كشف مجموعة من الباحثين عن نجاحهم فى حل لغز عمره 5 آلاف عام يتعلق بكيفية حصول مجموعة من بيض النعام على زخارفها الملونة، وكان البيض المزخرف يعد من الأغراض الثمينة بين دوائر النخبة فى حضارات البحر الأبيض المتوسط خلال العصرين البرونزى والحديدى، ولكن، لم يُعرف الكثير عن كيفية إنتاجها، وتجارتها، ونقلها من مكان إلى آخر فى أنحاء المنطقة.
لذلك، فى الوقت المناسب لـ عيد الفصح، أعاد باحثون فحص مجموعة تتكون من 5 بيضات كانت معروضة فى المتحف البريطانى فى لندن، ووجدوا أن قصة أصولها كانت "أكثر تعقيداً" مما كانوا يتصورون.
ووجد الفريق، من جامعتى "بريستول" و"دورهام، أنه تم الاتجار بالبيض حول منطقة شاسعة فى البحر الأبيض المتوسط بعد أخذها من أعشاش الطيور فى البرية، وهو أمر لم يكن سهلاً نظراً لأن النعام يمكن أن تكون مخلوقات خطيرة، وذلك وفقًا لتقرير نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
وكانت المنطقة الشاسعة التى تم الاتجار بها "أكثر ترابطاً مما كان يُعتقد سابقاً"، حسب بيان صحفى على لسان المهتمة بعلم آثار البحر المتوسط فى كلية "بريستول" للفنون، تامار هودوس، وباستخدام مجموعة مختلفة من المؤشرات النظائرية، تمكن الباحثون من التمييز بين البيض الذى أتى من مناطق مناخية مختلفة، ومنها الباردة، والرطبة، والساخنة، والجافة، حسب ما قالته هودوس.
وأشارت هودوس إلى أن ما أدهشهم هو العثور على بيض من منطقتين فى مواقع من مناطق مناخية أخرى، و"يوحى ذلك إلى وجود طرق تجارية أكثر شمولية"، وعُثر على البيض المعروض فى المتحف فى قبر "إيزيس"، وهو مكان لدفن النخبة فى إيطاليا.
ويعود تاريخ البيض إلى 625 إلى 550 قبل الميلاد، وتم النحت والطلاء على 4 من البيض، بينما تزينت واحدة من المجموعة بالطلاء فقط، وتشمل زخارفها على أشكال حيوانات، ونباتات، وأشكال هندسية، وجنود، وعربات.
ووجد الباحثون أيضاً أن البيض يحتاج إلى بعض الوقت ليجف قبل أن يتم النحت على القشرة، وبالتالي، يجب تخزينه بشكل آمن، وقالت هودوس: "أدّى ذلك إلى آثار اقتصادية بما أن التخزين يستوجب استثمار طويل الأجل، ويضيف هذا، إلى جانب المخاطر التى ينطوى عليه الأمر، إلى قيمة البيض من ناحية الفخامة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة