يبدو أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى، مصرين على مواصلة نشر البوستات غير الدقيقة مستغلين أزمة تفشى فيروس كورونا: كوفيد، لتسويق أوهامهم للناس، لمجرد الحصول على عدد من "الشير" و"اللايك".
ومن بعد خرافة كتاب "أخبار الزمان" الوهمي لمؤلفه المجهول تاريخيا إبراهيم ابن سالوقية، الذى قيل إنه توقع بنهاية العالم في عام 2020، عاد مروجو الخرافات مرة أخرة للترويج لكتاب بعنوان "عظائم الدهور" لمؤلفه أبى على الدبيزى، المتوفى عام 565هـ، حيث يقال أن مؤلفه توقع تفشى فيروس كورونا قبل حوالى 1000عام.
وبحسب زعم المقولة التي تم تداولها بشكل واسع في عدد من الدول العربية دون التحقق من صحتها: "ورد في كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي توفى 565هـ: عندما تحين العشرون قرونً وقرون وقرون يجتاح الدنيا كورون فيميت كبارهم ويستحيي صغارهم يخشاه الأقوياء ولا يتعافى منه الضعفاء يفتك بساكني القصور ولا يسلم منه ولاة الأمور يتطاير بينهم كالكرات ويلتهم الحلقوم والرئات، لا تنفع معه حجامه، ويفترس من أماط لثامَه، يصيب السفن ومن فيها، وتخلو السحب من راكبيها، تتوقف فيه المصانع، ولا يجدون له من رادع، مبدؤه من خفاش الصين، وتستقبله الروم بالأنين، وتخلو الشوارع من روادها، وتستعين الاقوام بأجنادها، يضج منه روم الطليان، ولا يشعر من جاورهم بأمان، يستهينون بأول اجتياحه، وييأس طبهم من كفاحه، يتناقلون بينهم أخباره، ويكتشفون بلا نفعٍ أسراره، يخشاه الاخيار والفساق، ويدفنون ضحاياه في الأعماق، تتعطل فيه الصلوات، وتكثر فيه الدعوات، وتصدق الناس مايشاع وتشتري كل مايباع، ممالك الأرض منه في خسارة تعجزعن محاربته وانحساره، في زمانٍ قل الصدق في التعامل. وشح الأحسان في المقابل، ثمَ تنكشف الغمة عن الأمة، بالرجوع إلى الله تأتي التتمة، وتستنير الضمائر المستهمة بالتضرع الى الله والصلاه على الانبياء والأئمة".
كتاب-عظائم-الدهور
لكن بالبحث عن عنوان الكتاب أو اسم المؤلف، تبين بأنه لا يوجد شخص بهذا الاسم أبدا في التاريخ، وأن كل ما يقال بأنه هو مؤرخ عربى شهير، لديه العديد من المؤلفات أو الكتب، عار عن الصحة ، كما أن النص المنتشر "ركيك" لا يتفق مع الفترة الزمنية التى يزعم أن الكتاب يعود إليها، كذلك فإن عنوان الكتاب غير متسق، فما معنى عظائم الدهور، ربما لو كان اسمه "عظائم الأمور" كنا قد تفهمنا الأمر بعض الشيء.
كتاب عظائم الدهور
وبالحديث مع الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، أكد أنه لم يسمع من قبل عن مؤرخ عربى بهذا الاسم (أبى على الدبيزى) كما أنه لم يسمع عن كتاب من كتاب بعنوان "عظائم الدهور"، مشيرا أن ما يتم تداوله عار تماما من الصحة.
وأضاف "فؤاد" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن جميع المصادر العربية القديمة وكتب التاريخ والتراث الإسلامي، لم تعتد على التاريخ الميلادى من الأساس، وأى أقاويل تنسب لكتب تراثية عن أمور بالتاريخ الميلادى لا قيمة لها بتاتا.
وأوضح الدكتور أيمن فؤاد، أن البعض يتداول أسماء لكتب أسطورة ومجهولة ولا يوجد أي سند تاريخى أو إثبات على وجودها من الأساس.