من اللوحات الشهيرة التى يشاهده الناس فى الصحف وأغلفة المجلات والكتب وحتى على وسائل التواصل الاجتماعى السوشيال ميديا لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤى لـ الفنان الهولندى يوهانس فيرمير رسمها فى العام 1665م.
وعن هذه اللوحة كتبت "جوى أبو حيدر" تقول " أبهر الرسّام الهولندى يوهانس فيرمير العالم بلوحته الزيتيّة الشهيرة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، وشبّه العديد جاذبيّة اللوحة وسحرها بلوحة الموناليزا، فأُطلق عليها اسم "موناليزا الشمال"، فعلى غرار الموناليزا، الفتاة فى اللوحة غير معروفة، و يبدو أنّ العالم ينجذب لسببٍ ما للوحات الفتيات المجهولات.
والسرّ وراء اللوحة هو حقيقة القرط الؤلؤى وهويّة الفتاة فالعديد من الفنانين والكتّاب والناقدين الفنيّين وحتى الفيزيائيّين، ما زالوا يحاولون دراسة ألوان اللوحة وتاريخها وتعبيرات وجه الفتاة التى تسحر المشاهد.
رسم فيرمير اللوحة فى القرن السابع عشر فى مدينة ديلفت الهولنديّة، وحينها، لم تكن المدينة تابعةً لأى حاكمٍ أو ملك، بل كانت تعارض الكنيسة حتى انفصالها عنها، وبما أنّ المدينة لم تكن تحت سيطرة أى حاكم أو ملك، كانت طبقة التجّار هى الطبقة الأعلى فى المنطقة.
وعادةً، فى اللّوحات التى لا تعبّر عن شيء سوى وجوه الأشخاص (المعروفة بـPortraits)، يتمّ رسم الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة الحاكمة أو الغنيّة أو رجال الدين.
وبما أنّ المدينة كانت تتمتّع بحكمٍ ذاتى منفصل، فإنّ الفتاة على الأغلب كانت من التجّار لأنّهم يمثّلون الطبقة الغنية فى المجتمع آنذاك.
كما أنّ التجّار حينها كانوا يطلبون من الرسّامين أن يتّم رسمهم مع خلفيّات متواضعة ومقرّبة للجميع كى يُشعروا الناس أنّهم مثلهم.
لكنّ التجّار لم يملكوا ثروةً تسمح لهم بشراء قرطٍ لؤلؤى بهذا الحجم؛ فالقرط كبير جداً ومن المستحيل أن تتمكّن فتاةٌ عاديّة أو حتى فيرمير من شرائه، وعندما كانت الفتاة تجلس أمام فيرمير ليرسمها، لم تكن تضع أقراطاً لؤلؤيّة بهذا الحجم، فإمّا زاد فيرمير الأقراط أو أعطاها أقراطاً من معدنٍ أرخص لترتديها، والعمامة الشرقيّة على رأس الفتاة التى كانت ترتديها النساء من الطبقة المتوسّطة تظهر أنّها تنتمى إلى طبقة التجّار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة