لا يزال الحديث حول اكتساب المناعة ضد فيروس كورونا قائماً، فحتى الآن لم يستقر العلماء حول هل يكتسب كل الأشخاص مناعة أم لا وإلى أي وقت قد تستمر هذه المناعة.
ووفقاً لجريدة "إنسايدر" فقد أظهرت الدراسات الأولية حول اكتساب مناعة فيروس كورونا والأجسام المضادة أن معظم المرضى الذين تم شفائهم من كورونا وليس جميعهم يطورون أجسامًا مضادة.
وبحسب تقرير من علماء صينيين لم تتم مراجعته بعد، لم يطور حوالي 10 من بين 130 مشاركًا تمت دراستهم بروتينات محايدة، هذا يشير إلى أنهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى وبينما يتسابق العلماء لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون لهذه النتائج آثار على فعاليته المحتملة.
ومن جانبه قال الدكتور أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.
وأوضح في حوار مع محرر مجلة الجمعية الطبية الأمريكية Howard Bauchner، أنه من إن الأشخاص الذين يتعافون من كورونا يجب أن يكون لديهم مناعة حتى شهر سبتمبر على الأقل.غير المحتمل أن يصاب الناس بفيروس كورونا أكثر من مرة.
فوتشى
وأضاف: "بشكل عام، في عدوى مثل كورونا سيكون لديك أجسام مضادة تحميك من الإصابة مرة ثانية على الأقل لفترة زمنية معقولة".
وتابع فوتشي أنه نظرًا لأن الفيروس لا يبدو أنه يتحور كثيرًا، فمن المرجح أن يكون الأشخاص الذين يتعافون محصنين إذا ما شهدت الولايات المتحدة موجة ثانية من الانتشار في الخريف.
واضاف "اذا أصبنا في فبراير ومارس وتعافينا، ففي سبتمبر المقبل، سوف يحظى الشخص المصاب بالحماية".
تطوير مناعة ضد فيروس كورونا
أحد أسباب انتشار فيروس كورونا بسرعة هو أنه جديد، لذلك لم تصادفه أي من أجسامنا من قبل، حيث يجب على الجهاز المناعي تطوير الأجسام المضادة - البروتينات التي تحارب مستضد معين - قبل أن نحصل على الحماية ضد الفيروس.
وبمجرد أن يكون لدى جسمك أجسام مضادة لمحاربة مرض معين ، لا يمكنك الإصابة به مرة أخرى، وهذا هو السبب في أن الشخص الذي أصيب بجدري الماء أو حصل على اللقاح لن يصاب بالمرض مرتين.
ومع ذلك، مع الفيروسات التي تتحول - مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا الموسمية - فإن الأجسام المضادة التي يكونها الناس ضد سلالة واحدة ليست فعالة لباقى السلالات، بالإضافة إلى ذلك ، تضعف بعض أنواع الأجسام المضادة بمرور الوقت.
وقال فوتشى أنه من الممكن أن يحدث ذلك مع الفيروس كورونا أيضًا، ولكن من غير المحتمل.
وأوضح أنه إذا أصيب شخص بفيروس كورونا أ ، ثم أصيب مرة أخرى بفيروس كورونا "ب"، لكن في الوقت الحالي لا نعتقد أن يتحول كورونا إلى درجة أن يكون مختلفًا تمامًا".
أسئلة معلقة حول المناعة ضد فيروس كورونا
لا يزال العلماء لا يعرفون كم من الوقت تستمر المناعة ضد كورونا، الذى ظهر فقط منذ نوفمبر أو ديسمبر الماضى.
ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست عن هوانج جينج، رئيس فريق البحث الصيني المسؤول عن تقرير أن معظم المتعافين يكونون مناعة ضد كورونا وليس كلهم، قوله أنه إذا لم ينتج الفيروس استجابة دائمة للأجسام المضادة عند كل الناس، فقد لا يخلق اللقاح مناعة دائمة أيضاً.
وأضاف هوانج "قد يحتاج مطورو اللقاحات إلى إيلاء اهتمام خاص لهؤلاء المرضى الذين لم تكون أجسامهم أجسام مضادة لمحاربة العدوى مرة ثانية".
وأشارت بعض التقارير أيضاً إلى الأشخاص الذين تعافوا من العدوى ثم ثبتت إصابتهم مرة أخرى لاحقاً، ومن بينهم مرشد سياحي ياباني أصيب بالمرض وتحسن ثم ثبتت إصابته بكورونا بعد ثلاثة أسابيع، والأطباء ليسوا متأكدين مما إذا كان قد أصيب مرة أخرى أو لم يتعافى تمامًا من العدوى الأولى.
وأفاد المركز الكوري للسيطرة على الأمراض أن 51 مريضاً في كوريا الجنوبية ثبتت التحاليل أنهم أصيبوا مرة ثانية بعد تعافيهم من الفيروس.
وقال Jeong Eun-kyeong، المدير العام لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في كوريا، إن الفيروس قد يكون خامل في أجسامهم على الأرجح ثم "أعاد نشاطه".
وقال إن الاختبارات أُجريت في "وقت قصير نسبيًا" بعد خروج المرضى وتعافيهم، لذا فمن غير المرجح أن يُعاد إصابة المرضى، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون اختبارات PCR غير دقيقة.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان الفيروس يمكن أن يصبح خاملاً بالفعل أم لا.