مع بداية ظهور وانتشار فيروس كورونا المستجد فى مدينة ووهان بالصين ،سارع عدد من رجال الدين إلى منحه صبغة دينية ،واعتباره عقوبة إلهية بسبب الإجراءات التى اتخذتها حكومة الصين ضد إقليم الايجور الذى يضم أقلية مسلمة.
ووصل الأمر وقتها إلى حد أن عددا من رجال الدين أفتوا بأنه يجوز للمسلم أن يفرح شماتة في موت أهل الصين بالفيروس المستجد ،اليوم أصبحت كورونا في عقر دار المسلمين ،فهل هذا يعنى أننا نتعرض لنفس العقوبة؟
ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية،كان واحدا من هؤلاء الذين أثاروا جدلا حول هذه القضية، بعد أن خرج في فبراير الماضي ،واعتبر أن انتشار فيروس كورونا في الصين نوع من العقاب.
الواقعة بدأت بسؤال على الموقع الرسمي للدعوة السلفية "صوت السلف" يقول: نسمع الآن مِن كثيرٍ مِن الناس أن ما يحصل في الصين من انتشار القتلى والضحايا بسبب "فيروس كورونا"؛ إنما هو عقوبة إلهية مِن الله -تعالى- بعد ما فعلته الصين في مسلمي الإيجور. فهل هذا كلام صحيح؟
ورد ياسر برهامى قائلا: "أنواع الكفر والظلم والبغي التي هم عليها تستوجب أنواعًا مِن العذاب في الدنيا والآخرة، والأوبئة أصلًا كانت عقوبة مِن الله -تعالى- للأمم السابقة".
وكان لافتا أن برهامى لمح لإمكانية إصابة المسلمين بالفيروس لكنه في هذه الحالة سيكون لهم رحمة وتكفير للذنوب والسيئات بحسب قوله
أما وجدى غنيم فخصص تسجيلا للشماتة في أهل الصين مدعيا أن كورونا حدث بسبب معارضتهم للنقاب ،وأن النقاب فرض عليهم رغما عنهم بعد هذه الأزمة بسبب اضطرارهم لارتداء الكمامة.
أما رجل الدين السورى عبد الرزاق المهدي فقد ذهب إلى أبعد مما ذهب إليه برهامى عندما قال في خطبة الجمعة إن الله سلط فيروس "كورونا" على "الملاحدة الشيوعيين البوذيين" بسبب اضطهادهم للمسلمين في تركستان وأن الفيروس جنديا من جنود الله.
.
لم يكتف المهدى بذلك ، بل قال في تسجيل صوتي نشره على قناة "فتاوى من أرض الشام" على موقع "تليغرام" ردا على سؤال أحد المشاركين: "نعم، نفرح نفرح وندعوا عليهم بالهلاك" واصفا إياهم بـ"أعداء الله".
الواقعة الأقسى كانت لرجل الدين العراقى الشيعى هادى المدرسى الذي أصيب بفيروس كورونا أثناء زيارته إلى مدينة قم الإيرانية بعد أسابيع فقط من "ادعائه" بأن كورونا كان بلا شك "أمرٌ من الله" ضد الصينيين، بسبب معاملتهم السيئة واستهزائهم وعدم احترامهم للمسلمين والإسلام.
كان الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه قال فى تصريحات سابقة لـ اليوم السابع أنه "من سنن الله في الكون أن يحدث النفع والضر، ليكون الناس بين مكرمى الشكر والصبر".
واستشهد كريمة بالآية القرآنية "وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ"، وتابع :"الزلازل والبراكين والأزمات الاقتصادية وتغير البيئة والجفاف والأمراض والأوبئة سنن كونية لا علاقة لها بإيمان أو كفر أو توحيد أو شرك أو طاعة أو معصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة