أصبح كورونا في أوروبا يشبه زلزال توسنامى ، فبعد انتشار الفيروس بشكل كبير في مدن إيطاليا وأصبحت الدولة الأولى على العالم في انتشار الفيروس، لحقتها بريطانيا وإسبانيا فيما تؤكد روسيا أنها قادرة على السيطرة على هذا الوباء خلال 3 أشهر، ومع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، أصبحت إسبانيا الدولة التي تشهد أسرع انتشار للوباء في أوروبا، وجاءت بعد الولايات المتحدة في عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها بحسب موقع العربية.
وأعلنت وزارة الصحة الإسبانية، تسجيل 8578 إصابة جديدة، و655 حالة وفاة، خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 56188 وأكثر من 4000 حالة وفاة، في حين تراجع معدل الإصابات المؤكدة في إيطاليا بعد أكثر من أسبوعين من حالة إغلاق على الصعيد الوطني، حيث أعلنت روما، مساء الأربعاء تسجيل 5210 حالات إصابة جديدة، و683 حالة وفاة، وفشل نظام الرعاية الصحية الإسباني في مواجهة العدد الهائل من الحالات الحرجة، حيث يكافح الطاقم الطبي لعلاج المصابين وسط نقص معدات الحماية وأجهزة التنفس وغيرها من المعدات الطبية، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة من بين كل 10 ضحايا بفيروس كورونا في دور رعاية المسنين في إسبانيا.
وأوضح موقع العربية، أنه يتوقع تنفيذ المزيد من إجراءات الحجر الصحي العام بعدما وافق البرلمان الإسباني في الساعات الأولى من صباح اليوم على تمديد العمل بحالة الطوارئ بعد جلسة نقاش مطولة، وصوت البرلمان الإسبانى بالموافقة على تمديد إجراءات الطوارئ التي تشمل فرض الحجر الصحي العام أي إلزام السكان بالبقاء في منازلهم باستثناء الخروج لشراء المستلزمات الأساسية من الغذاء والدواء أو العمل، لمدة 15 يوما أخرى حتى 12 أبريل، فيما قال رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث للبرلمان، إن "تمديد الطوارئ ليس سهلا، أعتقد أن الخيار الفعال الوحيد لمكافحة الفيروس هو التباعد الاجتماعي".
وتكافح إسبانيا للتعامل مع أزمة كورونا المتفاقمة، حيث تجاوزت حصيلة الوفيات لديها مثيلتها في الصين الأربعاء بعد تسجيل 738 حالة وفاة جديدة خلال يوم واحد، وقفز عدد الإصابات في البلاد عشرة أمثاله منذ فرض حالة الطوارئ في 14 مارس، وزاد عدد الوفيات، وأصبحت إسبانيا الآن ثاني أكثر بلدان العالم تسجيلا للوفيات بالمرض بعد إيطاليا التي بلغت حصيلة الوفيات بها 6820 شخصا،في حين تعكف الحكومة على توفير معدات وقاية مثل الكمامات والقفازات وأجهزة التنفس.
في المقابل أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قادرة على القضاء على فيروس كورونا المستجد في أقل من 3 أشهر، حسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية ، وقال الرئيس الروسى: بعض الدول تقول إن الحرب مع فيروس كورونا ستكون طويلة جداً، إلا أنه أعرب عن أمله بأن تخرج روسيا من هذه الأزمة في غضون شهرين إلى 3 أشهر. وطمأن مؤكداً: "سنخرج بالتأكيد" من هذه الأزمة.
وقال بوتين إن هذه الإجراءات القسرية مؤقتة. لكنها لن تطول إذا كانت التدابير المتخذة أكثر فاعلية وصرامة، لأنها ستساهم في التخلص من الفيروس بشكل أسرع"، مشيرا إلى أن "الوضع المتعلق بفيروس كورونا سيتغير نحو الأفضل لكن المسألة هي مسألة وقت".
كما أعلن بوتين أن "المهمة الكبرى في روسيا هي الحفاظ على صحة وحياة المواطنين، لكن من أجل ذلك هناك حاجة إلى موارد اقتصادية". ولفت إلى أن هناك مشكلتين تؤثران على الوضع في روسيا: انهيار سوق النفط والطاقة، وتفشي فيروس كورونا.
وأضاف: "علينا العمل فوراً في عدة اتجاهات. بالطبع، المهمة الكبرى، هي الحفاظ على صحة وحياة مواطنينا. لكن من الواضح أيضاً أنه إذا انهار الاقتصاد فلن تكون هناك موارد لتنفيذ هذه المهمة. كل الأمور في الحياة مرتبطة ببعضها".
وذكر موقع العربية، أن مسؤول صحي بريطاني، أكد أن مستشفيات لندن العامة تتعرض لموجات "تسونامي مستمرة" من المرضى بفيروس كورونا المستجد، الذين يعانون من حالات صحية خطرة، في وقت تعاني نسبة كبيرة من الممارسين الصحيين في هذه المنشآت الطبية من المرض، وقال المسؤول في خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا كريس هوبسون إنه تم رفع الطاقة الاستيعابية في مراكز العناية المكثفة داخل المستشفيات العامة بلندن في الأسابيع الأخيرة. رغم ذلك تواجه مستشفيات العاصمة البريطانية ارتفاعاً ضخماً في أعداد المصابين الذين يعانون من حالات شديدة من المرض، ووصف هوبوسن هذا الأمر بـ"التسونامي المستمر".
ويضغط هذا الفيروس على المستشفيات في لندن في ظل تغييب 30% إلى 40% من الممارسين الصحيين العاملين فيها بسبب المرض، وقد وصلت هذه النسبة إلى 50% في بعض الأماكن، حسب هوبسون الذي أشار إلى أن هذه النسب "غير مسبوقة"، حيث يأتي هذا بينما أعلنت الحكومة البريطانية أن عدد وفيات فيروس كورونا في البلاد ارتفع إلى 463 أمس الأربعاء. وقالت في بيان إن إجمالي حالات الإصابة وصل إلى 9529 حتى يوم أمس الأربعاء.
ولمواجهة هذه الأزمة، أعلنت الحكومة البريطانية إنشاء مستشفى ميداني يحتوي على 4000 سرير في مركز للمؤتمرات في لندن. وبحسب وسائل إعلام بريطانية، عدة مستشفيات من هذا النوع قد يتم إنشاؤها في كل أنحاء المملكة المتحدة.