أكرم القصاص - علا الشافعي

طبيبة ترفض التخلى عن نزلاء دار مسنين بإسبانيا أصيبوا بكورونا: هذا واجبى الأخلاقى

الأحد، 12 أبريل 2020 01:00 م
 طبيبة ترفض التخلى عن نزلاء دار مسنين بإسبانيا أصيبوا بكورونا: هذا واجبى الأخلاقى صورة أرشيفية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"اذهبى للمنزل فأنت شابة، نحن جئنا هنا لنقضى آخر أيامنا ونموت"، بهذه الكلمات المؤثرة الحزينة أبلغ مقيمون فى دار رعاية للمسنين بإسبانيا، الطبيبة أدريانا التى تعمل هناك لرعايتهم، باستعدادهم لتقبل الواقع وانتظار الموت فى ظل تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" داخل المركز الصغير.

 

لم يكن ذلك مشهدا من فيلم درامى، لكنه واقع حدث فى دار مسنين فى إسبانيا، فقد توفى ما لا يقل عن 50 شخصا من أصل 65 مسنا يعيشون فيه، بفيروس كورونا المستجد، ولم يدرك عدد من النزلاء خطورة الأمر بسبب ظروف صحتهم العقلية، لكن من يحافظون على قواهم العقلية كاملة، بدأوا باستشعار خطر الفاجعة التى حلت بهم، وذلك بعد متابعة الأخبار من غرفهم.

 

وأبلغ عدد من المسنين الطبيبة العاملة فى المركز، أدريانا، بأن تبقى فى منزلها، وأن تبتعد عنهم، حتى لا تصاب، بينما عبروا عن استعدادهم للموت بعد تفشى الفيروس، وذلك وفقا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، عن مستشارة الاتصال والإعلام فى منظمة "أطباء بلا حدود"، إيفان مونيوز.

11-virus-us-briefing-top-superJumbo-v3

ووفقًا لـ"مونيوز"، لم تذهب أدريانا إلى أى مكان، فقد بقيت بجانب الممرضين وعمال التنظيف، حتى أصابها الفيروس هى أيضا، وقالت أدريانا: "كيف لنا أن نغادر؟ علينا أن نبقى لأن هذا هو واجبنا الأخلاقى والإنسانى".

 

وسجل يوم السبت 21 مارس، إصابة أول شخص فى دار رعاية المسنين (تحفظت المنظمة على ذكر اسمه) بمرض كوفيد-19، وسرعان ما ارتفع العدد إلى 19، ثم 29، ثم 38، حتى وصل عدد الإصابات إلى 50 إصابة.

 

وأبلغت إحدى الممرضات فى دار الرعاية، وكانت قد عملت سابقاً مع أطباء بلا حدود، عن الوضع، فجرى إرسال فريقاً مكوناً من طواقم طبية ولوجستية، وقالت مونيوز: "ما حدث فى دار الرعاية الذى تعمل فيه أدريانا يظهر أن النظام الحالى ليس مستعدًا للتعامل مع مثل هذه الأعداد الكبيرة من المرضى فى الوقت ذاته".

 

وأوضحت: "فى البداية، نجحت فكرة فصل الغرف بين المرضى المصابين بالفيروس والمرضى غير المصابين، لحين بدأ بعض المرضى الأكبر سنا الذين لم تكن عليهم أعراض المرض يذهبون إلى المناطق المحظورة فى منتصف الليل وهم يمشون دون أن يعلموا إلى أين.. ومع أخذ عدد كبير من أفراد الطاقم إجازات مرضية بسبب إصابتهم بالمرض، (بينهم أدريانا الآن)، فقد كان نفس العاملين الذين يعتنون بمرضى الفيروس يعتنون أيضا بالمرضى غير المصابين".

1-1335880

وتقول أدريانا، التى أبدت ندمها على عدم قيام دار الرعاية بإجلاء المرضى إلى المستشفى لتلقى رعاية تخصصية أكثر: "حتى الطاقم الإضافى الذى أرسل لدعمنا أصيب بالمرض فى نهاية المطاف"، بينما قالت مونيوز، إنه "قبل أن تعزل أدريانا نفسها بعد إصابتها بالمرض، توفى شخصان، ومع وجود القليل من معدات الوقاية الشخصية (التى وصلت بعد أيام)، ألزمت أدريانا وإحدى الممرضات بالاعتناء بالجثتين اللتين بقيتا فى دار الرعاية لمدة 24 ساعة، لأن خدمة الدفن كانت غارقة فى العمل".

 

وأضافت: "أخبرتنى أدريانا حينها كيف حاولت هى والممرضة تقديم معاملة كريمة لهؤلاء المرضى.. تفهَّم معظم الأشخاص مسألة حظر زيارات أفراد الأسرة والأصدقاء، وذلك لأنهم لم يريدوا أن يُعدوا أبناءهم أو أحفادهم أو أبناء أشقائهم، لكن مع تفاقم الوضع، بدأ الناس بالانهيار".

 

وتابعت "كان النزلاء يرون كيف بدأ أفراد الطاقم يأتون وعليهم المزيد من المعدات الواقية ويبدو عليهم المزيد من الخوف والتوتر.. حتى بدأ أكثر النزلاء تماسكا وجأشا يشعرون بالذعر ويبكون ويصرخون للاتصال بأبنائهم وأحفادهم.. وكان الوضع يبدو لأدريانا وكأنه من عالم آخر".

 

وما يُهِمُّ أدريانا، بحسب مونيوز، هو ألا يموت كبار السن وحيدين متألمين، لكنها تعلم أن لا مفر من ذلك فى الوقت الحالى، واختتمت مونيوز حديثها: "تقول لى أدريانا أن أدوية مسكنات الألم قد نفدت من عندهم فى دار الرعاية.. فحاليا لا تتوفر هذه المسكنات سوى فى وحدات الرعاية المركزة"، وتابعت "عند ختام اتصالى بها قالت لى أدريانا أن المسنين سيموتون وحيدين، بدون جنازة وبدون كلمة وداع وهم يتألمون".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة