مع استمرارالعزل المنزلى، هناك فئات تضطرها الظروف للخروج، منهم المسنين والأطفال وخاصة من المترددين على مستشفيات التأمين الصحى، وفى مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، لا يوجد سوى مستشفى واحد عام أعلنت حالة الطوارئ، وهى مستشفى التأمين الصحى الذى تستقبل عمال المصانع والمسنين من المستفيدين من منظومة التأمين الصحى، إما لأخذ ادويتهم أو للشعور بالتعب المفاجئ، أو من العمال للحصول على أجازات مرضى.
منذ اللحظة الأولى لدخولك المستشفى ستشعر أن الجميع بخير جميعهم يجلسون على مسافات متباعدة ينتظرون الدخول للأطباء، وطاقم المستشفى عن بكرة ابية متواجد، منذ الدقيقة الأولى سيلفت نظرك الحرص الشديد على النظافة والتعليمات المشددة الخاصة بالوقاية والتوعية المعلقة على حوائط المستشفى.
ربما تلفت نظرك هذه السيدة العجوز التى تجلس خلف مكتب الاستقبال مرتدية كمامة للوقاية، وحرصها على تنظيف سطح الكونتر الخاص بوضع دفاتر الاستقبال، والفاصل بينها وبين المرضى المترددين على المستشفى، تراها ممسكة بيدها بخاخة المعقم ترش بها فوق السطح وتمسحه بحرص ربما تخوف وربما حرص زائد.
على مقربة من سيدة الاستقبال ستلاحظ هذه السلات المنتشرة بطول طرقة الاستقبال وتجهيزها للمرضى ليلقون فيها مخلفاتهم من الماسكات والمناديل الورقية، لكن الملف ايضا للنظر أن اغلب المرضى الجالسين فى مدخل استقبال الطوارىء اغلبهم من عمال الشركات وبعض السيدات التى تتراوح اعمارهن من 40 ل50 عاما، وهن اكثر حرصا على ارتداء الماسك والجلوس فى اماكن متفرقة.
بمجرد مرورك من ردهة الاستقبال ستلاحظ حركة الممرضات بنشاط غير عادى، كلا منهن تقوم بعملها، فى ثبات وبابتسامة فهن بعد ثلاثة اسابيع من الازمة وفيرس كرونا، أصبح ايمانهم شديد بقدرتهم على حماية المواطنين وتقديم الخدمة والطوارىء الدائمة فى حال دخول مريض يعانى من نزلة برد عادية.
يتلخص دورهم بالفعل فى طمأنة المرضى، وخاصة مع الفضول وقلة الوعى والسؤال المعتاد، الذى ممكن أن تسمعه فى اقل من نصف ساعة أكثر من 5 مرات من اشخاص مختلفين، وما أن تقوم الممرضات بدورها بطمأنة المرضى "اتطمنوا مفيش حاجة انتو بخير بس خدوا بالكم وماتطلعوش من البيت الا للضرورة القصوى، وربنا هيستر بإذن الله"، وربما تقول لأخرى سألت عن وجود حالات بابتسامة عريضة قائلة:" لأ يا حاجة هو لو في كنتى هتلاقينا كدا واقفين معاكى".
على بعد خطوات من الاستقبال تأخذك قدماك إلى معامل التحاليل الطبية فى الداية ستجد كامليا نصيف الزائرة الصحية وزميلتها مها عاطف قبل دخولهم لغرفتهم الخاصة بإدارة المداس يمرون على الغرف المجاورة ويطهرون ايدى زملائهم وابواب الغرف واوكر الابواب ثم يجلسن فى هدوء يستقبلن حالات طلاب المدارس.
فى البداية تعلم كامليا المترددين من اولياء الأمور كيفية تطهير اليد ولبس الجوانتى مؤكدة على عدم الخروج من المنزل الا للضرورة القصوى.
فتجد أخصائى الأطفال يجلس فى مكتبة يتابع استخراج الشهادات الطبية والروشتات، التى تخرج للطلاب اصحاب الامراض المزمنة الذين جاءوا لأخذ الادوية الخاصة بهم لمدة ثلاثة شهور مستقبلية.
وفى غرفه الادارة المدرسية تجد كامليا تجلس مع زميلتها مها ومعهم الزميلة الثالثة عبير يوجهون الامهات وينتهون من توعيتهم ويجمعون كارنيهات الأطفال الخاصة بالمدارس ويدونوها ثم يفرقونها على الحضور، انهم فقط لا يتابعون طلاب المدارس وانما ايضا على تواصل مع الطوارئ والحوادث والكسور، فربما يكون بينهم طلاب، وتجد أيضا بعض المسنين الذين على قوة مدارس يأتون لعمل شهادات مرضية، وهنا تتجلى انسانية طاقم الزائرات الصحيات فى التعامل مع المسنين وطمأنتهم.
وسط خلية العمل هذه تجد عاملة النظافة أم مصطفى وصبحى يجوبون كافة العيادات ومكاتب الأطباء يفرغون سلات المخلفات أول بأول حتى لا تتراكم.
ويأخذون احتياطاتهم فى تفريغ المخلفات الخطرة والقائها فى مكب النفايات الخاص بالمستشفى، وتجد روح التعامل الانسانية بين الأطباء وبين عمال النظافة وتضامن نفسى ومعنوى معهم، فطبيعة عملهم تعرضهم للخطر فى تفريغ وتنظيف الحمامات ومسح الاسطح، رغم انهم عمالة مؤقتة لكنهم يقوون بعملهم على اكمل وجه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة