فى الوقت الذى اعتاد فيه العالم الاحتفال بعيد الفصح، وسط احتفالات ومهرجانات، شددت كل الدول إجراءاتها الاحترازية، فى هذا اليوم مخافة زيادة تفشى وباء كورونا العالمى، وتنوعت الأخبار المتناقلة عن كل دولة، ما بين مخالفات للتدابير الاحترازية، وبين احتفال على استحياء.
وارتفع عدد الوفيات فى أوروبا إلى أكثر من 75 ألف حالة وفاة وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس صباح الأحد، حيث شكلت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى 80 % من جميع الوفيات، بينما تم إحصاء 109،133 حالة وفاة رسميًا فى جميع أنحاء العالم.
واحتفل البابا فرنسيس بقداس عيد الفصح الكبير عادة على نطاق صغير جدا بسبب أزمة كورونا، حيث بدأت الخدمة صباح الأحد فى بازيليك القديس بطرس الفارغة تقريبًا، ولكن كان يمكن متابعة القداس على الإنترنت، كما تم عرضه من قبل العديد من القنوات التلفزيونية حول العالم، حذر البابا من التشاؤم حيث قال أن يسوع قد تغلب على الموت.
فيما ارتفع عدد الوفيات فى فرنسا إلى 14393 يوم الأحد، وقالت السلطات أن 315 شخصا لقوا حتفهم فى المستشفيات خلال 24 ساعة بسبب الفيروس.
كما عادت حاملة الطائرات "شارل ديجول" قبل الأوان إلى ميناء مدينة تولون بجنوب فرنسا بعد أن ثبتت إصابة 50 من مشاة البحرية بفيروس كورونا.
وكان من المفترض فى الأصل أن يعود "شارل ديجول" إلى تولون فى 23 أبريل، وقد دعمت قيادة البحرية الفرنسية مؤخرًا التحالف الدولى ضد الميليشيات الجهادية لداعش.
وفى بنما قام ضباط الشرطة بتسلية السكان بموجب حظر التجول فى كورونا بالعروض الموسيقية، وقاموا بأداء أغانٍ لفرقة الروك البريطانية الأسطورية كوين، ومغنى البوب الأرجنتينى دييجو توريس فى عاصمة بنما لمدة 20 دقيقة، مرتدين زيهم الرسمى،مع الكمامات، والقفازات.
وغنى رجال الشرطة "نحن الأبطال" والتى رقص السكان عليها من داخل شرفاتهم، بعضهم يلوحون بالأعلام البنمية.
وصرح قائد الشرطة فيليبى كروز لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الشرطة ستقدم فى المستقبل حفلات مثل هذه فى نهاية كل أسبوع حتى تنتهى أزمة كورونا فى بنما.
فى بنما، تم إحصاء حوالى 3400 حالة إصابة بالفيروس الجديد حتى يوم الأحد، ومات ما لا يقل عن 87 شخص مصاب، فى البلد التى يعيش فيها نحو 4 ملايين شخص.
وسجلت إيطاليا أدنى عدد من الوفيات خلال 24 ساعة فى أكثر من ثلاثة أسابيع يوم الأحد، كما أعلن الدفاع المدنى مساء فى روما، وفاة 431 شخصًا بسبب فيروس كورونا الجديد فمنذ 19 مارس، كان الرقم دائمًا أكثر من 500.
وقتل الوباء ما يقرب من 20 ألف شخص فى إيطاليا منذ نهاية فبراير، وهذا يجعل إيطاليا الدولة التى سجلت أكبر عدد من الوفيات وراء الولايات المتحدة.
وفى إسبانيا، ارتفع عدد وفيات الاكليل مرة أخرى، حيث توفى 619 شخصًا فى غضون 24 ساعة من عواقب كورونا كما أعلنت وزارة الصحة فى مدريد يوم الأحد
وفى ألمانيا ووفقًا لتقديرات معهد روبرت كوخ، نجا حوالى 60200 شخص من الإصابة، وهذا يعنى أن حوالى نصف المصابين حتى الآن قد تم شفائهم.، وبالتالى مهد ذلك لمناقشة قرار العودة التدريجية وفتح المدارس بدءًا من 20 أبريل حيث ستناقش المستشارة الألمانية انجيلا ميركل القراريوم الأربعاء مع وزراءها.
وفى المدن الألمانية الأربعة، وهى برلين وهامبورج وميونيخ وكولونيا، التزم الناس بقيود الاتصال بسبب أزمة كورونا على الرغم من الطقس الجيد فى بداية عيد الفصح.
