أكرم القصاص - علا الشافعي

أهل الأعراف حسناتهم زى سيئاتهم ولا راحوا الحرب دون علم أهلهم

الجمعة، 06 مارس 2020 06:00 م
أهل الأعراف حسناتهم زى سيئاتهم ولا راحوا الحرب دون علم أهلهم القرآن الكريم
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الله سبحانه وتعالى خلف البشر لعبادته وطاعته، ولهذا جعل هناك أهل الجنة، ولكن من يخالفه ويعصيه فجعل لهم مكانًا في النار، ولكن هناك فئة تسمى الأعراف لا هم من يحسبون على أهل الجنة ولا على أهل النار، فأين يكون مصيرهم يوم الطامة الكبرى، وخلال التقرير التالى نستعرض أبرز التفسيرات حول من هم أهل الأعراف وما مصيرهم؟.

يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى في تفسيره لـ {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعراف رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ...} [الأعراف: 46]، و{كُلاًّ} المعنى بها أصحاب الجنة وأصحاب النار، فقد تقدم عندنا فريقان؛ أصحاب الجنة، وأصحاب النار وهناك فريق ثالث هم الذين على الأعراف، و(الأعراف) جمع (عُرف) مأخوذ من عرف الديك وهو أعلى شيء فيه، وكذلك عرف الفرس.

وجماعة الأعراف هم من تساوت سيئاتهم مع حسناتهم فى ميزان العدل الإلهى الذى لا يظلم أحداً مثقال ذرة. {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 6-9].

ويا رب لقد ذكرت الميزان، وحين قدرت الموزون لهم لم تذكر لنا إلا فريقين اثنين.. فريق ثقلت موازينه، وفريقاً خفت موازينه، ومنتهى المنطق في القياس الموازيني أن يوجد فريق ثالث هم الذين تتساوى سيئاتهم مع حسناتهم، فلم تثقل موازينهم فيدخلوا الجنة، ولم تجف موازينهم فيدخلوا النار، وهؤلاء هم من تعرض أعمالهم على (لجنة الرحمة) فيجلسون على الأعراف.

وقال ابن القيم: فقوله تعالى (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ) أى: بين أهل الجنة والنار حجاب، قيل: هو السور الذي يضرب بينهم ، له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبَله العذاب؛ باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة، وظاهره الذي يلي الكفار من جهتهم العذاب .

والأعراف: جمع عَرف، وهو المكان المرتفع، وهو سور عال بين الجنة والنار عليه أهل الأعراف .

عن ابن مسعود قال: "ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرَفوا أهل الجنة وأهل النار ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ) وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار (قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) فأما أصحاب الحسنات فإنهم يُعطون نوراً يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ، ويُعطى كل عبد يومئذ نوراً فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق ومنافقة ، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون ( قَالُوا رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) .

وأما أصحاب الأعراف: فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله ( لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ) فكان الطمع للنور الذي في أيديهم ، ثم أدخلوا الجنة ، وكانوا آخر أهل الجنة دخولاً ،"وقيل: هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم ، فقتلوا ، فأعتقوا من النار لقتلهم في سبيل الله، وحبسوا عن الجنة لمعصية آبائهم ، وهذا من جنس القول الأول.

وفى رسالة دكتوراه للباحث محمد محمد أبو موسى تحت عنوان "بناء المعانى وعلاقاتها  في سورة الأعراف"   " إن سورة الأعراف تناولت مشهدًا حسيًا من مشاهد القيامة، تبدو فيه ألوان جديدة من صور المحاوره والمناظرة، بين فرقة المؤمنين أهل الجنة، وفرقة الكافرين اهل النار، وفرقة أصحاب الأعراف، الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم.

 

ما مصير الأعراف؟

قال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضى الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة