يواصل فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الإنتشار فى إيران، وإصابة وحصد أرواح المزيد، بعد أن تفشي فى جميع محافظاتها البالغ عددها 31، وفى أحدث إحصائية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، بلغ عدد الوفيات 194 شخص والإصابات 6566 فى البلاد، وتعافى 2134 شخص تأكدت إصابتهم فى وقت سابق، بينما تقول المعارضة أن الأرقام أعلى من ذلك بكثير.
ويشهد عدد الإصابات ارتفاعا خاصة فى المحافظات الشمالية، وسُجّلت أكثر من 300 إصابة جديدة فى محافظة مازندران أمس، وهى الوجهة السياحية الأبرز شمال طهران والمطلة على بحر قزوين، ومن أجل احتواء الفيروس، أغلقت السلطات الإيرانية الطرق الرئيسية المؤدية إلى محافظة مازندران الشمالية، بما فى ذلك طريق فى مقاطعة جيلان، ومنعت الخروج والدخول، وذلك بعد أن أعلنت حالة الطوارئ القصوى مساء أمس فى 3 أقاليم هي: قم، جيلان، مازندران. وفقا لوكالة مهر.
وكانت اعادت السلطات فتح الطرق المؤدية للشمال، بعد أن أغلقتها يوم الجمعة الماضية بقرار من الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا فى إيران، وتداول نشطاء إيرانيين مقاطع فيديو على التواصل الاجتماعى تظهر مواطنين مستاؤون من فتح الطرق ويقومون بغلقها أمام حركة السيارات منعا لتفشى فيروس كورونا.
وأفادت تقارير بأن المحافظات الإيرانية الـ 3 التى أعلنت التأهب تدخل فى دائرة بؤرة تفشى المرض، بسبب سرعة انتشار الفيروس فيها وارتفاع حالات الإصابات وهى محافظة جيلان ومازندران وقم فى شمال البلاد، وبحسب وكالة فارس، فان هذه المحافظات تواجه نقص فى المستشفيات والكوادر الطبية وأسرة طبية، وفى جيلان قالت السلطات أنها ستتدخل بالقوة بدءً من الأحد، ما لم تتخذ التحذيرات بعدم النزول فى الشوارع والتردد على الأماكن العامة إلا للضرورة على محمل الجد.
وبلغ أعداد المصابين فى لمحافظة جيلان وحدها أكثر من 200 شخصا، وتحتل المرتبة الثالثة بين محافظات إيران التى تفشى فيها الوباء.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، تفشى كورونا بسرعة في كافة المحافظات والمدن الإيرانية، وأصبحت إيران بين أكبر بؤر تفشّي الفيروس خارج الصين، وتحتل المركز الثانى بعدد الوفيات بعد الصين والمركز الرابع عالميا على صعيد الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وتعتبر العاصمة طهران الأكثر تأثّرا بالوباء في البلاد، إذ تأكّدت إصابة أكثر من 1500 شخصا فيها، تليها مدينة قم العاصمة الدينية، ومحافظة جيلان هى المناطق التى شهدت تسجيل أكبر عدد من حالات الإصابة وأعداد الوفيات.
وأصيب نائب إيرانى محمد رضا منصورى، عن مدينة ساوه وزرندية بمحافظة مركزى الإيرانية، حتى الان توفي 8 سياسيين ومسؤولين إيرانيين بسبب الفيروس منذ إعلان الإصابة الأولى في البلاد 20 فبراير الماضى، كان آخرهم النائبة فاطمة رهبر المنتخبة حديثا، وأصيبت نائبة الرئيس روحانى معصومة ابتكار، ونائب وزير الصحة ايرج حريرجي، ورئيس لجنة الامن القومى فى البرلمان مجتبى ذو النور، والنائب المعتدل محمود صادقى.
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، استعدادها لبذلك الجهود، مع سائر المنظمات الدولية، لإيصال مساعدات تحتاجها إيران لمكافحة فيروس كورونا. وخلال مؤتمر صحفي عقده وفد من منظمة الصحة الذي زار إيران على خلفية تفشي فيروس كورونا في البلاد، قال كريستوف أندرياس هاملمان، مدير مكتب المنظمة في طهران: "شهدنا تطورا جيدا في الخدمات المقدمة للمصابين بفيروس كورونا في إيران".
وتابع مدير المكتب: "تفقدنا عددا من المشافي والمراكز الصحية الإيرانية ونحصل باستمرار على معلومات من الكوادر الطبية الإيرانية"، مؤكدا أن المنظمة ستزور مدينة قم (التي بدأ منها انتشار مرض كورونا إلى سائر أنحاء إيران) للاطلاع على أوضاعها مستقبلا.وأضاف: "الظروف في إيران ليست سهلة ونحن سنواصل تعاوننا مع وزارة الصحة الإيرانية".