تحاول إيطاليا الخروج من نفق فيروس كورونا المظلم من خلال خطة اقتصادية جديدة واتباع تدابير غير مسبوقة لاستعادة الاقتصاد المنهار بسبب وباء كوفيد 19، فقد وصلت خسائر إيطاليا فى شهر واحد من إغلاق جميع الأنشطة فى البلاد إلى 47 مليار يورو.
فبعد شهر واحد من إغلاق إيطاليا بسبب فيروس كورونا، الذى أدى إلى أكثر من 135 الف حالة إصابة و17 الف حالة وفاة، تواجه البلد وضعا اقتصاديا يصفه العديد من المحللين أنه مأساوى ولا يوجد مخرج واضح فى الأفق.
وقال المعهد الوطنى الإيطالى للاحصاء، استات،فإن هناك 2.2 مليون شركة إيطالية على أهبة الأستعداد،بعمال يبلغ عددهم 7.4 مليون، وذلك فى ظل انخفاض الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 10%
ويقول ماتيو بيجناتي ، الاقتصادي في مركز الدراسات الصناعية (CSC): " ر صدمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية"، مضيفا "إذا استمر هذا ، فإن الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي في الأشهر الستة الأولى من هذا العام سينخفض بنسبة 10٪ ، أي حوالي 45 مليار دولار، فالشركات الأساسية التى تعمل فى البلاد فقط، وذلك مثل التاى تصنع الأقنعة والقفازات والتى توجد معظمها فى مدينة ميلانو".
وتعد إيطاليا ثامن أكبر اقتصاد فى العالم وفقا لبيانات صندوق النقد الدولى IMF، ووفقًا لحسابات مركز الدراسات الصناعية ، فإن كل أسبوع إضافي لحظر أنشطة الإنتاج "يمكن أن يكلف خسائر نسبة إضافية من الناتج المحلي الإجمالي عند الطلب بنسبة 0.75٪ على الأقل" ، أي حوالي 14 مليار دولار.
السياحة هي القطاع الأكثر تضررا
ولم تتأثر جميع القطاعات فى إيطاليا على قدم المساواة، فإن السياحة والتجارة والنقل هى أكثر القطاعات المتأثرة بالأزمة الناجمة عن الفيروس.
وقال فيتوريو ميسينا ، رئيس Assoturismo ، المنظمة التي تضم عشرات الآلاف من الشركات في قطاع السياحة ، الذى يمثل في إيطاليا 13.2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي الوطني ، إن 230 مليار يورو خسائر القطاع فى إيطاليا، وفقا لبيانات المرصد الوطنى (ONTIT).
كما أثر الفيروس على خسائر عمال السياحة بشكل مباشر وغير مباشر لأكثر من 14% أى حوالى 3.5 مليون شخص، وكانت إيطاليا حتى عام 2019 ، خامس دولة فى العالم لوصول السائحين الدوليين أكثر من 60 مليون شخص، مما حقق دخلا يزيد عن 42 مليار يورو.
وتقدر ميسينا أنه إذا تم إيجاد حل في الأسابيع القادمة للطوارئ الصحية في إيطاليا ، فإن هذا الوباء سيتسبب في انخفاض أكثر من 60٪ من السياح المحليين والدوليين، مضيفة "السياحة لن ترى انتعاشا قبل أبريل 2021، وسنعود إلى مستوى الستينيات، عندما تم تقسيم العالم إلأى كتل وكان السفر الجزى ترفا متاحا لقلة من الناس".
وتقول ماريا جراتسيا جابرييللي ، سكرتيرة قسم السياحة والخدمات في نقابة CGIL ، أكبر اتحاد في إيطاليا: "إن حالة الطوارئ هذه ليست مفتاحًا: على الرغم من أنه يمكنك العودة إلى العمل في الصيف ، فلن نعود إلى حيث توقفنا"، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 450 شخص يعملون فى هذا القطاع على أساس موسمى هذا العام ، ولن يحصلوا على عمل وأنه بشكل عام سيكون هناك ارتفاع فى البطالة، والذى يقدر ب9.9% فى الوقت الحالى وفى نهاية العام سيصل إلى 11.1%".
وأضافت أن معدل البطالة فى المناطق الجنوبية من إيطاليا قبل الوباء كانت ضعف ما عليه فى الشمال، وهذه الفجوة زادت بعد الوباء.
وتضع الحكومة الإيطالية خطة لانعاش الاقتصاد، فقد قام رئيس الحكومة جوزيبى كونتى بوضع 430 مليار على شكل قروض للشركات، والتى تم إضافتها إلى 380 مليار يورو آخرى قامت الحكومة الإيطالية بتعبئتها فى مارس الماضى.
كما قامت الحكومة بتوفير "بدل بطالة" تصل إلى 80% من الراتب لأصحاب الشركات والعمال الذين تضرروا من الأزمة الحالية ، وإعانة 600 يورو لأكثر من 3.6 مليون للتجار الحرفيين وعمال السياحة.
وأعلنت إيطاليا تعزيز التوقف عن دفع الضرائب من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة ، كما أنها أعلنت عن وجود قروض تجارية لتعزيز العمل بعد الانتهاء من فيروس كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة