أثار مشهد خلو رفوف المنتجات الورقية من مناديل وغيرها فى المتاجر بأنحاء أوروبا، الذعر لدى السكان، أكثر من ذعرهم على السلع الغذائية خاصة مع تفشى وباء كورونا، وبدأ الإقبال عليها بشكل جنونى، حتى باتت من الأشياء شبة المفقودة في الكثير من المدن، وبدأ البعض ينتقد الحكومات لعدم توفيرها بكثرة، والبعض الآخر اتصل على الشرطة لمطالبتها بإحضارها إلى منزله، فيما انتشرت الصور الساخرة والفيديوهات من قبل مشاهير أوروبا والمواطنين.
كما أعلن موقعا إلكترونيا فى ألمانيا مساهمته فى حل الأزمة، من خلال احتساب الكمية الفعلية المطلوبة فى كل بيت.
ويسمح الموقع للمستخدمين معرفة الفترة الزمنية التي سيدوم خلالها المخزون الموجود لديهم من ورق المرحاض، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
ولهذه الغاية، يكفي إدخال عدد اللفائف المتوافرة ومعلومات إضافية عن "السلوك الاستهلاكي" لدى المستخدم، ليتولى الموقع احتساب عدد الأيام التي لن يحتاج الشخص خلالها لشراء أوراق المرحاض.
كذلك يتوافر الموقع بنسخة أكثر تقدما تتيح للمستخدم إدراج عدد الأيام التي يقبع خلالها في الحجر المنزلي، ومعدل عدد الأوراق المستخدمة في اللفة الكاملة.
وأشار الموقع إلى أن "الناس يميلون إلى المبالغة في تقدير حاجاتهم من ورق المرحاض، ويستخدموا عددا من الأوراق يفوق حاجتهم".
وسجلت ألمانيا، على غرار عدة بلدان أوروبية، ازديادا في الطلب على أوراق المرحاض منذ بدء أزمة كورونا، وقدمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نموذجا يحتذى به لشعبها، إذ نشرت صورة خلال تسوقها في أحد المتاجر، الجمعة، وفي عربتها رزمة واحدة من ورق المرحاض.
فيما ابتكر مخبز في مدينة دورتموند الألمانية طريقة للمحافظة على زبائنه وإخراجهم من حالة الخوف بسبب فيروس كورونا، بعد أن قام بصنع حلوى على شكل ورق المراحيض وبأشكال متعددة، لتشهد تدفق العديد من الزبائن لشرائها.
وحاول جيروم بواتينج نجم بايرن ميونخ كسر حدة الملل في فترة الراحة الإجبارية التي يخضع لها حاليا مثل باقي لاعبي فريقه الألماني، وبث مقطعا مصورا يظهر فيه وهو يلعب بلفة "ورق تواليت" بدلا من الكرة.
ويشير لاعب البايرن بذلك إلى أن "ورق التواليت" أصبح رمزا لمشتريات هذه الفترة في ألمانيا نظرا لتزايد الاحتياج إليه ونفاده في عدد من المتاجر في ظل أزمة فيروس كورونا "المستجد" .
وقال بواتينج: "كان من المفترض أن أستمع لعزف الموسيقى الخاصة بدوري الأبطال في هذه الأيام" في إشارة لمباراة بايرن أمام تشيلسي الإنجليزي في إياب دور الستة عشر والتي كان مقررا إقامتها اليوم الأربعاء.
وأضاف مازحا: "بدلا من هذا نلعب بورق التواليت.. حسنا إنه تحد مقبول".
فيا تشير دراسات قام بها معهد للأبحاث في ألمانيا إلى أنّ الألمان يستهلكون كماً هائلاً من ورق التواليت، حيث تستهلك العائلة الألمانية الواحد ما معدله 93 لفافة في العام، بينما أنفقت ألمانية مبلغ 2.5 مليار يورو على محارم التواليت في عام 2018.
كما دعت الشرطة الأسترالية الناس إلى الهدوء بعد أن نشب خلاف على ورق المرحاض في أحد متاجر سيدني اليوم السبت من مارس 2020، خصوصا بعد وقوع عدة مشادات مماثلة مؤخراً، بسبب الهلع لدى المستهلكين جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقد أظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ثلاث نساء يمسكن بشعر بعضهن البعض ويصرخن أثناء شجارهن على حزمة كبيرة من هذه السلعة على رصيف متجر في سيدني.
وقالت إحدى النساء فيما كانت المرأتان الأخريان تحرسان عربة مكدسة بلفائف ورق المرحاض "أريد حزمة واحدة فقط!"، وتدخل موظفان لفك الاشتباك واستدعيت الشرطة لكن لم يتم القبض على أحد.
ويأتي هذا الحادث بعد صعق الشرطة رجلا هاجم زبونا وعاملا في أحد المتاجر في بلدة تامورث في نيو ساوث ويلز .
وكتب براد هازارد وزير الصحة في نيو ساوث ويلز على "تويتر" السبت مرفقا تغريدته بصورة للرفوف الفارغة "رجاء توقفوا! إذا لم يشتر بعض الأفراد كميات كبيرة من ورق المرحاض... لن يكون هناك أي مشكلة".
وقال ستيفن تايلور مؤلف كتاب "ذي سايكولوجي أوف بانديمكس" لوكالة فرانس برس: "أعتقد أنها قد تكون نتيجة الصور اللافتة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لهذه العلب المميزة، وقد أصبحت مرتبطة في أذهان الناس كرمز للأمان".
وطرح تايلور نظرية أخرى تتمثل في كره البشر للأشياء المثيرة للاشمئزاز، والذي يتصاعد عندما يشعر الناس بالتهديد بالعدوى. وأوضح قائلا: "لذلك أظن أن هذا من الأسباب التي جعلتهم يتهافتون على ورق المرحاض، لأنها وسيلة لتجنب الاشمئزاز".
ووفقا لتايلور، فإن العديد من السلوكيات التي نراها حدثت أيضا خلال تفشي أوبئة سابقة، بما فيها الإنفلونزا الإسبانية في العام 1918 التي قتلت ما يقرب من 700 ألف أمريكي، ودفعت بالمواطنين المذعورين إلى الذهاب للمتاجر والصيدليات لتخزين البضائع.