كشف تفشى فيروس كورونا، المخاطر الناجمة عن انتشار المعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى من شأنها ليس نشر الأخبار الزائفة وحسب، بل أيضا تعريض حياة الأشخاص لخطر حقيقى، وآخر النصائح الطبية المغلوطة التى تجتاح وسائل التواصل حول الفيروس، واحدة تدّعى أن استنشاق بخار الماء يقضى على هذا الفيروس.
ونقل موقع الحرة الإخبارى نقلا عن وكالات أنباء، أن الخبراء يحذرون من اللجوء إلى هذه الوسيلة التي قد تكون مؤذية، وهي بالطبع لن تقضي على الفيروس أو تعالج المصابين به، وينتشر هذا الادعاء على شكل منشور نصّيٍّ، وأيضًا على شكل مقطع فيديو يظهر امرأة آسيويّة الملامح تعرض كيفية استنشاق بخار الماء.
وكتب في التعليق المرافق له "خبير صينى يجزم، ويؤكد ان استنشاق بخار الماء يقتل فيروس كورونا 100 % اذا كان موجوداً فى الرئتين أو الحنجرة أو الأنف، فالفيروس لا يحتمل درجة حرارة بخار الماء الدافئة.. والصحة والسلامه للجميع".
ويرد هذا التعليق نفسه في منشور نصّي حصد في أقل من 24 ساعة، منذ بدء انتشاره فى 26 مارس 2020، أكثر من عشرة آلاف مشاركة على إحدى صفحات مواقع التواصل.
إلا أن استنشاق البخار لن يعالج المصابين بفيروس كورونا المستجد، وهذا ما يؤكده البروفسور جايسون ماكنايت، من قسم العناية الأولية والصحة السكانية فى جامعة "تكساس إيه أند إم".، حيث يؤكد أن "الأشخاص قد يجدون فى استنشاق بخار الماء عند إصابتهم بأى نوع من الأمراض التنفسية وسيلة للمساعدة على تخفيف الأعراض كالسعال واحتقان الأنف والصدر، إلا أن ذلك قد يساهم فى تخفيف الأعراض وحسب، ولا يشكّل علاجًا لأى عدوى فيروسية".
ويتابع البروفسور، في رسالة إلكترونية، حسبما ذكر موقع قناة الحرة ، أنَ "هذه الوسيلة قد تكون مؤذية، فبخار الماء الساخن قد يحرق العيون والوجه ومجارى الهواء وقد تُسبّب الحروق إذا كانت بالغة، مضاعفات خطيرة وطويلة الأمد".
أمّا الدكتور بنجامين نيومان، الخبير بسلالة فيروسات كورونا والذى يرأس أيضا قسم العلوم البيولوجية في جامعة "تكساس إيه أند إم"، فيثنى على ما قاله زميله.
ويقول، في رسالة إلكترونية، كما نقلت قناة الحرة ، إنّ "الرئتين حساستان جدا وبخار الماء غاية في السخونة.. هذه المعادلة ليست سليمة. إنّ بخار الماء الساخن قادر على إلحاق الأذى بالرئتين وفكرة أنه قد يحارب فيروسًا يهاجم بدوره الرئتين سيئة جدّا".
لا علاج سحريا
ولدى سؤال الدكتورة كاثرين لا روش، البروفيسور في علم الخلايا فى جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، عن هذه المسألة فى رسالة إلكترونية، أجابت "لا أظن أبدًا أن استنشاق البخار قد يعالج المصابين بالعدوى، لا علاج سحريا للفيروس والخبراء يبذلون ما فى وسعهم لإيجاد حلٍ سريعا لكن الأمر يتطلّب وقتًا".
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بالنصائح الطبية المغلوطة والمضللة حول فيروس كورونا المستجدّ، إحداها شبيهة بنصيحة استنشاق بخار الماء إذ تدّعي أن هواء مجففات الشعر الساخن وغرف الساونا تقي من الإصابة بالفيروس وتعالجه.
