عادت المنازل الريفية في روسيا الشهيرة باسم "داتشا" لفرض نفسها ملجأ مثالياً، في ظل إجراءات الحجر الصحي التي فرضها انتشار فيروس "كورونا".
ولا يواجه إيفان تشيرنيشيوف أي مشكلة في التكيف مع الحياة في ظل إجراءات الإغلاق، بعد أن أمضى سنوات في غواصات مع الأسطول الشمالي لروسيا، لا سيما أن العديد من الروس، مثل البحارة المتقاعدين، يمكنهم الهروب إلى الأرياف.
ويقول تشيرنيشيوف (78 عاماً)، فيما تعتني زوجته ليودميلا بشجيرات الأزهار في الحديقة في منزلهما الريفي خارج موسكو: "الأمور جيدة هنا، سنزرع الجزر والفراولة، وربما بعض البطاطا".
وتقول أرينا بانيكوفا، وهي مهندسة معمارية "26 عاماً"، وتعيش حالياً في منزلها الصغير في سوكولنيكي، وهي مستوطنة صغيرة شمال غربي موسكو، مع والدتها وشقيقتها وعائلة أخرى مؤلفة من أربعة أفراد وكلب وهرين: "يمكننا المشي في الطبيعة دون وضع أقنعة".
وتشير التقديرات إلى أنّ نحو نصف سكان روسيا يملكون بيوت "داتشا"، ما أدى إلى تدفّق الآلاف إلى خارج المدينة عندما بدأت السلطات فرض إجراءات الإغلاق في موسكو الشهر الماضي.
ويرى ميخائيل أليكسيفسكي، عالم الأنثروبولوجيا الروسي الذي أجرى دراسة مرتبطة بالمنازل الريفية، أنّه أمر مثير للاهتمام، باعتبار أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، كان هناك أزمة خطرة تحيط بالداتشا، مضيفاً: "تذكر الكثير من الأشخاص فجأة أن لديهم منزل داتشا، وبدأوا أعمال ترميم عاجلة، مع إعطاء الأولوية للحصول على إنترنت جيد".
وحظيت منازل داتشا بشعبية كبيرة خلال الحقبة السوفييتية وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما استخدم الكثيرون مساحاتهم الخضراء لتعويض نقص الغذاء، فيما أدى نمو الاقتصاد الروسي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلى تخلى الكثيرون عن عطلاتهم الريفية، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المطاعم ودور السينما الجديدة في المدينة، أو السفر إلى الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة