"سيناء بتقرأ" شعار جديد ترجمة عدد من شباب شمال سيناء متطوعين بتنظيم أكبر معرض للكتاب من نوعه على أرض الفيروز، بعد دعوتهم لدور النشر لعرض إنتاجها المطبوع، ودعوتهم للجمهور والمسئولين بالحضور والمشاركة، وتنظيمهم فعاليات ثقافية منوعة على هامش المعرض الذى اختاروا له قاعة سياحية فاخرة تمكنوا من إقناع المسؤول عنها وإتاحتها بالمجان من أجل عيون الكتب.
"سامح العمارى" أحد الشباب المتطوعين، قال لـ"اليوم السابع"، إن المعرض هو ثمرة تعاون بين مجموعة شباب يؤمنون بأهمية الثقافة ونشر قيمة الكتاب على أرض سيناء، وتحدى كل الظروف من أجل هذا الهدف.
وأضاف أن المجموعة هم من أصحاب مبادرات تخدم الثقافة على أرض شمال سيناء، ومنها "الركن" الثقافى الذى يوفر الكتب للأهالى للاطلاع عليها، أو الشراء لها، واستضافة أمسيات فنية وإبداعية منوعة وكل هذا بجهد أهلى، ومبادرة "اقرأ" بخمس التى تتيح للجميع استعارة أى كتاب بمبلغ رمزى بدلا من الشراء.
وأشار "العمارى" أن المعرض تم تنظيمه بالتعاون مع دور نشر تكفل الشباب المتطوعين بتوفير مكان لها، وتأمينها أثناء العرض والبيع بسعر مخفض، واستجابت بعض دور النشر وتعاونت بإرسال الكتب، وتم توفير المكان بقاعة مميزة بدرجة سياحية فاخرة، بعد أن تبرع صاحبها بإتاحتها مجانا طوال فترة المعرض، لافتا أنها الدورة الثانية للمعرض بعد عام من تجربة أول دورة حققت نجاحا شجع على تكرارها.
وقال "بهاء محمد" أحد الشباب المتطوعين، إنه يشرف على مبيعات إحدى دور النشر، ويقوم بهذا الجهد مجانا، وأنه سعيد أنه اليوم أمام عناوين مختلفة لشتى المعارف أصبحت متاحة أمام أهالى العريش.
وكان من بين المشاركين عدد من كبار أدباء شمال سيناء بينهم الشاعر سالم شبانة، الذى أوضح أنه من المدهش كل هذا الزخم للكتاب على أرض العريش المتعطشة للثقافة والمعرفة ووجود كتاب.
وأضاف أن دورة معرض الكتاب الثانية كما شاهدها كانت أكثر تنظيما وتألقا، واختيار شخصية المعرض العالم ابن سيناء درويش الفار زاد المناسبة قيمة، فضلا عن وجود معروضات لمقتنيات هذا العالم المعروف أنه أول من اكتشف منجم فحم المغارة بسيناء ليتعرف عليها الأجيال أضافت للمعرض سمة وتميزا وحضورا.
وأعرف الشاعر سالم الشبانة عن أمله لن لا تفوت فرصة الاستفادة من المعرض كل الجهات المسئولة ويتم تسيير رحلات مدرسية للمعرض، كما أكد ضرورة أن يراعى فى المرات القادمة استباق المعرض بعدد من اللافتات التوضيحية فى الشوارع ومزيد من تسليط الضوء عليها لتصل المعرفة لكل بيت أن ضيوف مهمين يحلون على أرض الفيروز وهم "الكتب".
وقال الناقد والشاعر الدكتور صلاح فاروق، إنه سعيد بتجربة الشباب التى أصبحت تحظى باهتمام مؤسسات الدولة، وهذا المعرض هو رسالة أن أبناء سيناء يتعطشون للثقافة ومثل هذه الفعاليات تحقق النجاح ومطلوب مزيد من الدعم والتشجيع لها.
وقال كل من حسن أحمد حسن، والدكتور محمد صلاح المدرس بجامعة سيناء أنهم علموا بالمعرض عن طريق صفحات التواصل وحضروا لشراء احتياجاتهم من الكتب ويعتبرون انه حدث غير عادى على ارض الفيروز، حقق لهم وصول الكتب دون عناء السفر بحثا عنها.
وتابع الحديث الإذاعى إسماعيل البيك، بقوله إن حضور الجمهور واهتمامه هو شهادة نجاح لفعالية تهتم بالثقافة والمعرفة وتأكيد أن شباب شمال سيناء يحمل شعلة النور وسط كل ظلام.
وأشارت إحسان الغالى مقرر المجلس القومى للمرأة بشمال سيناء، أنهم يشجعون بقوة هذه المبادرة دعما لعودة وحضور الكتاب وأهمية الكلمة المقروء خصوصا بين أوساط الشباب.
