تبنى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لغة التحدى فى مواجهة وباء كورونا العالمى، فى الوقت الذى بدأا فيه موسكو تتخذ إجراءات صارمة لمواجهة الفيروس.
فخلال اجتماع عقده بوتين اليوم، الثلاثاء، مع ممثلين عن قطاع الأعمال، قال الرئيس الروسي إن الوضع حول تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في البلاد سيتغير نحو الأفضل، وذلك مسألة وقت لا أكثر. وأشار بوتين إلى أن تفشي الفيروس في البلاد يشكل إحدى مشكلتين جوهريتين يواجههما الآن الاقتصاد الروسي. وأضاف: "تتابعون ما يجري في بلدنا وخارجها، لدينا مشكلتان، هما الانهيار الفعلي في سوق النفط وانتشار هذا الفيروس".
وتقول وكالة بلومبرج الأمريكية إن روسيا تتعامل مع وباء كورونا على محمل الجد، وأعلن بوتين أمس الأربعاء إجازة مدفوعة لأغلب الموظفين بالدولة فى محاولة للحد من العدوى، إلى جانب تأجيل التصويت على إجراء تعديلات دستورية تسمح له بالبقاء فى الحكم حتى عام 2036 فى الوقت الذى يواجه فيه أكبر أزمة صحية طوال حكمه لمستمر منذ 20 عاما.
وفى حين لا يوجد وباء فعلى فى روسيا ويأمل الكرملين تجنبه، فإن بوتين يحد من سفره فى الداخل وألغى سفره على سان بطرسبرج، بحسب ما قال المتحدث باسمه.
وفى تحرك يثبت تحدى بوتين فى مواجهة الفيروس، تفقد الرئيس الروسى إحدى مستشفيات الحجر الصحى للمصابين بفيروس كورونا الجديد فى منطقة كوموناركا بالعاصمة موسكو، وعرضت قناة روسيا اليوم، فيديو لبوتين وهو يتخذ الاحتياطات اللازمة لعدم تعرضه لأى احتمالات العدوى بالوباء العالمي، حيث ظهر الرئيس الروسى وهو يرتدى البدلة الواقية بمساعدة الأطباء ليصبح أمانًا مثل باقي العاملين في الرعاية الصحية قبل بداية جولته داخل مستشفى كوموناركا.
وتقدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلى رئيس أطباء مستشفى، خصص للمصابين بفيروس كورونا المستجد، في منطقة كوموناركا بموسكو، بالشكر على تنظيم العمل.
ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء "سبوتينك"، قال بوتين خلال زيارة له إلى المستشفى: "كل شيء بفضلكم جيد إلى حد كبير، لأنه من الضرورى، أنا أعرف ذلك بنفسى، من الضرورى أن تكون قادرًا على تنظيم العمل، وأنتم نجحتم، هذا مثال جيد على كيفية تنظيم هذا النوع من العمل"
يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطات الروسية اليوم، الخميس، عن تسجيل حالتي وفاة، و182 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" خلال الساعات الـ24 الماضية .
وأعلن مركز الإعلام الحكومي الخاص بمراقبة وضع تفشي فيروس كورونا في روسيا، أن الإصابات الجديدة سجلت في 18 منطقة بالبلاد، معظمها (136 إصابة) في العاصمة موسكو. كما سجلت أول إصابتين بالفيروس في جمهورية بورياتيا شرق سيبيريا.
وارتفعت بذلك الحصيلة الإجمالية للإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في روسيا إلى 840 حالة سجلت في 56 منطقة. أما بخصوص حالتي الوفاة فهما تعدان أول ضحيتين للفيروس في روسيا. وتعافى تسعة أشخاص بالكامل من الوباء خلال الساعات الـ24 الماضية، حسب البيان.
ولفت البيان إلى أن المصابين الجدد زاروا في الأسبوعين الماضيين دولا يتفشى فيها فيروس كورونا على نطاق واسع، مؤكدا أن جميع المرضى وضعوا داخل وحدات معزولة في المستشفيات حيث يتلقون الرعاية الصحية المطلوبة، وقد تم تحديد قائمة الأشخاص الذين تفاعلوا معهم في الآونة الأخيرة ويجري فحصهم حاليا للتأكد من احتمال إصابتهم بالفيروس أيضا.
وكان عمدة موسكو قد أمر بإغلاق المطاعم وأعلب المتاجر فى العاصمة الروسية لمدة أسبوع. وستغلق المطاعم والحدائق والمتاجر ماعدا الصيدليات ومحلات الطعام فىا لمدينة التى يقطنها 12.7 مليون شخصا بدءا من السبت ولمدة ثمانية أيام. وقال عمدة موسكو سيرجى سوبيانين إن القيود المقدمة اليوم غير مسبوقة فى التاريخ الحديث لموسكو وستخلق الكثير من التعطيل للحياة اليومية لكل شخص، لكنها ضرورية بالتأكيد من أجل إبطاء انتشار عدوى الفيروس والحد من حالات الإصابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة