توصل البيت الأبيض وقادة مجلس الشيوخ الأمريكى إلى اتفاق هام وصف بالتاريخى بشأن حزمة 2 تريليون دولار لتحفيز الاقتصاد الأمريكى الذى يعانى بسبب تفشى وباء كورونا، وذلك بعد أيام من المفاوضات الماراثونية التى أسفرت عن واحد من الإجراءات الأكثر اتساعا والأكبر تكلفة فى تاريخ الكونجرس. وقال مدير الشئون التشريعية بالبيت الأبيض إريك يولاند فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء إنه تم الاتفاق.
من جانبه، أعلن ميتش كماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ التوصل إلى الاتفاق رسميا، وقال: "أخيرا توصلنا إلى اتفاق بعد أيام من المناقشات المكثفة، توصل المجلس إلى اتفاق من الحزبين حول حزمة إغاثة تاريخية جراء الوباء".. ومن المتوقع أن يدخل التشريع حيز التنفيذ خلال أيام.
وبحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن" ، فإن حزمة تحفيز الاقتصاد تشمل 250 مليار دولار للمدفوعات المباشرة للأفراد والعائلات، و350 مليار دولار قروض للمشروعات الصغيرة، و250 مليار دولار لتقديم إعانات التأمين ضد البطالة، و500 مليار دولار للقروض الموجهة للشركات المتعثرة.
وكانت الخطة الأولية للحزب الجمهورى قد دعت إلى 208 مليارات دولار فى شكل قروض للشركات الكبيرة مثل شركات الطيران، والتى يجب سدادها، وما تلاها نسخة صدرت فى عطلة نهاية الأسبوع دعت إلى 500 مليار دولار، واشتكى الديمقراطيون من أن مسودة حزمة المساعدات التى يقودها الجمهوريون ليست كافية لتوفير الرعاية الصحية ومكافحة البطالة، وفشلت فى وضع قيود على صندوق مقترح بقيمة 500 مليار دولار لدعم الشركات.
من جانبه، تبنى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لهجة متفائلة أثناء ظهوره فى المؤتمر الصحفى اليومى بالبيت الأبيض، فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وأعرب عن ثقته فى قدرة الشركات الأمريكية إلى العودة للعمل بحلول عيد الفصح، مؤكدا أن الاقتصاد القوى هو مفتاح مكافحة كورونا وهزيمته.
وخلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إنه يريد إعادة اقتصاد البلاد للعمل من قبل عيد الفصح وسط تساؤلات حول المدة التى يجب أن يبقى فيها الناس فى منازلهم، وأن تكون الشركات مغلقة لإبطاء انتشار فيروس كورونا، وأضاف متحدثًا من البيت الأبيض إلى جانب آخرين فى فريق مكافحة كورونا إنه "يحب أن تعود البلاد للعمل بعد عطلة عيد الفصح" والتى ستوافق 12 من أبريل.
وأوضح أن حجته أنه لا يريد "إطفاء البلد" والاستمرار فى رؤية الانهيار الاقتصادى من الوباء المنشر، حيث قال خلال المقابلة: "نخسر الآلاف والآلاف من الأشخاص سنويًا بسبب الأنفلونزا ولا نغلق البلاد بسببها".
وأضاف: "نحن نخسر أكثر من ذلك بكثير فى حوادث السيارات. نحن لا نستدعى شركات السيارات ونقول توقف عن صنع السيارات. علينا العودة إلى العمل ".
وقال ترامب أيضا إن أزمة كورونا هى أزمة صحية فى المقام الأول ولن يتم اتخاذ أى قرارات متعلقة بإغلاق المدن أو حالة الطوارئ أو إعادة الدراسة فى الجامعات والمدارس إلا بعد دراسة الموقف حيث تأتى صحة وسلامة الأمريكيين اولا، وأضاف خلال كلمته أن الاقتصاد القوى للبلاد هو مفتاح القضاء على فيروس كوفيد 19.
وعن المعاملات التجارية وأسواق البورصة، قال ترامب إنه يرحب بالتعامل التجارى مع جميع البلدان ولكن الأمر لا ينفى أهمية أن يكون لدى الولايات المتحدة ما أطلق عليه "استقلال اقتصادى".
إلا أن شبكة سى إن إن قالت إن توقعات ترامب باقتراب الانتصار على أزمة كورونا يصبح مستحيلا بشكل متزايد مع التصعيد المروع لمعركة أمريكا ضد الوباء، ولفتت أن ترامب لديه دوافع سياسية، فهو يحتاج إلى انتعاش سريع لأن الانتصار الطويل فى الاقتصاد سيمثل أفضل حجة لإعادة انتخابه.
ومن جانبه، قال بيل جيتس أحد مؤسسى شركة مايكروسوفت، إن الولايات المتحدة أضاعت فرصتها لتجنب عمليات الإغلاق الإلزامية لأنها لم تتصرف بالسرعة الكافية لمواجهة وباء كورونا.
كما طلبت العديد من الولايات بما فى ذلك كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن العاصمة، إغلاق جميع الأنشطة التجارية غير الضرورية مؤقتًا. ونتيجة لذلك، ارتفعت مطالبات البطالة وتضرب الأسواق أدنى مستوياتها لعدة سنوات.
ورغم هذا، قال بيل جيتس إن العزلة الذاتية ستكون "كارثية" للاقتصاد، ولكن فى الحقيقة لا يوجد حل وسط، واقترح إغلاق ستة إلى 10 أسابيع.
ووفقا للتقرير يعتقد بيل جيتس أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعزيز قدرات اختبار COVID-1، قائلا: "فيما يتعلق بالاختبار، ما زلنا لا نخلق هذه القدرة ونطبقها على المحتاجين". "يجب أن يتم تنظيم الاختبار، ويجب إعطاء الأولوية. هذا أمر فائق السرعة."