منذ بداية ظهور فيروس كورونا وانتشاره عالميا، وكان الحديث عن تأثير درجة الحرارة عليه يتردد بين الحين والآخر، ورغم أن منظمة الصحة العالمية حسمت الأمر بأنه لم يثبت حتى الآن أن الفيروس قد يتأثر بالحرارة مع دخول فصل الصيف، إلا أن وقائع وشواهد كثيرة استخدمها العلماء للتدليل على أن الفيروس القاتل قد يرتبط انتشاره بانخفاض درجات الحرارة، وذهب أخرون إلى ارتباطه أيضا بالموقع الجغرافى بالمدن التي يضربها الفيروس بقوة.
وبالسير خلف خط سير الفيروس، داخل أكثر الدول التى تضررت وأصبحت الآن فى مقدمة الدول التى تسجل إصابات ووفيات يوميا، يتضح أن هناك ارتباطا كبير بين مدن الوسط والشمال، والمدن الساحلية، وسرعة انتشار الفيروس، لدرجة أنه لا يوجد أى مدينة جنوبية الموقع تقريبا من المدن الأكثر تضررا من كورونا، بل أغلبهم فى الشمال أو الوسط أو مدن ساحلية.
الصين
فى الصين التي سجلت أكثر من 81 ألف إصابة، وأكثر من 3 آلاف إصابة، كانت البداية من مدينة ووهان، والتى انطلق منها الفيروس إلى العالم كله نهاية العام الماضى 2019، مدينة ووهان هى مدينة ساحلية يعيش بها 11 مليون صيني، ضمن إقليم هوبى شرق الصين، وفى هذا الوقت من العام يصل انخفاض درجة الحرارة في ووهان إلى 13 درجة مئوية، إضافة إلى أن الفيروس تحرك من تلك المدينة إلى العالم شمالا وليس جنوبا.
حتى مدينة وانجانج، التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، وظهر بها الفيروس أيضا، تقع على بعد حوالي 30 ميلاً إلى الشرق من ووهان، ودرجة حرارتها لا تختلف أيضا عن ووهان وما يجاورها.
ايطاليا
عندما إنطلق الفيروس عالميا، لم ينطلق جنوبا بقوة إنطلاقه شمالا، ضرب أوروبا وأمريكا بقوة، وكانت البداية مع إيطاليا، وكأن الفيروس كان يسير فى طريقه باتجاه الشمال، وسجلت إيطاليا حتى الآن أكثر من 80 ألف إصابة، و8 آلاف وفاة، وفى إيطاليا لم تكن أكثر المدن المتأثرة به مدن الجنوب، بل كان إقليم لومبارديا شمال إيطاليا، والذى شهد منذ أيام وفاة 360 حالة في 24 ساعة فقط، وبداخله مقاطعة بيرجامو التي تعانى أيضا من خطر الفيروس.
أما إسباينا، التي وصلت الإصابات بها إلى 56 ألف إصابة، والوفيات 4 آلاف، فكانت أول المدن التى تعرضت للانتشار السريع للفيروس هى مدينة مدريد، وسط إسبانيا، والتى سجلت قبل أيام ثلاثة آلاف إصابة، وقامت السلطات بغلقها تماما وفرض حظر التجوال بها.
اسبانيا
وفى ألمانيا أيضا انطلق الفيروس ليسجل 44 ألف إصابة، و260 وفاة، أغلبهم فى مدينة برلين شمال شرق ألمانيا، وولاية شليزفيغ- هولشتاين (شمال شرق) أيضا والتى سُجلت فيها ستون إصابة فى يوم واحد، إضافة إلى مدينة كولونيا الواقعة بولاية شمال الراين – فيستفاليا وتأكد حدوث 1154 إصابة و5 وفيات بها، وكلها مدن إما شمالية أو ساحلية، وبعيدة عن جنوب ألمانيا.
المانيا
في أمريكا التي تحولت إلى رقم واحد فى الإصابات الآن بأكثر من 82 ألف إصابة و1177 وفاة، انطلق الفيروس ليضرب بقوة المدن الساحلية، مثل نيويورك، وكاليفورنيا وواشنطن والتي قرر البيض الأبيض إعلانهم مدن كوارث، من أجل توصيل المساعدات الطبية وإقامة المراكز الطبية.
امريكا
في مصر أيضا، تكشف بيانات وزارة الصحة المصرية المتتالية عن أن مدن الصعيد هى أكثر المدن بعدا عن الإصابات الكثيرة بفيروس كورونا، وبستثناء واقعة باخرة الأقصر، كانت محافظات الدلتا هى الأكثر تصدرا لعناوين الأخبار بإصابات كورونا فى مصر، وخاصة الدقهلية ودمياط.
حتى واقعة باخرة الأقصر، كانت الإصابة بها بسبب سائحة جاءت إلى مصر وزارات المحافظة ونقلت العدوى لمن خالطوها بالمركب، وتوقف تسجيل الإصابات بعدها تقريبا بمحافظات الصعيد.
خريطة إصابات العالم
هذا الرصد لبعض المعلومات الخاصة بمواقع تلك المدن جغرافيا، لا يعنى أن هناك دلالة عملية على خريطة تحرك أو مسار فيروس كورونا، وارتباط ذلك جغرافيا أو مناخيا بدرجات الحرارة، لكنه مجرد رصد لتلك المعلومات، التي يعززها أيضا أن كورونا انطلق شمالا ليضرب أوروبا، ولم تعرف أى مدينة إفريقية حتى الأن معنى كلمة مدينة منكوبة أو منطقة كوراث، بسبب الفيروس القاتل، كما حدث بدول الشمال.