يعتبر عبد المجيد عبد البارى أكثر الإرهابيين المطلوبين فى أوروبا، وخاصة من المخابرات البريطانية، وأول إرهابى يصل إلى إسبانيا عن طريق القوارب، وانتهى به المطاف فى ألميريا، وذلك بعد أن هاجر من سوريا حيث انضم إلى تنظيم داعش إلى تركيا ومن ثم إلى إسبانيا.
واشتهر عبد البارى بلقب "جزار أو ذباح داعش"، بعد أن انضم إلى التنظيم الإرهابى عام 2013 فى الرقة، قبل أن يهرب إلى تركيا عام 2015، ويتسلل بطريقة غير شرعية إلى الأراضى الإسبانية، وكان فيما يبدو أن الشرطة الوطنية الإسبانية لم تكن هى الوحيدة التى تتبعه بل أيضا وفقا لمصادر فإن المخابرات البريطانية أيضا كان تتبع عبد البارى والارهابيين الآخريين، حسبما قالت الصحف الإسبانية.
ويعتبر عبد البارى أحد كوابيس رجال الشرطة الأوروبيين المتفانين في مكافحة الإرهاب هو بالتحديد أن ما يسمى بـ "المقاتلين الأجانب" أو الذئاب المنفردة، وهم يستغلون مؤامرات الهجرة غير النظامية للتسلل إلى أوروبا بنية شن هجمات أو ، في أفضل الأحوال من القضايا ، للانسحاب من القتال المختبئ من العدالة، وفقا لصحيفة "الديا" الإسبانية.
وأوضحت الصحيفة أن ما يثير القلق هو وصول عبد المجيد عبد البارى على الساحل الأندلسى وهى دولة ذات خبرة طويلة فى مكافحة الارهاب، إلا أنها لم يتم الكشف عنه إلا بعد رصده من الشرطة الإسبانية ، كما أنه لابد من وجود اتصالات له فى أوروبا تسمح له بالدخول خلال رحلته من شمال إفريقيا.
وقال جان تشارلز بريسارد، مدير مركز تحليل الإرهاب فى ستراسبورج، إن إسبانيا وجميع الدول الأوروبية عليها أن تتحقق من الهجرة الغير شرعية التى تتسبب فى وصول العديد من الدواعش لشن هجمات إرهابية.
وبينت الصحيفة الإسبانية أن الفرضيات الأولى حول وجوده فى إسبانيا تشير إلى تجنيد اشخاص جدد لتنظيم داعش و التخطيط لتنفيذ عملية ارهابية فى أوروبا ، ولكن تلك العملية لم تكن فى الميريا ولكن كان مخططا لها فى كتالونيا، خاصة وأن وصوله تزامن مع إعلان تمديد الطوارئ مرة آخرى بسبب فيروس كورونا، والذى لم يكن فى الحسبان مما أدى إلى الاختفاء المؤقت فى الميريا لإنتهاء فترة الطوارئ.
ويبدو أن انتماءه الإرهابى له جذور عائلية ، حيث أدين والده ، العضو فى تنظيم القاعدة، فى عام 1998 فى هجمات منفصلة على سفارات الولايات المتحدة الأمريكية فى كينيا وتنزانيا التى تسببت فى أكثر من 200 حالة وفاة، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة فى 2012 وحكم عليه بالسجن لمدة 25 عام.
واستأجر عبد المجيد عبد البارى ورفيقيه شقة متواضعة في كالي دي كاديز ، بالقرب من سيرو دي سان كريستوبال ، في وسط ألميريا،وكانوا نادرا ما يخرجون إلى الشوراع بسبب طورائ فيروس كورونا، كما أنه استخدم الكمامة وسيلة للاختباء.
وتم اعتقالهم فى ذلك المنزل فجرًا في عملية نفذتها مركز شرطة المعلومات العامة ، بدعم من مركز المخابرات الوطني ، وبتنسيق من محكمة التحقيق رقم 3 للمحكمة الوطنية التي صاحبها هو القاضي ماريا تاردون أولموس، الذى أمر بسجنه دون كفالة، فى انتظار الحكم عليه بسنوات عديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة