سلطت قناة إكسترا نيوز، الضوء على رد فعل أوروبا ضد ابتزاز تركيا للدول الأوروبية واستخدام ورقة اللاجئين السوريين ضد القارة العجوز، مشيرة إلى أن المستشار النمساوى، سيباستيان كورتز، أكد أن الاتحاد الأوروبى فى امتحان أمام الابتزاز التركى بورقة اللاجئين، مؤكداً قدرة التكتل على حماية حدوده الخارجية، منددا بمحاولة أنقرة ابتزاز الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف اللاجئين الساعين للتوجّه إلى القارة العجوز.
وأشارت القناة، في تقرير لها، إلى أن المستشار النمساوي، أوضح أن ما حديث من استخدام تركيا لورقة اللاجئين يعد بمثابة هجوم تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبى واليونان، حيث اعتاد الناس على الضغط على أوروبا، حيث تتزامن تصريحات كورتز مع زيارة تقوم بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، الثلاثاء، للمنطقة الحدودية بين اليونان وتركيا؛ حيث يوجد 13 ألف لاجئ يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ولفتت القناة، إلى أن فون دير لاين يجرى برفقة رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي تقييماً للوضع في منطقة أورستيادا، حيث فتحت تركيا حدودها أمام تدفق آلاف اللاجئين على الحدود اليونانية في خطوة تستهدف تصدير عناصر التنظيمات الإرهابية التي تؤويها منذ فترة طويلة إلى أوروبا، فيما نشرت وسائل إعلام تركية، خريطة توضيحية للطرق التي يمكن للاجئين في تركيا الذين يبلغ عددهم 4 ملايين الوصول بها إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى، بينما تعهدت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، بالبدء في تنفيذ خطة حدودية لمساعدة اليونان تقضي بنشر 1500 ضابط وموظف آخرين يقوم الاتحاد الأوروبي ودول فضاء شنغن بتزويدهم خلال 5 أيام.
فيما أكد خورشيد دلي، الباحث المتخصص في الشؤون التركية والكردية، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يستخدم ورقة اللاجئين من أجل شراء صمت دول أوروبا على الجرائم التي يرتكبها ضد شعبه والانتهاكات التي يمارسها ضد المعارضين بجانب جرائم حقوق الإنسان التي يرتكبها ضد السوريين في إدلب ودعمه للجماعات المتطرفة في شمال سوريا لمواجهة الجيش السورى الحر، حيث إن تلك الانتهاكات تلقى اعتراض كبير من دول أوروبا.
وقال الباحث المتخصص في الشؤون التركية والكردية، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، إن أوروبا تشعر بغضب عارم من تكرار استخدام أردوغان ورقة المهاجرين واللاجئين ضدها، والتلويح ثم التنفيذ بإرسال اللاجئين إلى دول القارة العجوز وفتح الحدود التركية أمامهم، وهو ما يشكل خطر كبير على دول أوروبا التي بدأت تشعر بخطورة سياسات أردوغان التي تهدد مصالحها.
ولفت الباحث المتخصص في الشؤون التركية والكردية، إلى أن على دول أوروبا أن تسرع في فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على أردوغان لوقف ابتزازه للأوروبيين، خاصة أن أردوغان لن يتوقف عن استخدام تلك الورقة الخاصة باللاجئين إلا بعد دعم أوروبا لجرائمه في سوريا.
بدوره أكد الدكتور عبد اللطيف درويش أستاذ اقتصاد بجامعة كارديف البريطانية، أن فتح تركيا لحدودها أمام اللاجئين يمثل خطرا كبيرا على دول أوروبا، حيث إن دول القارة العجوز تريد إنقاذ اليونان التي ستكون المتضرر الأكبر من نزوح اللاجئين إليها، موضحا أن اليونان لا يمكن أن يستقبل 100 ألف لاجئ من تركيا، خاصة أن اللاجئين ليسوا جميعهم من سوريا بل من بلدان عديدة.
وقال أستاذ اقتصاد بجامعة كارديف البريطانية، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، إنه إذا دخل اللاجئين السوريين اليونان ستصبح دولة فاشلة، وستحدث تغيير كبير في تركيبة السكان في اليونان، موضحا أن دول أوروبا تخشى على أمن اليونان لأنها تعد جنوب أوروبا كما أن اللاجئين لا يهددون اليونان فقط بل العديد من دول شرق أوروبا.
وأوضح الدكتور عبد اللطيف درويش، أن دول أوروبا قد تضطر لأن تدفع المزيد من الأموال لأردوغان كى لا يستخدم ورقة اللاجئين لابتزازها مرة أخرى، موضحا أن الأهم هو ضرورة أن تتحرك أوروبا لحل سياسى للأزمة السورية بشكل عاجل لقطع الطريق على أردوغان في استخدام ورقة اللاجئين ضدها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة