يوما تلو الآخر تعود الحياة لطبيعتها فى العاصمة الصينية بكين، وبعد أيام من عدم ورود إصابات محلية، بات هناك شعور بأن فيروس كورونا تحت السيطرة، وبدأ الناس فى بكين أخيرًا بمغادرة منازلهم، بعضهم لأول مرة منذ أكثر من شهرين.
وصلت إلى بكين فى السادس عشر من مارس الماضى، وانتهيت من فترة الحجر الصحى فى أحد الفنادق الصينية، ثم ذهبت إلى منزلى بعد انتهاء فترة الحجر الصحى الذى خصصتها الحكومة الصينية اجبارى لكل العائدين وعلى نفقتهم الشخصية، حيث شاهدت عشرات الأشخاص فى الشوارع، وازدحام الطرقات مرة أخرى مما يدل على أن الصين الحياة تعود إليها بعد انحسار انتشار فيروس كورونا.
وخلال التجول فى أرجاء المدينة نجد أن عدد كبير من المواطنين خرج إلى الشارع مرة أخرى ولكن بحذر كبير، حيث الجميع يرتدى الكمامات، ويلتزم باجراء قياس الحرارة فى جميع الأماكن "السوبر ماركت – الأسواق – المبانى السكنية"، حيث إن هذه الإجراءات مطبقة فى كل شبر فى أرض العاصمة الصينية بكين.
كما أعلنت الحكومة الصينية افتتاح الكثير من المناطق السياحية مثل سور الصين العظيم شمال غرب بكين ومتنزه الحياة البرية جنوبها ومناطق أخرى كثيرة.
وأعلنت حكومة بكين أن حديقة الحيوان بدأت منذ 23 مارس الماضى استقبال الزوار فى المناطق الخارجية، بعد حجز التذاكر بشكل مسبق لضمان الزيارة بشكل منتظم، وبلغت نسبة الزوار 30% على أساس سنوى.
ومن جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إن إجراءات الوقاية والسيطرة في الصين غيرت المسار الخطير لانتشار مرض "كوفيد-19" السريع ومنعت عشرات الآلاف من الإصابات في عموم البلاد.
أدلت المتحدثة هوا تشون يينج بتصريحاتها حينما طلب منها التعليق على وثيقة نشرتها حديثا دورية (ساينس) العلمية، التي ترجح أن إجراءات السيطرة عملت بنجاح على قطع سلسلة انتقال العدوى ومنع الاتصال بين المصابين والمعرضين للإصابة ومنحت المدن الأخرى وقتًا قيمًا.
وذكر أحد معدي الوثيقة، وهو زميل في جامعة أكسفورد، أنه لولا حظر السفر في ووهان والاستجابة الوطنية الطارئة من قبل الحكومة الصينية، لكان هناك أكثر من 700 ألف حالة مؤكدة بكوفيد-19 خارج ووهان بحلول 19 فبراير.
وأضافت هوا، خلال مؤتمر صحفي، "نتائج الوثيقة العلمية تتوافق مع وجهة نظر منظمة الصحة العالمية وتتوافق مع وجهات نظر العديد من قادة الدول والخبراء".
وذكرت أن الحكومة الصينية اتخذت إجراءات وقاية وسيطرة هي الأكثر شمولا ودقة وصرامة في أسرع وقت ممكن، وثبتت فعاليتها العالية في المرحلة الحالية.
وقالت:"لقد وفرت جهودنا وقتا ثمينا للعالم للتحضير لمواجهة المرض"، مضيفة "الصين اتخذت التدابير الأكثر شجاعة ومرونة وفاعلية في الوقاية والسيطرة وغيرت المسار الخطير لانتشار الفيروس السريع ومنعت عشرات الآلاف من الإصابات على الصعيد الوطني، وذلك وفقا لما أكدته منظمة الصحة العالمية".
وأضافت أن الصين مستعدة لزيادة التعاون الدولي في مكافحة المرض وتبادل الخبرات مع الدول الأخرى، لهزيمة الفيروس في أسرع وقت ممكن، وحماية أمن الصحة العامة على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، أن نسبة الشفاء من فيروس "كورونا الجديد" (كوفيد-19) على المستوى الوطني وصلت إلى 5ر93%، وأن أكثر من ثلث حالات الإصابة في الصين خطيرة أو حرجة.
وقال المتحدث باسم اللجنة "مي فنغ" - في تصريح اليوم- "يتعين علينا دائما بذل جهود شاملة لعلاج الحالات الخطيرة والحرجة".
وأضاف فنغ أنه حتى نهاية يوم أمس، كان هناك 2004 من المرضى يعالجون في الصين بينهم 466 مريضا حالتهم خطيرة أو حرجة.
وأكدت جريدة "globaltimes"، انتهاء المرحلة الأولى من التجارب السريرية لـ 4 أشخاص متطوعين في مدينة ووهان بالصين يوم الثلاثاء الماضي، بعد قضائهم 14 يوما في الحجر الصحي وتحت إشراف طبي، وتم اخذ عينات دم للاختبار بعد حقنهم بأجسام مضادة للفيروس يوم 17 مارس الماضي.
أوضح تقرير الجريدة، أنه بعد السماح للأربعة أشخاص المتطوعين بممارسة حياتهم بشكل طبيعي وخروجهم من الحجر الصحي، يتم مراقبتهم وإجراء بعض المقابلات معهم في اليوم الـ28 بعد الحقن، ومرقبتهم بعد مرور 3 أشهر من حقنهم بالأجسام المضادة للفيروس للوصول للنتائج الدقيقة.
وقال خبراء، إن تطوير اللقاح تضمن إدخال DNA الخاص بالفيروس التاجي في الكائنات الحية الدقيقة لخلق أجسام مضادة للفيروس ويسهل السيطرة عليه، ويصعب إصابة أشخاص آخرين به، موضحين أن التجارب الإكلينيكية للمرحلة الأولى من اللقاح ستكتمل فى خلال ستة اشهر.
وقال خبير مناعة في بكين بالصين، إن تجارب المرحلة الثانية والثالثة ستركز على فعالية اللقاح، والدراسات التفصيلية للمؤشرات، مثل قدرة الأجسام المضادة على السيطرة علي الفيروس، مع أخذ عينات أكثر من المتطوعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة