لماذا اختلف رجال الدين حول آخر ما نزل على النبى محمد من آيات القرآن؟

الإثنين، 09 مارس 2020 11:23 ص
لماذا اختلف رجال الدين حول آخر ما نزل على النبى محمد من آيات القرآن؟ الحج - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المكان: جبل الرحمة، التاريخ العاشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة، الموافق 9 مارس عام 632م، وقف النبى على جبل الرحمة بجبال عرفات، حيث حجة الوداع، ونزلت عليه آخر آيات الذكر الحكيم، وأتمم خاتم المرسلين رسالته الإلهية إلى أمة الإسلام.

وتمراليوم الـ 1388، على قيام النبى بفريضة الحج، وكانت تلك المرة الوحيدة الذى يقوم فيها النبى الكريم "ص" بحج البيت المعمور، وقال حينها كلمته الشهيرة: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".

وشهدت الحجة الأولى والأخيرة للنبى محمد، نزول آخرآيات الكريم، حيث توقف الوحى بعدها، قبل تصعد الروح الطاهرة إلى باريها، في العام التالى.

وبحسب كتاب "بناء الاقتصاد في الإسلام" للدكتور زيدان أبو المكارم، كانت سورة التوبة آخر ما نزل من سور القرآن الكريم، ولم ينزل بعد من السورسوى سورة "النصر" في حجة الوداع، وأما آخر ما نزل من آيات القرآن فهى تلك الآيات التي نزلت في موسم حجم الوداع أيضا، وكانت في السنة السنة العاشرة، آية المائدة التي قال الله تعالى فيها :"اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا".

وآيات الربا التي في آخرسورة القرة، ودلل على ذلك من خلال بعض الأحاديث، حيث قال في عمدة التفسيرعن ابن عباس قال: "آخر ما نزل آية الربا، وإن الرسول "ص" قبض قبل أن يفسرها لنا، فدعوا الربا والريبة".

إن السورة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هي سورة المائدة، وقد أنزلت عليه وهو بعرفات، كما روى ذلك الحاكم في المستدرك. 

واختلف أهل العلم في آخر آية نزلت من القرآن، على أقوال متعددة، تكلم فيها كلٌّ بما أداه إليه اجتهاده ، وليس في شيء من ذلك خبر عن المعصوم ، يمكن القطع به .

وأكثرهم قالوا إن آخر آية نزولا هي قوله تعالى في سورة البقرة: ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) البقرة/ 281.

قال الحافظ جلال الدين السيوطي - رحمه الله: "مَعْرِفَةُ آخِرِ مَا نَزَلَ، فِيهِ اخْتِلَافٌ: فرَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: آخَرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) وَآخَرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ .

وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ: آيَةُ الرِّبَا"، وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ .

وَالْمُرَادُ بها قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) .

- وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " آخِرُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) الْآيَةَ .

وقال أبو بكر الباقلاني: اختلفت الصحابة ومن بعدهم في آخر ما أُنزل من القرآن" ثم ذكر الخلاف ثم قال: "وليس في شيء من الروايات ما رفع إلى النبي عليه السلام، وإنما هو خبرعن القائل به، وقد يجوز أن يكون قال بضرب من الاجتهاد، وتغليب الظن وبظاهر الحال، وليس العلم بذلك أيضاً من فرائض الدين، ولا هو مما نص الرسول على أمر فيه، بينه وأشاعه وأذاعه، وقصد إلى إيجابه وإقامة الحجة به.

وقد يحتمل أن يكون كل قائلٍ ممن ذكرنا يقول إن ما حكم بأن ما ذكره آخر ما نزل لأجل أنه آخر ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد سمع منه غيره شيئاً نزل بعد ذلك، وإن لم يسمعه هو لمفارقته له، ونزولِ الوحي بقرآن بعده، ثم ذكر وجوها أخرى في توجيه ما ورد في ذلك من اختلاف الروايات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة