رفعت السلطات الإيطالية في مدينة البندقية، إلى إعادة النظر في نموذجها الخاص بالسياحة الجماعية. فقد زار البندقية أكثر من 30 مليون سائح سنة 2018، أما اليوم فإن المدينة هجرها الزوار كأى مكان آخر في العالم، وفقا لشبكة "يورونيوز".
وقال ماتيو سيتشي من جمعية البندقية إن مظاهر الحياة تحولت إلى النقيض، موضحا أن الشخص يصعب عليه مجاوزة الآخر قبل شهر في هذا المكان من فرط الازدحام، أما اليوم فإن الشوارع مقفرة.
ويثير مشهد الممرات المائية والساحات المقفرة شيئا من السحر رغم الطبيعة الغريبة، ولكنه سحر باهض الثمن تتكبده الأنشطة التجارية في المدينة، خاصة منها الراجعة للذين يجنون ربحهم مباشرة من السياحة.
وقالت مالكة مجموعة نزل كابيسيني، ماريانا سيراندريه، إنه كان يجري الحديث في البداية عن شهر أو شهرين، ثم صار الحديث عن ثلاثة وأربعة أشهر، وإنه هناك حديث كثير بشأن استئناف النشاط بداية العام المقبل، إذ ينظر إلى أن كبرى التظاهرات تجرى في شهري فبراير ، ومارس.
وأشارت الشبكة الأوروبية إلى إن اعتماد المدينة عل السياحة الجماعية، جعل أن أهالي البندقية نادرا ما يلقون التحية على بعضهم البعض في الشارع، ففي ظل وجود عدد هائل من السياح العابرين على متن الرحلات البحرية خاصة، ظهرت حركة قوية في صفوف الأهالي الذين يريدون استعادة مدينتهم.
والكثير من زوار البندقية الذين يصلونها على متن سفن كبيرة للرحلات البحرية يغمرون الاهالي، واليوم لعله حان الوقت بحسب نائب عمدة المدينة سيمون فنتوريني، أن يعاد النظر في نموذج السياحة الحالي والتفكير في نموذج أكثر نعومة، حتى وإن أدى ذلك إلى الحد من عدد الزائرين بدنيا.
ويقول فينتوريني إنها ستكون الفرصة نحو التحول باتجاه سياحة ذكية، يأخذ خلالها السياح وقتهم لفهم الأشياء، بعيدا عن الجولات المحمومة السابقة، ويضيف هذا المسؤول القول إن التحول سيكون صعبا، نظرا إلى ان المدينة تعتمد على السياحة، ولكن في الوقت الراهن وفي ظل الظروف الرهيبة في إيطاليا، فإن شوارع البندقية هي ملك لسكان المدينة.