وقالت "سوسن حجاب" رئيس فرع جهاز شئون البيئة بشمال سيناء، وإحدى رائدات العمل الاجتماعى، أنها بحضورها اكتسبت شراء كتب لكتاب كبار كانت تبحث عنها، كما التقت مبدعين شباب من أبناء سيناء، وتعتبر أن فعالية كهذه فى هذا الوقت هو انتصار جديد على الإرهاب وكل ظلام.
وقال "يوسف سمير" الممثل لإحدى دور النشر المشاركة، إن الجمهور كان مفاجئة بكثرة إقباله، مشيرا أن تميز المعرض بتوفير كل أنواع الكتب أمام القارئ فى شمال سيناء.
وحل اسم المرحوم "درويش الفار" مكتشف منجم فحم المغارة بوسط، ضيف شرف وشخصية معرض الكتاب الثانى بالعريش الذى انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء فى مدينة العريش.
وتضمنت معروضات المعرض، عرض لمقتنيات "درويش الفار"، لاطلاع جمهور المعرض عليها، وتنوعت ما بين صور تجمعه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس الراحل حسنى مبارك، وإنتاجه المطبوع من كتب، وأبحاث لم تنشر، وصور لقاءات أجريت معه ونشرت فى صحف مصرية وعربية وعالمية.
أشرفت على المعرض نجلة "درويش الفار"، السيدة "صفاء"، وقالت فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن والدها هو أحد أبناء سيناء المهتمين بالعلم، واكتشاف كنوز سيناء، وتم اختياره شخصية المعرض من شمال سيناء.
وأشارت ابنة العالم درويش الفار، أن والدها ولد فى عام 1925، وبعد معاناة مع الظروف استطاع التغلب عليها وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة السعيدية بالقاهرة، وكان لقاؤه مع عالم الجيولوجيا مصطفى مشرفة نقطة تحول فى حياته جعلته يغير مسار اتجاهه من الطب للجيولوجيا وتحديدا اكتشاف كنوز سيناء والبحث فيها عن " الفحم".
وأضافت أنه كان ضمن رحلة جيولوجية بحثا عن معادن سيناء واستطاع أن يتتبع خيوط " الفحم " والوصول اليه ليكتشف انه منجم كبير، ليكون أول مكتشف له فى وسط سيناء وهو ما يعرف اليوم بمنجم فحم المغارة.
وقالت إنه نظرا لهذا الاكتشاف المهم منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة الدولة التشجيعية، والدكتوراه الفخرية، كما منحته جامعة قناة السويس الدكتوراه الفخرية، وتبوأ عددا من المناصب المهمة فى مجاله فى دول عربية، وخلال رحلته التقى الرئيس محمد حسنى مبارك فى إطار سعيه للاهتمام بمنجم فحم المغارة واستغلاله.
وأوضحت أنه فضلا عن كونه عالم مهتم بكل تفاصيل خريطة سيناء المعدنية وله فيها ابحاث ودراسات بعضها نشر وآخر مخطوط لم ينشر، فهو يملك حاسة ادبية وله قصائد باللهجة الشعبية وشعر نبطى يصف فيه سيناء شبرا شبرا، كما أن له مقالات منوعة فى شتى المناحى.
وكانت فعاليات م معرض العريش الثانى للكتاب بجهود مجموعة من المتطوعين الشباب بالتعاون مع دور نشر انطلقت بهدف توفير الكتاب للأهالى.
وقالت إسراء شعبان، من بين المتطوعين، أن المعرض ينظمه شباب من اصحاب مبادرات لخدمة الكتاب وتعزيز الوعى بالقراءة، وينظم فى قاعة مجهزة وسط المدينة، وأضافت أن المعرض يضم 5 الاف كتاب بمشاركة 20 دار نشر، وقالت أن المعرض تتواصل فعالياته حتى العاشر من مارس الجارى، ثم ينتقل من 14-17 مارس لجامعة سيناء.
وأضافت الروائية إسراء عبد الحميد، احدى المتطوعات فى تنظيم المعرض، أن الفعاليات سبقها إطلاق مسابقة فى مجال القصة القصيرة، وسيتم الإعلان عن الفائزَين بالمركز الأول والثانى فى أحدى أيام المعرض فى حفل يحضره نخبة من رموز المجتمع السيناوى، الجائزة نقدية قدرها 300ج لصاحب المركز الأول، و200ج لصاحب المركز الثانى.
وكانت فعاليات أول معرض للكتاب بالعريش انطلقت فى هذا التوقيت قبل عام بمشاركة الشباب ونظمت بمركز شباب مدينة العريش.