فى 31 مارس من عام 1146 وقف برنار دى كليرفو ليلقى خطبته الشهيرة فى أحد حقول فيزيلاى محرضًا على القيام بالحملة الصليبية الثانية، وذلك بحضور لويس السابع ملك فرنسا.
وبرنار دى كليرفو كان رئيس الدير الفرنسى وله شأن معروف فى تلك الفترة فى محاربة ما أطلق عليه "الهرطقة" فى جنوب فرنسا، كما كان له دور معروف أيضا فى إصلاح الانقسام الذى وقع داخل أرجاء الكنيسة.
كان برنارد دى كليرفو رئيس جمعية الرهبان السيسترسيين من أكبر ملهمى الحملة الثانية، وقد عهد إليه البابا إيجين الثالث بالدعوة إلى الحرب المقدسة، ومنحه نفس صلاحية إعطاء صكوك الغفران التى أعطاها البابا أوربانوس الثانى خلال الحملة الصليبية الأولى، وفى 31 مارس من سنة 1146 وصل برنارد إلى مجلس البارونات المنعقد فى فيزليه والذى ضم كبار الدولة الفرنسية وخطب من على مرتفع أقيم فى حقل مفتوح وتلا المرسوم البابوى، وألقى خطاب نارى بضرورة شن حرب مقدسة جديدة.
وأخذ يعطى الجموع شارات الصليب وعندما لم يكف الشارات قام بتمزيق لباس الرهبان الذى يرتديه وصنع منه شارات. وقد سجد عند أقدامه كل من الملك لويس السابع ملك فرنسا وزوجته إليانور آكيتيان والأمراء والبارونات للحصول على شارات الصليب.
وقام برنارد دى كليرفو بعد ذلك بزيارة جنوب ألمانيا والمناطق المتاخمة لنهر الراين، ونجح فى حث الشعب والفرسان فى هذه المناطق، حتى أنه نجح فى استمالة اللصوص والمجرمين بالنصح فى كسب غفران الخطايا بالمشاركة فى الحرب المقدسة، تردد الملك الألمانى كونراد الثالث فى بداية الأمر من المشاركة فى الحملة بسبب انشغاله بالحروب الداخلية، لكنه الملك الألمانى أخذ الصليب بعد خطبة حماسية فى كاتدرئية شبير فى ديسمبر سنة 1146، وقد وصف برنارد بأن نجاحه فى جمع الحملة الصليبية هو معجزة المعجزات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة