تمر اليوم الذكرى التاسعة لوفاة مسعد نور نجم النادى المصرى البورسعيدى ومنتخب مصر الأسبق، والذى وافته المنيه فى 23 أبريل عام 2011، والغريب أيضًا أنه نفس يوم ميلاده حيث ولد 23 أبريل عام 1951.
ويعد مسعد نور أحد المواهب الكروية التى لا يمكن أن تنساه الجماهير المصرية عامة وبورسعيد خاصة.
ولد فى بورسعيد فى 23 أبريل عام 1951 وبدأ مشواره مع كرة القدم ناشئى نادى بورفؤاد عام 1966 قبل عام واحد من حرب 1967 التى تسببت فى تهجير أهل بورسعيد استعدادًا لمعركة التحرير.
الغريب أن مسعد نور بدأ مشواره مع أشبال نادى بورفؤاد حارسًا للمرمى، إلى أن قام فى أحد التدريبات بمراوغة زملائه جميعًا وإحراز هدف فى المرمى الآخر، فقرر مدربه آنذاك الراحل جابر موسى، أن يوظفه فى مركز المهاجم وأهداه الرقم 10 مطالبًا إياه ألا يخلع هذا الرقم أبدًا.
وانتقل بعدها لناشئى نادى الزمالك طوال فترة التهجير وزامل خلال وجوده بالزمالك جيل فاروق جعفر وعلى خليل ومحمود الخواجة ومحمود سعد.
ومع استقرار الأوضاع فى بورسعيد طلب مسعد نور من مسئولى الزمالك الاستغناء والانتقال لنادى مدينته النادى المصرى مضحيًا بالمزايا المادية الكبيرة التى كان يحظى بها فى الفريق الأبيض مقارنة بالمصرى فى ذلك الوقت.
وبدأ مسعد مشوار تألقه اللافت مع المصرى فى موسم 1972–1973، وكان أول لقاء له فى أول مواسمه مع المصرى أمام الزمالك ، ونجح فى تسجيل هدف التعادل للمصرى فى هذه المباراة فى الثوانى الأخيرة من المباراة التى انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، وتوالت بعدها إبداعات الكاستن مع المصرى، ففى موسم 1974 /1975 لعب فى الدورى 31 مباراة أحرز خلالها 21 هدفًا وكان ثالث هدافى الدورى بعد حسن الشاذلى ومحمود الخطيب.
ويُعد مسعد نور أحد رموز النادى المصرى البورسعيدى، فهو ثانى أعلى هدافين النادى بتاريخه فى بطولة الدورى برصيد 87 هدفا، خلف فقط السيد الضظوى صاحب الـ89 هدفا، كما لعب على الصعيد الدولى مع منتخب مصر، وكان لقبه هو "الكاستن"، والكاستن هى فاكهة أبو فروة ذات اللون البنى وكذلك كان مسعد نور أسمر البشرة.
كما حصل نور مع المصرى على المركز الثالث فى الدورى بعد الأهلى والزمالك ثلاث مرات وكان المصرى وقتها منافسًا شرسًا على البطولة، ولم يحرزها بل كان الفريق الأقرب للفوز بالدورى فى موسم 1983 / 1984 والذى تصدر فيه المصرى منذ بدايتها حتى ما قبل النهاية بسبع مباريات حين تعرض لهزيمة مفاجئة على أرضه عكس سير المباراة أمام الزمالك، صاحبها شغب جماهيرى اتخذ على إثرها اتحاد الكرة قرارًا بنقل جميع المباريات الست المتبقية للمصرى خارج ملعبه، كما غادر المدير الفنى للفريق الأسطورة المجرية "بوشكاش" لبلاده غاضبًا مما تسبب فى انهيار الروح المعنوية للفريق وخسارته للمباريات الست المتبقية ويضيع حلم التتويج بالدورى مع المصرى.
انضم مسعد نور للمنتخب المصرى فى عدد من المناسبات الدولية، أبرزها دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975 فى الجزائر، ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1979 فى يوغوسلافيا، وكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1980 فى نيجيريا وهى البطولة التى حل فيها المنتخب المصرى فى المركز الرابع، وبلغ عدد المباريات الدولية التى شارك فيها مسعد نور 22 مباراة أحرز خلالها 5 أهداف له منها 4 فى منتخب تنزانيا فى 3 مباريات مختلفة وهو الأمر الذى جعل الناقد الشهير نجيب المستكاوى يطلق عليه لقب "مسعد نور السلام" فى إشارة إلى عاصمة تنزانيا السابقة دار السلام.
ورغم عطاء مسعد نور الكبير مغ النادى المصرى ومنتخب مصر إلا أنه لم يحالفه الحظ فى حصد البطولات، رغم أنه كان قريبًا من هذا الأمر فى أكثر مناسبة، حيث وصل للمباراة النهائية لكأس مصر مرتين متتاليتين أمام الأهلى وخسرهما، وكانت أشهرهما موسم 1983 / 1984 حيث ظل المصرى متقدمًا بهدف أمام 100 ألف متفرج فى استاد القاهرة الدولى حتى الوقت بدل الضائع للمباراة قبل أن يخسر بعدها 3-1 فى الوقت الإضافى.
اعتزل مسعد نور الكرة فى مهرجان كبير لم تشهده بورسعيد من قبل فى أكتوبر عام 1985، وهو المهرجان الذى شهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا فضلًا عن مشاركة واسعه لنجوم الرياضة مثل حسن شحاتة وبوبو وحمادة إمام ونجوم الفن كـ نور الشريف ومحمود ياسين وصلاح السعدنى.
وبعد اعتزاله بـ18 عاما تزوج مسعد نور فى عام 2003، من السيدة هبة جمال سلامة، وكان فارق السن بينهما 28 عامًا، وأنجب منها ابنته الوحيدة "جنى".
وتوفى نور يوم 23 أبريل 2011 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 60 عامًا، وكان قد دخل المستشفى لاستئصال بعض الأورام السرطانية فى المرىء، إلا أن حالته الصحية كانت فى تأخر مستمر، نتيجة تفشى المرض، وتم تشييع جنازته والصلاة عليه داخل استاد المصرى، بحضور جماهيرى كبير، ودفن فى مسقط رأسه بورسعيد.
فيلم تسجيلى من النادى المصرى عن مسعد نور
مسعد نور لاعبًا أيام "بوشكاش"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة