احمد التايب

القادم فى الحرب ضد كورونا.. بين الانتصار والانكسار

الثلاثاء، 21 أبريل 2020 12:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شائعاتٌ كثيرة وأفكار غريبة ومعلومات مغلوطة وأمور مضحكة، انتشرت مع تفشى فيروس كورونا "كوفيد 19"، بعدما صار عابرا للحدود، فما بين استخفاف الكثيرين بهذا الوباء، واستهانتهم بخطورته من جهة، وبين محاولة إثارة رعب الناس وإفزاعهم وتخويفهم بأنها نهاية العالم من جهة أخرى، أصبح المواطن فريسة للسوشيال ميديا، لنصبح أمام أزمة شائعات وليست أزمة مرض هنا في مصر، وخاصة أن الدولة المصرية اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية، التي دعت إليها منظمة الصحة العالمية، من خلال الارتقاء بالبنية التحتية الصحية، من مستشفيات، وعيادات، وأطباء وممرضين وأدوية ومختبرات طبية، حيث تم تجهيز مستشفيات عزل في جميع المحافظات، وتوفير أجهزة التنفس، وتطبيق برتوكول علاجى شهد به القاصى والدانى، وتحويل المدن الجامعية بالدولة لاستخدامها، إضافة إلى توفير  مخزون استراتيجي من الدواء، وتشجيع فئة الأطباء باتخاذ قرارات تحفيزية، سواء بزيادة بدل العدوى أو رفع مكافأة أطباء الامتياز، وكذلك توفير المستلزمات الطبية بكافة المستشفيات، لتكون المنظومة الصحية على أتم الاستعداد للتعامل مع أى سيناريو محتمل للوباء.

إلا أنه ساهمت مشاعر الخوف والقلق على السوشيال ميديا فى تفشى هذه الشائعات التى صارت لا تقل خطرا عن الوباء ذاته، جراء خرافات مضللة لا تستند إلى العلم، ولا تقل خطورة عن الفيروس، في وقتٍ تدعو فيه جميع الدول والحكومات في كلّ ربوع الأرض شعوبَها إلى الوعي بخطورة المرض، ومسؤولية كلّ فرد في الحدّ من تفشّيه.

ولم تفوت قنوات التحريض الممولة من الخارج والجماعات الإرهابية والكتائب الإلكترونية في دعواتها المشبوهة ضد مصر، هذا المرض، الذى يحتاج العالم بأثره، للتتخذ فصلا جديدا من الحملات الممنهجة ضد الدولة المصرية، في محاولة منها لنشر الفتن وإثارة الذعر والرعب وإفقاد ثقة المواطن المصري في أداء حكومته، بالرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية على نجاح التجربة المصرية في التصدي لفيروس كورونا المستجد، طبقا للأرقام والإحصائيات والقرارات المتخذة.

ومن المؤسف أيضا، أن وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، وخاصة في الأقاليم، أصبحت منبرا قويا لنشر مناخ من الشائعات تتناول الوباء على نحو خاطئ، سواء من حيث الإصابة أو الوقاية أو العلاج، رغم أن الحكومة المصرية قررت محاربة الشائعات بطرق وآليات رسمية، مثل تخصيص رقمى «واتساب»، للإبلاغ عن أى شائعات تتعلق بالفيروس على مدار 24 ساعة.

ولم تكتف الحكومة فقط بذلك، بل توعدت باتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه كل من أذاع أخباراً أو بيانات كاذبة أو شائعات تتعلق بهذا الأمر، بهدف تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، إلا أن هناك البعض من ما زال يروج إشاعات حول هذا المرض غير عابئا بالمصلحة العامة ولا مقدرا للأزمة التي تمر بها البلاد.

ولهذا.. فمكافحة الشائعات وبث الطمأنينة أصبحا مهمة ضرورية، ومسئولية مجتمعية، بل جزء لا يتجزأ من مهمة مكافحة الفيروس، ولهذا فخير وسيلة لمكافحة الشائعات هي استباقها بالمعلومات الصحيحة، وخاصة أننا اليوم أمام أزمة حقيقية، فلابد من جهود استباقية وسرعة قياسية تسبق سرعة انتشار المعلومة الخاطئة ونحتاج أيضا إلى إحاطة إعلامية لحظة بلحظة لإعطاء أحدث المستجدات المحلية والعالمية، وتوضيح كل لبس، والرد على كل معلومة خاطئة منتشرة، كما يفعل المتحدثون العسكريون فى الحروب.

وأخيرا.. لابد أن نكون جميعا على قدر المسئولية، من خلال تحقيق الشفافية فى نقل الاخبار والأرقام سواء كانت على مستوى انتشار الفيروس على مستوى العالم أو على المستوى المحلى، من أجل ترسيخ مبدأ الثقة وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة، وعلينا أن لا ننسى قوله عز وجل، "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا"...










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة