أكد عددا من المتخصصين بالأسماك، أن تناول الفسيخ والرنجة والسردين، والأسماك المُملحة بشكل عام فى شم النسيم، لا ينقل العدوى بفيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، لكنه يتطلب مراعاة الكثير من الإجراءات الاحترازية لعدم الإصابة بأى أمراض قد تؤدى إلى انخفاض المناعة، والتى تُعد أحد أسباب الإصابة به.
قالت الدكتورة نسرين عز الدين محمود، أستاذ طفيليات الأسماك، وعلاقتها بالتلوث وصحة الإنسان، قسم الطفيليات كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، إن تناول الفسيخ لا يقلل المناعة، لكن يفضل تجنب أى مصدر قد يسبب أى إصابة مرضية تقلل من المناعة، حيث أن شراء سواء السمك، الفسيخ، السردين، أو الرنجة، غير صالحين، يحدث أعراض التسمم الغذائى، والذى يؤدى بدوره لارتفاع فى درجات الحرارة، والقىء والإسهال، ومن ثم انخفاض مناعة الجسم، وبالتالى يصبح الإنسان عرضه بشكل أكبر لإلتقاط الفيروس، لكن الأسماك والفسيخ نفسها لا تنقل الكورونا
وأضافت نسرين، فى تصريحات خاصة لليوم السابع،: ولحماية أنفسنا من الأسماك الفاسدة لابد من تنقيتها بشكل صحيح، فمثلا الفسيخ يُفضل الابتعاد عن ذات الملح الخفيف "الدلع"، حيث يجعلنا أكثر عرضه للإصابة بالطفيليات، من خلال انتقال ديدان للإنسان، موضحه أن هناك حويصلات تظل حية بالأسماك طالما لم تتعرض لنسب من الملح كثيرة ولفترات كافية، والفسيخ الجيد لابد أن يكون ذات ملح خفيف، ويتم شرائه من مكان موثوق، ولا يتم بيعه فى مناطق مفتوحة وملوثه، والابتعاد عن الأماكن التى تخزنه ببراميل تحت بير السلم، والسمكة لا يظهر عليها الانتفاخ، لأن عملية التمليح تتم وهى السمكة مقفولة، والانتفاخ مؤشر لوجود تلوث بكتيرى.
وأشارت إلى رائحة الفسيخ لابد تكون غير منفرة، أو مائلة للعفن، حيث أن الفسيخ الصحى رائحته جيدة ومعروفة، مع ملاحظة ألا تميل لون السمكة إلى الرمادى، ولونها وردى، ولا يوجد أى علامة من علامات العفن على الرنجة بالقرب من الرأس والذيل، كما أنه يُفضل شراء الفسيخ المغلف، لأن الأيدى أحد أبرز وسائل نقل العدوى، ولأن ذلك يجعل الفسيخ عرضه للذباب وغيره، ويفضل أثناء تناول تلك الأسماك أن يُضاف البصل والليمون، لافته إلى أنهم ليس لهم علاقة بالكورونا، لكنهم ذات تأثير قوى ضد الكثير من أنواع من البكتيريا التى من الممكن أن تتواجد بالسمك، ويفضل تعريض تلك الأسماك لدرجة حرارة "النار" حتى تتفتح القشرة الخارجية للسمكة.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور أحمد إسماعيل نورالدين، أستاذ الأسماك بالمركز القومى للبحوث: إن قليلا من الفسيخ فى شم النسيم يكفى، وكثير من الإضافات المصرية الفرعونية من الخضار والبيض أفضل، لكن الأهم الابتعاد عن التجمعات بالحدائق العامة، فالفسيخ لا ينقل الأمراض لكنها التجمعات، بل أن الأسماك عامة أحد وسائل رفع المناعة والصحة بالنسبة لأى مواطن، مضيفا: إذا كان لابد من أكل الفسيخ، فلابد من أن يكون من مصدر مضمون والابتعاد عن شرائه من الباعة الجائلين، وتناوله قليل الملح وبكميات قليلة، حتى لا يؤثر على أصحاب أمراض الضغط والسكر والقلب.
وأضاف نور الدين، فى تصريحات لليوم السابع،: الفسيخ غير الصحى مدعاة للإصابة بالتسمم الغذائى، وارتفاع ضغط الدم، وهناك 12 علامة صحية على أسماك الفسيخ، هى: أن تكون نسبة الضراوة بها محدودة، ألوان الخياشيم زهرى فاتح، لا يوجد انتفاخات بالبطن، أو هواء تحت الجلد، حيث أن تلك مؤشرات لإصابة الأسماك بالسالمونيلا، أو بكتيريا البيتليزم، وهى بكتيريا سامة قد تسبب الوفاة، وحجم السمكة وحالتها الصحية جيدة، لا يوجد عليها آثار تجمعات دموية، نسبة التمليح فيها لا تقل عن 12 يوما، حتى لا تنتقل الديدان الطفيلية للإنسان، ولضمان قتل كل أنواع البكتيريا الموجودة فيها، بالإضافة إلى الجسم والمخاط الموجود على الأسماك سليم، ورأس السمك أصغر من جسمها، وعينها غير جاحظة، أو غير معتمة.
ولفت إلى أن كثيرا من الناس يستخدمون أسماك المبروك باعتبارها سمك بورى، وهى أسماك عند تمليحها تتغير بها بعض خصائها وقد تحدث مشاكل صحية، وأضاف: ننصح بعدم تناول أكثر من سمكة واحدة، لأن أكثر من ذلك يؤثر على الصحة، بالإضافة إلى تناول الأسماك المُعالجة بالكركامين، وهو مضاد للأكسدة والسموم، كما أن أسماك العائلة البورية أفضل، والرنجة لابد أن تكون خالية تماما من طفيل الأناساكس، وهى دودة تتواجد بين عضلات تلك الأسماك، فى حالة استمرار دودة واحدة منها حية لابد من إعدام تلك الأسماك، لأنها تُسبب زيادة نسبة "الهيستامين" والذى يحدث حساسية بالجسم بعد تناول الأسماك، ومن الممكن أن يتعرف عليها المواطن العادى بمجرد فتح بطن السمكة، سيجد ديدان صغيرة، ويتوجب عليه وقتها إعدامها.
وتابع: يُفضل استخدام زيت الزيتون، والزيت الحار فى عمل الفسيخ، أو استخدامه خلال هذا اليوم، والتقليل من الدهون والمقليات، واستخدام البصل والثوم لأنهما مضادات للأكسدة، وغسل الخضار مثل الخس والفجل والجرجير بشكل جيد، حتى لا تنقل الأمراض الطفيلية، واستبعاد الرأس والأحشاء لأنها تجمع للسموم، كما يفضل التقليل من تناوله للأطفال وكبار السن، نظرا لأنهم عرضه أكثر من الشباب لأى مشكلات صحية، مع مراعاة أنه فور الشعور بدوار أو أعراض قيئ، لابد من التوجه لأسرع مستشفى للحصول على إسعافات أولية.