنفعل اللازم في اللاذقية وحلب وقامشيلي. العودة عن هذا الطريق تمثل انتحارًا".
وأوضح موقع تركيا الآن، أن قاراجول يعد من أكبر المهللين لأردوغان والداعمين له؛ إذ إنه يسخر كل مجهوداته وكتاباته في سبيل مدح أردوغان في كل مناسبة، فلو نظر أردوغان مجرد نظرة بعينه سيمدحه قاراجول على تلك النظرة ويكتب عنها مقالات وتغريدات. يستغل قاراجول منصبه والجريدة التي يترأس تحريرها "يني شفق" بأكملها في سبيل مدح أردوغان وحكومته ومهاجمة المعارضة التركية بالداخل والخارج، وتوجيه آراء الشعب التركي نحو نظرية المؤامرة، فالجميع يعقد مؤامرات ضد تركيا وضد أردوغان.