وقالت متحدثة باسم شرطة برلين يوم الجمعة العظيمة لوكالة الأنباء الفرنسية أن هناك الكثير من الأشخاص يتنقلون "لكنهم يلتزمون إلى حد كبير بالمبادئ التوجيهية حول كيفية الإبقاء على مسافة".
ولم يكن هناك سوى عدد قليل من التقارير عن انتهاكات من مناطق أخرى من ألمانيا، وكانت الحكومة الفيدرالية قد أشارت إلى أن أيام عيد الفصح حاسمة بالنسبة لكيفية المضى فى قيود الخروج المطبقة حتى 19 أبريل.
فيما خرجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، تنصح بعدم حجز إجازة صيفية هذا العام بسبب جائحة وباء كورونا، قائلة: أنصح بالانتظار مع مثل هذه الخطط حيث لا يمكن لأحد أن يقوم بتنبؤات موثوقة لشهرى يوليو وأغسطس فى الوقت الحالي.
وأعربت عن شكوكها بشأن قرار الحكومة الفيدرالية بأنه يجب على العملاء الحصول على قسيمة فقط للرحلات التى لا يمكنهم القيام بها بسبب جائحة الاكليل، وقال رئيس المفوضية "فى جميع أنحاء أوروبا، الناس لديهم خيار قانونى فيما إذا كانوا يريدون المال أو قسيمة".
فيما دعا الملياردير الأمريكى ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس الدول الصناعية إلى استثمار مليارات الدولارات فى تطوير وتوزيع لقاح ضد الفيروس.
وقال جيتس :على صانعى القرار تعبئة تمويل بحثى كافٍ للتمكين من تطوير لقاح يساعد على الخروج من أزمة وباء كورونا.
وقال جيتس أن الإنسانية لم تقدم قط التطعيم فى مثل هذا الوقت القصير بعد ظهور ممرض جديد، وهذا الجدول الزمنى الضيق لا يمكن تحقيقه إلا بالدعم المالى المناسب."
وفى الأرجنتين، مدد المسؤولون الحكوميون قيود الخروج فى المدن الكبيرة لمدة أسبوعين حتى 26 أبريل.
وقال رئيس الدولة ألبرتو فرنانديز، أن الإحصاءات تظهر أن الحجر الصحى له معنى كبير، حتى إذا كنا لا نزال بعيدين عن وجهتنا.
وفرضت الأرجنتين حظر تجول صارم، يُسمح للأشخاص فقط بمغادرة منازلهم للتسوق أو الذهاب إلى الصيدلية. ولكنها تناقش التخفيف فى المناطق الريفية، بالإضافة إعادة فتح البنوك ومحلات تصليح السيارات هناك ويمكن السماح بالرياضة بالقرب من منازلهم. ووصلت الحالات فى الارجنتين حتى الآن حالات إصابة 1975، وتوفى 82 شخصا.
فيما تريد بلغاريا دخول منطقة اليورو بشكل أسرع مما كان مقرراً سابقًا للاستفادة من المساعدة المالية فى اتحاد العملات.
وقال رئيس الوزراء البلغارى بويكو بوريسو فى صوفيا "أولئك الذين هم فى منطقة اليورو سيكون لديهم مليارات الدولارات تحت تصرفهم، وأوضح أنه يريد بالتالى نقل طلب دخول بلغاريا إلى منطقة اليورو من يوليو إلى نهاية أبريل.
وفى أيرلندا، مددت حظر التجول بسبب جائحة الاكليل لمدة ثلاثة أسابيع وقال رئيس الوزراء ليو فارادكار أن الإجراء سيستمر حتى 5 مايو، بعد "توصية من الخبراء". كانت القيود فعالة ويجب أن تستمر، حتى لو كانت "صعبة" للأيرلنديين. قال فارادكار: "يجب ألا نتقاعس".
وأعلنت الحكومة الإيطالية عن زيادة ضوابط الشرطة لمنع الإيطاليين من القيام برحلات استكشافية فى عيد الفصح.
وقالت وزيرة الداخلية لوسيانا لامورجيز لصحيفة "كورييرى ديلا سيرا" أن على الإيطاليين أن يبقوا فى منازلهم فى عيد الفصح. ولذلك ستقوم الشرطة بإجراء فحوصات متزايدة فى نهاية هذا الأسبوع لمنع "الناس من الذهاب إلى منازلهم وأماكن قضاء العطلات".
وحذر الوزير من معاقبة أى شخص لا يستطيع تقديم سبب وجيه لرحلة فى عطلة عيد الفصح. وبحسب ما ورد قامت الشرطة الإيطالية بفحص ما يقرب من ستة ملايين شخص منذ بدء حظر التجول قبل شهر وتغريم أكثر من 200 ألف شخص.