بطريرك الكاثوليك: نعيش آلام الحرمان من ممارسة حياتنا اليومية

الجمعة، 17 أبريل 2020 07:39 م
بطريرك الكاثوليك: نعيش آلام الحرمان من ممارسة حياتنا اليومية الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك، اليوم الجمعة، قداس الجمعة العظيمة من كنيسة كلية اللاهوت الكاثوليكية بالمعادى، مؤكدا أن المسيحيين يحتفلون بهذا اليوم بطريقة غير عادية.

 

وقال البطريرك فى عظته: اليوم هو يومُ الجمعةِ العظيمةِ جمعةُ آلام السيِّد المسيح، الآلام الخلاصيَّة المحيية، نحتفلُ به بطريقةٍ غير اعتياديَّةٍ مما قد يُسبب لنا آلامًا، ألمُ الحرمان من ممارسة حياتنا اليوميَّة فى بساطتها بما فيها من عملٍ وإنجازٍ وأنشطةٍ، ألمُ عدم إمكانية التَّواجد فى الكنائس والاحتفال بهذه الطُّقوس الروحيَّة الغنيَّة المعزّية.

 

واستكمل: إنَّها بالفعل وبالنسبة لنا كلّنا خبرة ألم. ولكنَّ خبرة الألم باختلاف مصدره ونوعه كانت لبولس الرَّسول فرصةً إيجابيَّةً، حينما ربط هذه الخبرة بشخص ربِّنا يسوع المسيح، فيقول فى رسالته إلى أهل فيلبي:"فأَعرِفُه، وأَعرِفُ قُوَّةَ قِيامَتِهِ، وأشارِكُهُ فى آلامِهِ وأتشَبَّهُ بِه فى موتِهِ، على رَجاءِ قِيامَتى مِنْ بَينِ الأمواتِ" (في3: 10-11.(

 

وأضاف: نَعلمُ جيِّدًا مدى حبّ بولس الرَّسول لشخص المسيح، بعد اهتدائه، ولا يريد بولس أن يعرف يسوع إلا من خلال قيامته، أى يسوع المسيح القائم، وحتَّى يدرك ذلك، عليه أن يعرفه أوَّلًا متألمًا ويشاركه فى ألآمه.

 

وواصل: بالتأكيد ليس هناك وصفة جاهزة لمواجهةِ الألم والتعامل معه، لأنَّها خبرة حياة شخصيَّة ومسيرة طويلة. كما يؤكد ذلك أيُّوب البار بعد خبرته الطويلة مع الألم: "إِنِّى قد أَخبَرتُ مِن غَيرِ أَن أُدرِك بِعَجائِبَ تَفوقنى ولا أَعلَم.. كُنتُ قد سَمِعتُكَ سَمعَ الأُذُن أَمَّا الآنَ فعَينى قد رَأَتكَ" (أي42: 3-0).

 

واعتبر بطريرك الكاثوليك إن هناك مستوى أسمى وهو الآلام الخلاصيَّة، الألمُ الَّذى يعيشُه الإنسانَ نتيجةَ اختيارٍ حرٍّ واعٍ للأمانةِ فى الرسالة وتحمُّل مسؤولية ونتيجة استمرار الثبات فى هذه الأمانة حتَّى النهاية، بالرغم من كلِّ الصُّعوبات والمعاناة والاضطهادات؛ فيقبل التألُّم والتضحية فداءً عن الآخرين ولصالح خيرهم، وارتقاء الحياة وتقدمها.

 

وأشار إلى أن هذا النوع من الآلام هو جوهرُ احتفالِ يوم الجمعةِ العظيمة، والنموذج والمثال هو السيد المسيح: فقد جاء لتكون لنا الحياة وتكون لنا أوفر. ماذا فعل المسيح لتكون الحياة أوفر؟.

 

واختتم كلمته بالصلاة: ساعدنا وساعد العالم أجمع على أن نقبل ظروف حياتنا بواقعيَّةٍ وإيجابيةٍ ونعيشها واثقين فى عنايتك ومحبَّتك، وامنح المرضى، خاصَّةً المُصابين بفيروس كورونا، شفاءً؛ والموتى راحةً، والحزانى عزاءً،والأطباء وكلّ العاملين فى مجال الطّب والصحة، قوَّةً ونعمةً، وكلّ مَنْ يحمل أمانة المسؤوليَّة فى كلِّ مكان شجاعةً، والمؤمنين بصليبك ثباتًا فى الأمانة.

 

وتابع: نسألك أن تهبنا قوتك ونعمتك لندمج ألآمنا فى صليبك، فنعرف كيف نحوِّل ألآمنا وموتنا إلى حياة وقيامة، وعجزنا إلى قوّةٍ، ويأسنا إلى رجاء، بنعمة وحضور الروح القدس نبع ومصدر كلّ قوّة، لك القوة والمجد والتَّسبيح إلى الأبد.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة