فتح حريق بمنطقة الدرب الأحمر، ملف الأوقاف الأثرية، بعد انهيار الجزء العلوى من سبيل يوسف أغا الحبشى بشارع "التبانة"، من حيث حصرها، وتقدير حالتها واحتياجها للترميم وملائمة النشاطات الموجودة ببعض هذه المبانى الأثرية لطبيعة الأثر، خاصة مع انتشار وتعدد المبانى الأثرية فى القاهرة الخديوية وخارجها.
وقد طالت نيران حريق الدرب الأحمر سقف سبيل "الحبشى"، ما تسبب فى انهيار الجزء العلوى من سبيل يوسف أغا الحبشى بشارع " التبانة " بالدرب الأحمر، الذى يعود تاريخه لسنه 1677 فى فترة الحكم العثمانى، وأهمية السبيل أنه يمثل مرحلة الانتقال فى بناء الأسبلة من الطراز المملوكى للطراز العثمانى حيث يأخذ شكل مُقوّس أو نصف دائرى.
وزارة الأوقاف، المالكة لسبيل "الحبشى" ومعظم آثار القاهرة التاريخية والفاطمية ومنطقة الأزهر والحسين والغورية والأسبلة، بدأت فى وضع خطة للتعامل مع الموقف، وذلك لتفادى تكرار الواقعة، خاصة أن معظم الآثار بها محلات مؤجرة، أو يجاورها ما هو مؤجر وملاصقة الأعمال العشوائية لهذه الآثار، وأعلنت غرفة عمليات وزارة الأوقاف، قيام هيئة الأوقاف بتكليف لجنة لتقدير الموقف وحالة الأثر بعد حريق سبيل يوسف أغا الحبشى، ومعاينة الآثار له وبحث إدارجه على قائمة الآثار المطلوب ترميمها حتى لا يتضرر الأثر.
وأكدت غرفة عمليات الأوقاف، تكليف هيئة الأوقاف مناطقها بالقاهرة الكبرى والمحافظات بحصر الأوقاف الأثرية ورفع تقارير بحالتها وتطويرها من عدمه، ومواصفات الآثار لتفادى موقف السبيل المحترق سقفه بسبب عشوائيات مجاورة.
ولفتت غرفة عمليات الأوقاف، أن ملف الأوقاف الأثرية محور عمل هيئة الأوقاف بتكليف من الوزير ومتابعة مجلس الوزراء، ويتضمن دراسة تطوير سوق العتبة، حيث تتكلف شركة مقاولات كبرى بدراسة التطوير للبدء فيه فور انتهاء الدراسة وبتنسيق التطوير مع المحافظات حيث تقوم محافظة القاهرة ببحث حالة المنطقة حول سوق العتبة والتى تتبعها.
وكشفت غرفة عمليات وزارة الأوقاف، أن مساجد الدرب الأحمر الأثرية، والمساجد العادية بالمنطقة لم تتأثر جميعها أو أى منها بالحريق الذى شب بأحد العقارات هناك، ووجهت غرفة عمليات الوزارة الشكر لمحافظة القاهرة وجهاز الحماية المدنية على سرعة التعامل، وإخماد الحريق بكل مهنية وسرعة.
وأشارت غرفة عمليات الأوقاف، إلى أن مشاركة الآثار متابعة المبانى الأثرية المملوكة لوزارة الأوقاف، وإدارج عددا منها لخطة ترميم الآثار، لافتة إلى عدم قدرة الأوقاف على تغيير حالة أو ترميم أى أثر دون الرجوع لوزارة الآثار.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار تأثر السقف الخشبى الخالى من الزخارف لسبيل وكتاب يوسف آغا الحبشى الاثرى من الحريق الذى نشب مساء اليوم بمجموعة من ورش الأحذية الموجودة بأرض الفحامين بشارع التبانة بمنطقة باب الوزير، مشيرة إلى أنه توجه على الفور الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والمهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار على رأس لجنة آثرية ندسية لمعاينة الأثر وحالته الإنشائية اثر نشوب الحريق الذى تمت السيطرة عليه.
وأكدت المعاينة المبدئية تأثر سقف السبيل بالنيران، ولم تمتد لباقى السبيل وكذلك لم يتأثر جامع أحمد المهمندار الاثرى الملاصق للسبيل، واتخذ فريق من مفتشى آثار المنطقة ومسئولى أمن الآثار كافة الإجراءات الوقائية و وسائل الحفاظ على الآثار المتواجدة فى محيط المنطقة، لحين استكمال اعمال المعاينة لسرعة درء الخطورة و البدء فى اعمال الترميم.
