يثير كتاب "العرب لم يستعمروا أسبانيا"لـ إجناسيو أولاجوى، ترجمة عل المنوفى وطارق شعبان، والذي قدم للترجمة الدكتور مصطفى الفقى، وصدر عن مكتبة الإسكندرية، زاوية جديدة لرؤية القرون التي قضاها العرب فى شبه القارة الليبيرية وهى الفترة المسماة الأندلس.
فالكتاب ينفي حدوث استعمار عربي لإسبانيا حيث يعتبر أن نشأة الحضارة الإسلامية في الأندلس كانت نتيجة تقبل الإنسان لها، بسبب التقارب الكبير بين العقيدة المسيحية الأريوسية التي كانت سائدة قبل مجىء المسلمين، لأن اعتقاد الإسبان بتلك العقيدة التوحيدية التي ترفض الثالوث، جعلهم يرون في الإسلام دينا منسجما مع تصورهم الاعتقادى، مما سهل نفوذه في وجدانهم الديني.
كما يؤكد المؤلف بأن وثائق تاريخ الأندلس أتلفت، وأن كل ما بحوزة القارئ اليوم هي كتابات جاءت متقدمة بعقود عن سنة 711م. لذلك يدعو إلى إعادة قراءة هذه اللحظة التاريخية برؤية ناقدة تأخذ بعين الاعتبار كل ما تبقى من تاريخ أسبانيا الوسيط في مختلف المجالات وهذا ما يبرر استعانة الكاتب ، وهو في خضم بنائه للنسق الحجاجي لأطروحته، بمعطيات تخص حقولا معرفية جد متباينة كالجغرافبا، والهندسة المعمارية والانثوغرافيا، وعلم الحفريات وغيرها.
يذكر أن العرب انشأوا فى بلاد الأسبان إمبراطورية كبرى استمرت سنوات كثيرة وصلت إلى 800 عام منها ما يزيد عن الـ400 سنة وهى الأكثر سيطرة على الوضع هناك.