"أفضل الأعمال أدومها وإن قل"، هكذا أخبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، عندما سئل عن أى الأعمال أحب إلى الله، فالاستمرار فى كل عمل جيد يقود إلى رضا الله ورضا البشر وسلامة الإنسانية من الفضائل، ونحن أحوج خلال تلك الظروف إلى المداومة والاستمرار على كل ما نجحنا فيه من إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وما نجحنا فى تنفيذه بعد حملات التوعية الكبيرة التى قدمتها وسائل الإعلام على مدار ما يقرب من شهرين.
أتحدث عن المداومة والاستمرار فى الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا بعدما بدأت أشعر أن البعض يشعر بالملل من الإجراءات الوقائية، والتعليمات الصحية، الخاصة بالتعامل مع الفيروس المستجد، فقد تخلى العديد منا عن استعمال المطهرات والمعقمات، وتخلى أغلبنا عن استخدام الكمامات، وبدأنا نعاود ما كنا نفعله من استخدام المواصلات فى التوقيتات المزدحمة، بل عاود البعض لفكرة السلام من خلال " البوس والأحضان"، وهذا قد يشكل خطرا داهما نظرا لأن ملف كوفيد 19 لم يظهر به جديد حتى الآن، فما زال الفيروس غامضا، ولا علاج أو مصل له حتى هذه اللحظة.
الشعب المصرى يتفاعل سريعا مع كل جديد، إلا أنه أيضا سرعان ما يمل ويتخفف من هذه الإجراءات، ويعود إلى سيرته الأولى، الأمر الذى يدعونا جميعا إلى ضرورة الاستمرار على كل الإجراءات الوقائية التى التزمنا بها خلال الفترة الماضية، فمازال الخطر قائما بقوة، وسيظل كذلك حتى ينجح العالم فى تقديم علاج لهذا الوباء المميت، ودون ذلك لا أمل فى عودة الحياة الطبيعية مرة أخرى، أو التخلى عن كل الاحتياطات اللازمة التى تقى أو تحمى من انتشار العدوى، وبدون العلاج سيتحول كورونا إلى وحش قاتل فى مواجهة البشر، بل قد يبيد البشرية بأكلمها إذا لم ندرك خطورة الموقف ونواجه الفيروس بسلاح العلم.
المناسبات العامة والطقوس الدينية التي يعيشها المصريون هذه الأيام تفرض علينا المزيد من الإجراءات الاحترازية فى مواجهة كورونا، فيجب ألا يكون رمضان هذا العام شهر التلاقى والسهرات والأمسيات كما كان، بل يجب أن نجعله شهر البقاء في المنزل، فهو يعلمنا الصبر على الجوع والعطش، ويجب أن يعلمنا الصبر فى مواجهة الفيروس وحماية النفس من الهلاك كأحد الدروس الجديدة، التى يعلمنا إياها هذا الشهر الفضيل.
إجراءات الوقاية ومنع التكدس والتباعد وخلق مسافات آمنة بين الناس لن تكلفنا شيء، والتراخى فى اتباعها والالتزام بها سيكلفنا كل شيء، لذلك علينا أن نلتزم قدر المستطاع، حتى نمر من هذه الأزمة بأقل الخسائر، وعلينا أن نعود جميعا للكحول والمطهرات والكمامات، ونتحلى بالالتزام والمسئولية تجاه أنفسنا والمجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة