قال المهندس وعد أبو العلا، رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية ومشروعات الآثار والمتاحف، بوزارة الآثار، إنه تم الانتهاء من جميع الأعمال في قصر البارون، وهو جاهز على الافتتاح ولكن سوف يتم تحديد موعد افتتاحه حسب تداعيات انتشار فيروس كورونا المنتشر في العالم اجمع.
وأوضح المهندس وعد أبو العلا، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إن الأعمال داخل وخارج قصر البارون تمت بأحدث الطرق العلمية المعترف بها دوليا، حيث بلغت تكلفه المشروع أكثر من 100 مليون جنيه.
وقال إن العرض داخل القصر يروي تاريخ حي هيليوبوليس ليشمل مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الارشيفية والرسامات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حى مصر الجديدة (هيليوبوليس والمطرية) عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكى تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة فى تلك الفترة الزمنية المميزة.
وأسعار تذاكر الدخول للقصر ستكون فى متناول الجميع، وستكون 100 جنيه للأجنبى و50 للطالب الأجنبى، وللمصريين 20 جنيها و10 للطلاب، فضلاً عن أن كل المصريين فوق 60 سنة الزيارة مجانية.
وبدأت عملية ترميم القصر تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حيث تم التدعيم الإنشائى لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك، والانتهاء من تنظيف وترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام، مشيرًا إلى أنه تم البدء فى أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به.
خلفية تاريخية عن القصر
قصر البارون التاريخى يقع فى قلب منطقة مصر الجديدة، وبالتحديد فى شارع العروبة بصلاح سالم، يتمتع القصر البارون بطراز مستوحى من العمارة الهندية، وهذا ما يلفت انتباه كل من يشاهد القصر، الذى شيده المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، "20 سبتمبر 1852 - 22 يوليو 1929".
واختار البارون الطراز الهندى لتصميم القصر كونه كان يعيش هناك، وجاء إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس، وكان إدوارد إمبان يحمل لقب بارون وقد منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته فى إنشاء مترو باريس.
بمجرد وصول إمبان إلى مصر عشقها لدرجة الجنون واتخذ قرارًا مصيريا بالبقاء فيها حتى وفاته، لدرجة أنه أوصى بأن يدفن بها حتى ولو مات خارجها، ومن حبه وعشقه لمصر قرر أن يبنى مقر إقامته بها فاختار البارون مكان فى الصحراء، بالقرب من القاهرة، ليبنى قصر البارون.
وبالفعل عرض البارون على الحكومة المصرية إنشاء حى كامل فى شرق القاهرة، واختار اسما لها وهى هليوبوليس أى مدينة الشمس واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث إن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات.
وأراد البارون أن يجذب الناس للعيش فى الحى الجديد، فقام بإنشاء مترو وأخذ اسم المدينة مترو مصر الجديدة، إذ كلف المهندس البلجيكى أندريه برشلو الذى كان يعمل فى ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحى أو المدينة الجديدة بالقاهرة.
أما عن القصر فقرر أن يكون أسطوريا لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخله من جميع حجراته، وأصبح أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، واستلهم فكرته من معبد أنكور وات فى كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، صممه المعمارى الفرنسى ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفيلة الهندية، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية.
القصر الذى اكتمل بناءه فى 1911م، من الداخل حجمه صغير، فهو لا يزيد علي طابقين ويحتوي علي 7 حجرات فقط. الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها. وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.