بوتيرة متسارعة يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره وحصد المزيد من الأرواح والإصابات فى إيران، للأسبوع الثالث على التوالى منذ ظهوره فى 20 فبراير الماضى وانتشاره فى جميع المحافظات الإيرانية البالغ عددها 31، وفى أحدث إحصائية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، توفى حتى اليوم، الاثنين 237 شخصا وبلغت الإصابات 7161، فى حين بلغت أعداد المتعافين 2394، أرقام لا تتطابق مع تلك التى تنشرها المعارضة الإيرانية على مواقعها الإلكترونية فى الخارج، ووصل حد التشكيك فيها للصحف والجرائد الإيرانية الإصلاحية فى الداخل.
ويواصل الفيروس القاتل حصد المزيد من الأرواح بين المسئولين الإيرانيين، وتسلل إلى الحرس الثورى الإيرانى، وتوفى اليوم، فرزاد تذرى المستشار السياسى السابق فى الحرس الثورى الإيرانى، والذى شغل منصب فى استخبارات الحرس، وذلك بعد يوما من وفاة النائبة الأصولية المنتخبة حديثا فاطمة رهبر أمس متأثرة بإصابتها بالفيروس ودخلت فى حالة حرجة الأيام الماضية. الأمر الذى دفع شهروز برزجر عضو لجنة الأمن القومى بالبرلمان الإيرانى بترجيح أن يكون نوع الفيروس المنتشر فى إيران يختلف عن ذلك المنتشر فى بلد المنشأ ووهان الصينية، وقد يكون إرهاب بيولوجى وفقا للمسئول الإيرانى.
ورغم إعلام السلطات الإيرانية حالة التأهب القصوى فى 3 محافظات إيرانية فى الشمال مازندران وجيلان وقم، وإلغاء صلاة الجماعة فى جميع مساجد المحافظات لاحتواء تفشى المرض، وغلق الطرق الرئيسية المؤدية إلى محافظة مازندران الشمالية، بما فى ذلك طريق فى مقاطعة جيلان، ومنع الخروج والدخول، ضمن إجراءاتها لاحتواء فيروس كورونا المستجد، إلا أن الفيروس يواصل انتشاره فى محافظات الشمال، وكشفت تقارير عن وضع حرج فى تلك المحافظات التى تواجه نقص فى الأسرة والكوادر الطبية والمستشفيات، وتشهد عدد الإصابات ارتفاعا خاصة فى المحافظات الشمالية، وسُجّلت أكثر من 300 إصابة جديدة فى محافظة مازندران أمس.
وفى إطار الإجراءات الاحترازية، قال رئيس السلطة القضائية فى إيران إبراهيم رئيسى الاثنين، إنه تم الإفراج عن نحو 70 ألف سجين بسبب تفشى فيروس كورونا فى البلاد. ونقل موقع ميزان الإخبارى التابع للسلطة القضائية عن رئيسى القول "الإفراج عن السجناء سيستمر ما دام لا يمثل خطرا على الأمن فى المجتمع". ولم يحدد رئيسى ما إذا كان سيتم إعادة هؤلاء السجناء إلى السجن.
"الحجر الصحى" الحل الوحيد
ورغم فرض السلطات القيود على حركة التنقل وغلق طرق مؤدية لمحافظات بعينها فى الشمال، لم تعلن السلطات رسميا فرض حجر صحى أو عزل هذه المحافظات، الأمر الذى أدى إلى تعالى الانتقادات فى الداخل لتأخر الحكومة فى اتخذا هذا القرار، وكتبت صحيفة آرمان ملى على مانشيت عددها "الحجر الصحى هو الحل الوحيد"، وقالت نظرا لتصاعد حجم الإصابة بالفيروس ينبغى أن يتم فرض حجر صحى بطريقة حاسمة على كلا من طهران وألبرز بخلاف قم، ومازندران وجيلان، كى نجتاز هذه المرحلة.
وأكدت الصحيفة أنها منذ الأسبوع الأول شددت على ضرورة فرض حجر صحى على قم، وطالب أعضاء لجنة حقوق المواطنة فى البرلمان اصدار تعليمات من المجلس الأعلى للأمن القومى بفرض حجر صحى فى 100 منطقة تشملها الأزمة. ونقلت الصحيفة عن مستشار الرئيس حسن روحانى، أكبر تركان، أن البلاد وقعت فريسة فيروس خبيث وقاتل، والتحذير الذى ينبغى أن نطلقه للناس هو أنه رغم المشكلات المعيشية التى يعانون منها يجب أن يفرضوا حجر صحى على أنفسهم داخل المنازل ويعطلوا أعمالهم.
وقالت الصحيفة أن هناك أعداد كبيرة مشتبه بإصابتها بالفيروس أكبر بكثير من الأرقام المعلنة، ونقلت الصحيفة الإصلاحية عن نشطاء اعلاميين فى محافظة مازندران الشمالية، قالوا أن الوضع ليس جيد فى مستشفيات هذا الإقليم، ويواجد نقص حاد فى الأسرة الطبية، ولفتت الصحيفة إلى تدشين مستشفيات ميدانى لاستيعاب المرضى. وبحسب الصحيفة، اعلن برهام جانفشان المدير العام للتراث الثقافى، عن استغلال الفنادق لمرضى كورونا لقضاء فترة النقاهة.
وتصاعد وتيرة الإصابة بين المسئولين لغز يحير الإيرانيين
ومع تزايد أعداد المسئولين المصابين والمتوفيين بالفيروس أصبح ذلك لغزا يحير الإيرانيين، وناقشت صحيفة آفتاب يزد الإصلاحية، سبب امتلاك إيران أكبر عدد من المسئولين المصابين والمتوفيين بالكورونا دونا عن سائر البلدان التى انتشر فيها الفيروس، وقالت أن ذلك من الممکن أن یکون ناجما عن التهوين من المرض أو إجراء شعبوى، وقالت الصحيفة أن وفاة عددا من المسئولين يشير إلى فرضيات أخرى تتبادر إلى الأذهان.
وتساءلت الصحيفة الإيرانية، إذا كان حجم الاصابة بين المسئولين بهذا الشكل فى البرلمان والحكومة والسلطة القضائية ويتطابق مع الواقع فما هو حجم الاصابة بين عامة الشعب؟، وقالت نظرا لابتعاد المسئولين خلال الاجتماعات عن بعضهم البعض وحتى عن الصحفيين، يمكن أن ندرك بجدية احتمال تفشى كورونا بين العديد من المسئولين.
وعادت لتتساءل مجددا، وجود الفيروس بين مسئولى البلاد، يعنى أن تفشى الفيروس حقيقى، أو عدم رعاية النقاط الصحية أو أن المسئولين لم يأخذوا الموضوع على محمل الجد منذ بداية دخول كورونا إلى إيران، فهل كان هذا السبب؟، أو المشاركة فى مراسم ومحافل يكون فيها حضور مشترك بين كافة المسئولين وكانت هذه النتيجة؟.
لكن نقلت الصحيفة أيضا فرضة "هجوم بيولوجى ارهابى"، عن عضو لجنة الأمن القومى حشمت الله فلاحت بيشه، الذى قال أن انتشار كورونا ناجم عن هجوم بيولوجى إرهابى أدى إلى تفشى هذا المرض بين المسئولين الإيرانيين، وقالت الصحيفة أن انتشار الفيروس يتصاعد ويصيب عددا كبيرا من المسئولية وختم بالقول "ينبغى أن يكون لدى هؤلاء المسئولين ردا مناسبا".