معركة جديدة تنضم إلى سلسلة المعارك المتعددة التى يخوضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هذه المرة ضد حكام الولايات، تتعلق بمن لديه سلطة إصدار أوامر الإغلاق والبقاء فى المنزل، بعدما بدأت المؤشرات على التحرك فى اتجاهين متضادين من قبل الطرفين.
فخلال ظهوره فى المؤتمر الصحفى لفريق عمل كورونا بالبيت الأبيض، الاثنين، أعلن ترامب بأن لديه سلطة كاملة، وأنه هو المسئول عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار كيف ومتى سيرفع القيود المفروضة بسبب وباء كورونا ويعيد فتح الاقتصاد، حتى مع مضى الحكام فى الكثير من الولايات فى خططهم الخاصة وتأكيد صلاحياتهم.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن المنهجين المتناقضين يلمحان إلى ما يمكن أن يكون استجابة منقسمة من مسئولى الولايات والمسئولين الفيدراليين فى الأسابيع والأشهر القادمة، والتى شابها خلافات حول من لديه سلطة تحديد متى وكيف ستبدأ الولايات المتحدة فى العودة ببطء إلى الأوضاع الطبيعية.
وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفى إن الرئيس الأمريكى لديه السلطة الكاملة فى الموضوع الذى نتحدث عنه، مضيفا أنه هو الذى يتولى المسئولية.
وأشار أيضا أنه إلى أنه لو رفض الحكام المضى قدما، فإنهم سيدفعون ثمنا، وقال :"إذا رفضت بعض الولايات الفتح، فأود أن أرى ذلك الشخص يخوض الانتخابات".
لكن هذه لم تكن رؤية مجموعتين من الحكام، واحدة على الساحل الشرقى والأخرى على الساحل الغربى، والذين أعلنتا أمس أنهما سيشلان لجان عبر الولايات لاستكشاف كيف ومتى سيرفعون القيود.
وردا على سؤال حول ما إذا كان على حكام الولايات أن يحتفظوا بالسيطرة على هذه العملية، قال حاكم بنسلفانيا توم وولف، الديمقراطى، إنه بالنظر إلى الكيفية التى نتحمل بها المسئولية لإغلاق الولاية، أعتقد أننا نملك على الأرجح الامسئولية الرئيسية لإعادة فتحها".
وبعد تصريحات ترامب، ظهر حاكم ولاية نيويورك على قناة سى إن إن، وقال إن ترامب يتصرف كما لو كان ملكا، وقال كومو الديمقراطى: " ليس لدينا ملك، لدينا رئيس منتخب". وأضاف كومو أنه سيتحدى البيت الأبيض أمام القضاء لو دفع ترامب تحو إعادة فتح الأعمال التجارية دون حماية كافية للحفاظ على الصحة العامة.
وكان كومو قد انضم فى وقت سابق إلى حكام عدد من الولايات فى مكالمة عبر الهاتف مع تشكيل لجنة لتنسيق النهاية للقيود المفروضة فى الولاية. ولاحقا أعلن كومو أن ولاية ماسوشستس التى يقودها الجمهورى شارلى بيكر تنضم إليهم.
وعلى الساحل الغربى، أعلن حكام كاليفورنيا وأوريجون وواشنطن اتفاق للعمل معا للقضاء على التفشى المستمر وإعادة بدء الاقتصاد فى ولاياتهم بعناية.
وتقول واشنطن بوست إن ما يؤكد الانقسام السياسى والثقافى الحاد الذى ظهر فى تعامل أمريكا مع الوباء، أن تسعة من الحكام العشرة المشاركين فى المجموعتين أغلبهم ديمقراطيين.
وفى المقابل، يواجه الرئيس ترامب ضغوطا متزايدة من بعض الناشطين المحافظين لإعادة فتح الاقتصاد، بحجة أن الانكماش الاقتصادى المستمر يمكن أن يلحق المزيد من الضرر بالأمريكيين من خلال تدمير سبل عيشهم، وأن هناك طرقا آمنة لدفع الاقتصاد إلى الاستمرار.
وأصر ترامب أمس أن الأمر بيده هو وليس الحكام ليقرر متى يفتح الولايات، وقال إن البيت الأبيض يجمع فريق العمل الداخلى الخاص به لمناقشة كيفية فعل ذلك.
وتقول واشنطن بوست إن الحقيقة تكمن فى مكان ما فى الوسط، فحكام الولايات يتمتعون عادة بسلطة لرفع قيود البقاء فى المنزل وإغلاق الأعمال فى ولايتهم. لكن إذا ترامب إلى إعادة فتح الاقتصاد، فإن العديد من الأمريكيين العاديين بالإضافة غلى بعض الحكومة الجمهوريين ربما يستجيبون له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة