ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الاثنين، المجتمع الدولى توفير مبلغ92.4 مليون دولار أمريكي لدعم جهودها فى مكافحة تفشى فيروس كورونا المستجد فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدة أن المنطقة تضم أكبر عدد من الأطفال المحتاجين في العالم بسبب النزاعات والحروب.
وذكرت المنظمة - في بيان بثه موقعها الإلكتروني في نسخته باللغة العربية - "اليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تناشد اليوم للحصول على مبلغ 92,4 مليون دولار أمريكي كي تتمكن من مواصلة أنشطة الاستجابة في جميع أنحاء المنطقة لدعم جهود مكافحة فيروس (كورونا)".
وأشارت المنظمة إلى أن عدد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصل إلى أكثر من 105 آلاف و419 إصابة و5 آلاف و699 حالة وفاة.
وأوضح البيان أن "هناك حاليا حوالي 110 ملايين طفل في المنطقة يلزمون بيوتهم ولا يذهبون إلى المدرسة، وتقوم اليونيسف بدعم جهود وزارات التعليم لكي يستمر التعلم من خلال برامج التعليم عن بعد، ووضع آليات وأدوات لتوفير تعلم الطلاب، ومن ضمنها إتاحة المواد وبثها عبر الإذاعة والتلفزيون والمنصات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت، وتأمين النسخ المطبوعة للأطفال في المجتمعات المحلية الهشة".
ونقل البيان عن المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان قوله إن "في هذه المنطقة أكبر عدد من الأطفال المحتاجين على مستوى العالم كله، وذلك بسبب النزاعات والحروب المستمرة، كما أن فيها أعلى معدلات للبطالة بين الشباب.. مضيفا أن حوالي نصف أطفال المنطقة يعانون من درجات الفقر المختلفة كالحرمان من الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والمسكن والتغذية والرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وإمكانية الحصول على المعلومات".
وأوضح شيبان أن "هذا الخليط من العوامل مثل عدم توافر الخدمات الأساسية أو نقصها والفقر والحرمان والنزاع، والآن (كوفيد-19)، يضر بشكل خاص الأطفال الذين يعانون الهشاشة، ويجعل حياتهم الصعبة أمرًا من الصعب تحمله، وكلما طال هذا الحال، أصبح الأثر أشد وأعمق، خاصة على الأطفال".
وبحسب البيان يعيش في المنطقة 25 مليون طفل محتاج، بمن فيهم اللاجئون والنازحون الذين اقتلع معظمهم من بيوتهم بسبب النزاعات المسلحة والحروب في كلّ من سوريا واليمن والسودان وفلسطين حوالعراق وليبيا، وتقدر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) احتمال فقدان 1,7 مليون وظيفة في عام 2020 بسبب توقف معظم الشركات عن العمل وتعليق الرواتب والإغلاق شبه التام.
وأشارت المنظمة إلى أنه من المتوقع أن يزيد هذا من عدد الفقراء في المنطقة بمقدار ثمانية ملايين شخص إضافي، وترجح اليونيسف أن يكون نصف هؤلاء الفقراء من الأطفال.
وأضاف البيان " لو لم تقُم أنظمة وبرامج الحماية الاجتماعية الوطنية بدعم العائلات، فلن تجد هذه العائلات أمامها من خيار سوى اللجوء إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر والتسرب من المدرسة من أجل البقاء على قيد الحياة".
من جانب أخر قال فيليبو جراندى المفوض السامى لشئون اللاجئين بالامم المتحدة وهنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف إن احتياجات الاطفال اللاجئين اصبحت أكثر حدة مع الانتشار السريع لوباء كورونا.
وأوضح بيان مشترك اليوم الاثنين أن الاطفال النازحون قسرا بحاجة للدعم أكثر من أي وقت مضى حماية لهم وأن ملايين الاطفال حول العالم أبعدوا عن ديارهم وعبر الحدود بسبب النزاع والعنف بما فى ذلك 12.7 مليون لاجئ و 1.1 مليون طالب لجوء .
وتعهدتا المنظمتان الامميتان بالعمل معا ضمن مخطط العمل المشترك الذى تم اطلاقه فى يناير الماضى وبهدف تغيير نوعية حياة الأطفال اللاجئين وأسرهم من خلال مضاعفة عدد الأطفال اللاجئين والعائدين الذين يحصلون على التعليم وضمان حصولهم على خدمات المياه والصرف الصحى النظيفة والمستدامة والسليمة بيئيا إضافة إلى ضمان جودة خدمات الاستجابة الملائمة للأطفال وتحديد العوائق التى تحول دون الادماج في النظم الوطنية .