ومن جانبه قرر اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة تشكيل لجنة هندسية لبيان تأثر العقار 51 شارع الدرب الأحمر بحى وسط القاهرة من الحريق الذى نشب، وذلك عقب انتهاء النيابة العامة والبحث الجنائى من معاينة المكان لبيان أسباب الحريق، عقب بلاغ بنشوب حريق بمجموعة من ورش الأحذية الموجودة بأرض الفحامين بشارع التبانة بمنطقة باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر و على الفور انتقلت 15 سيارة من قوات الحماية المدنية، وتمكنت من السيطرة على الحريق الذى لم يسفر عن إصابات أو وفيات.
وسيطرت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، على حريق أسطح عدد من المحلات بالقرب من مسجد أبو حريبة بمنطقة الدرب الأحمر، دون وقوع أى إصابات. واتخذ مهندس بناء السبيل حيلة معمارية فى بناء السبيل للحفاظ على حرمة الطريق، حيث أن السبيل ملاصق لمسجد أحمد المهمندار الأثرى ويقع فى شارع التبانة فى شارع به العديد من الآثار الاسلامية وبيوت من القرن 18 و 19 للأمراء والباشوات.
ويقع سبيل يوسف أغا الحبشى (1088هـ-1677) بشارع الدرب الأحمر، وكان فى الأصل مدرسة أنشأها شمس الدين آق سنقر السلحدار وفتحت يوم 4 جمادى الأولى سنة 676هـ (1277) وبها دروس للشافعية والحنفية ولا تزال موجودة إلى اليوم بشارع درب سعادة على رأس السكة النبوية بقسم الدرب الأحمر، وتعرف الآن باسم جامع محمد أغا أو جامع الحبشى نسبة إلى محمد أغا الحبشي.
ويحوى السبيل من الداخل بلاطات خزفية ة أفرد لها المستشرق السويسرى ماكس فان برشم جزءا من دراسته المهمة عن طرز البلاطات الخزفية فى أسبلة القاهرة، وكان الاهتمام ببناء الأسبلة المائية عادة قديمة عند كل الملوك والسلاطين منذ القدم، حيث سارع السلاطين والأمراء والحكام على إنشاء الأسبلة المائية فى الأزقة والطرقات وفى الأماكن العامة.
وتتعدد وظائف الأسبلة المائية فلم تقتصر على وظيفة توفير المياه للمارة فحسب، بل كانت لها وظيفة تعليمية، حيث كان يُلحق بالجزء العلوى منها فى الطابق الثالث مكتب أو كُتَّابٌ يتعلم فيه الصغار مبادئ القراءة والكتابة ويحفظون القرآن الكريم، وقد جمع بين وظيفة السقاية والتعلم فى بناء الأسبلة المائية منذ فترة الحكم المملوكي، وهو الشيء الذى يعطى السبيل المصرى خصوصيةً وتميزه عن الأسبلة المائية الأخرى التى أُنشئت فى معظم مدن العالم الإسلامى.
وكان الأمير آق سنقر الفارقانى مملوكا للأمير نجم الدين أمير حاجب ثم تملكه السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى فترقى عنده وصار أحد الامراء الاكابر وتقلد الاستادارية وكان نائب السلطان فى مصر عند تغيبه. قاد جيشا فتح به بلاد النوبة. وقتل بالقلعة سنة 676هـ (1277م) فى أيام سلطنة السعيد بركة خان ابن السلطان بيبرس ( 1277 - 1280م) وكانت داره بقرب جامعه فى درب سعادة. ويقع المسجد حالياً بدرب سعادة خلف محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، فى سنة 1080 هـ ( 1669م) كان الجامع قد تهدم فأمر بإنشائه انشاء جديداً - على ما هو عليه الآن - الأمير محمد كتخدا مستحفظان.
وقد بنى الجامع على الطراز العثمانى واشتهر باسم جامع الحبشلى أو الحبشى نسبة إلى مجدده محمد كتخدا مستحفظان يوسف أغا الحبشى الذى عرف بالحبشى لأنه كان يتاجر فى بنات الحبش. وللجامع واجهتان إحداهما جنوبية بنهايتها الشرقيّة مئذنة اسطوانية عثمانية الطراز تقوم على قاعدة مربعة، والواجهة الثانية غربية بنهايتها الجنوبية السبيل، وبالطرف الشمالى منها الباب الرئيسى للجامع، ويحيط بالصحن أربعة ايوانات اكبرها ايوان القبلة ويتألف من رواقين. الرواق المطل على الصحن مكون من عقدين كبيرين مرتكزان على عمود من الرخام. والرواق الثانى المواجه للمحراب يتكون من ثلاثة عقود ترتكز على عمودين حلزونيين، المحراب بسيط يجاوره منبر من حشوات خشب مجمعة. الايوان الغربى مكون من عقد كبير وبه دكة المبلغ وباب السبيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة