أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز البريطانية أن الوقت قد حان لكى تتحد الولايات المتحدة والصين "سوياً"، من أجل محاربة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأن ينحيا خلافاتهما التجارية جانبا من أجل إنقاذ العالم، وقالت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد، إن كتاب الخيال العلمي لطالما نسجوا سيناريوهات مختلفة حول كيف ستتفاعل القوى المتنافسة في العالم إذا تم غزو الأرض من قبل قوى خارجية.. وتساءلت عما إذا كانوا سيتحدون لمحاربة عدو مشترك؟ أم سيستمرون في المبارزة فيما بينهم بينما يدمر الغازي الأجنبي الإنسانية برمتها؟" حسب تعبير الصحيفة.
وأضافت أن فيروس " كورونا" ليس من كوكب آخر.. لكن هذه الأزمة هي الأقرب إلى السيناريو الذي يتخيله كتاب الخيال العلمي.. وبشكل مأساوي، لافتة إلى أن أولئك الذين يتوقعون أن تتعاون القوى الكبرى في العالم في القتال ربما يفشلون في رؤيتهم بالنهاية.. وأن الولايات المتحدة والصين ظهرتا أكثر إصرارًا على تقويض بعضهما البعض من العمل معًا، حيث خاض الجانبان حربًا متصاعدة من الكلمات والدبلوماسية المتبادلة منذ ظهور الفيروس في الصين.
وأشارت إلى أن (واشنطن ) لطالما هاجمت الصين، بشكل مبرر، فيما أسمته قيام الأخيرة بالتستر على شدة التفشي الأولي للفيروس داخل أراضيها، واستاءت (بكين ) من حديث كبار المسئولين الأمريكيين عن "فيروس الصين"، حتى أصبحت العلاقات بين البلدين، القائمة بالفعل على أجهزة دعم الحياة، تتأرجح الآن على حافة الانهيار التام.. موضحة أن ذلك يأتي في الوقت الذي يحتاج فيه العالم بشدة إلى تعاونهما.
وتابعت الصحيفة ، أن الرئيس ترامب في حاجة لتحقيق نصر سريع في الحرب ضد الفيروس القاتل بشكل أكثر إلحاحًا.. حيث يمكن لأزمة طويلة وانكماش اقتصادي شديد أن يهددا بإعادة انتخابه في نوفمبر القلدم .. مشيرة إلى أن المكاسب التي يمكن تحقيقها من خلال التعاون بين البلدين سوف تفوق بكثير التكاليف المتواضعة للخطوات التي يمكن اتخاذها لإيقاف الصراع المتصاعد.
ورأت أن أسهل ما يمكن أن يفعله كلاهما هو الامتناع لمدة ستة أشهر عن اتخاذ أي إجراء دبلوماسي يمكن أن يُفسر على أنه غير ودي.. وأنه يجب على كل جانب أيضًا تقديم إيماءات رمزية لحسن النية للإشارة إلى الرغبة في تخفيف التصعيد.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوة الأكثر عملية وإيجابية سوف تتركز حول الإعلان عن تعزيز التعاون المشترك في محاربة "كورونا" ، مع القدرة على زيادة إنتاج الإمدادات الطبية الحيوية، وأن تتبادل الصين مع الولايات المتحدة وجميع الدول الأخرى الدروس والبيانات التي اكتسبتها في احتواء الفيروس ومعالجة ضحاياه.. وذلك من شأنه أن يساعد في كسب الحرب ضد الفيروس القاتل بسرعة وكفاءة أكبر على الصعيد العالمي.
ودعت (واشنطن ) و(بكين ) إلى تجميع مواردهما وموهبتهما العلمية في برنامج مشترك للعثور على لقاح وإتاحته مجانًا للعالم.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت "فاينانشيال تايمز" إن إبرام اتفاقية مشتركة لتعليق جميع الرسوم الجمركية المفروضة خلال "الحرب التجارية " لمدة ستة أشهر من شأنه أن يعزز ثقة المستثمرين.. معتبرة أن الأهم من ذلك، إبرام اتفاقية لتبادل العملات الأجنبية لمدة ستة أشهر بين الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك الشعب الصيني، بدلا من أن تضطر (بكين ) لبيع جزء كبير من حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية، لتلبية الطلب المتزايد على الدولارات ، هو الإجراء الذي قد يزعج الأسواق المالية بشكل متزايد - حسب الصحيفة .