تسبب فيروس كورونا فى حالة انقسام فى البرازيل بسبب رفض الرئيس البرازيلى ، جايير بولسونارو، للتدابير الصحية التى فرضتها منظمة الصحة العالمية وتحديه لفرض الحجر الصحى حفاظا على الاقتصاد، فى الوقت التى تسجل فيه البلد الواقع فى امريكا الجنوبية رقما قياسيا جديدا فى وفيات فيروس كورونا الذى اجتاح العالم ، مع 407 حالة وفاة جديدة خلال ال 24 ساعة الماضية، ليبلغ الإجمالى 3313 حالة وفاة مع تأكيد 49.492 حالة إصابة، ولا تزال ولاية سان باولو هى الأكثر تضررا فى البلاد، حيث سجلت 1345 حالة وفاة و16740 إصابة.
حفر مقابر فى ساوباولو
ويخرج مؤيدى بولسونارو فى مظاهرات ضد تدابير العزل حفاظا على وظائفهم واعمالهم اليومية ، بينما يرى معارضيه أنه يفضل الاقتصاد على الصحة العامة ، وشنت الصحف البرازيلية حملة ضد الرئيس بولسونارو.
وأشارت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية إلى أن هناك تحذيرات من أن الوفيات الناجمة عن الفيروس ستكون أكثر من العدد الذى تعلنه الجهات الرسمية، وكانت الولاية الأولى التى ظهرت فيها الفيروس ميناجيرايس وبدأت بيوت الجنازة فى استقبال عدد غير معتاد من الوفيات بأمراض تنفسية، وتعانى تلك الولاية الآن من انهيار كبير فى المستشفيات بسبب زيادة عدد الوفيات
عمال يحفرون المقابر لوفيات كورونا
وقالت صحيفة "ريو دى جانيرو " البرازيلية إن العدد الرسمى للوفيات والاصابات غير صحيح لأن هذا العدد يتم الكشف عنه بعد اجراء اختبارات لعدد كبير من الناس وهذا لا يتحقق فى البرازيل بسبب عدم اتخاذ الحكومة اجراءات لاحتواء فيروس كورونا ، بل هى تعتبره مجرد"انفلونزا" مثلما قال بولسونارو.
🇧🇷 Brasil empezó a cavar tumbas para los fallecidos de COVID-19 a gran escala. En el cementerio de Vila Formosa, el mayor de Latinoamérica, en Sao Paulo, una veintena de excavadoras trabajan contra el reloj para ampliar los lugares disponibles antes de que llegue el temido pico. pic.twitter.com/nscTNFhYX5
— TVV Noticias (@TVVnoticias) April 19, 2020
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها إلى أن الدليل على ذلك أن هناك 55.880 مصاب بمشاكل فى الجهاز التنفسى بين يناير ويوم الاثنين الماضى وهو رقم أعلى من المعلون عنه.
مقابر بالبرازيل
وقال المحلل السياسى والرئيس التنفيذى لمركز دراما الاستيراتيجى ، كرومار دى سوزا، إن "الرئيس بولسونارو نجح فى تسييس الوباء، وقام بذلك لأنه فضل الاقتصاد على الصحة العامة،وأصبح لا يهتم بالتفكير الجاد فى عدد القتلى ومنحنى النمو".
وتطالب العديد من الجهات الآن باستقالة بولسونارو، وقاموا بتأسيس حركة "فويرا بولسونارو" الذى انضم إليها الرئيس السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ، وذلك رغم حفاظه على دعم ما يقرب من ثلث الناخبين مما يجعل أمر عزله غير محتمل.
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الوفيات، قال وزير الصحة الجديد التابع لبولسونارو، نيلسون تيش "لا أعرف ما إذا كانت البلاد تشهد اتجاها تصاعديا فى الوفيات الناجمةعن الفيروس".
وطالبت الجبهة الوطنية لرؤساء البلديات فى البرازيل، التى تضم 5570 رئيس للبلديات فى البلاد أمس الخميس من الرئيس بولسونارو وضع بروتوكول للخروج التدريجى من الحجر الصحى المفروض لاحتواء الفيروس والذى وضعه وزير الصحة السابق الذى قام بعزله بولسونارو.
ورفض جاير بولسونارو تبني الحجر الصحي المعمول به إلى حد كبير أو أقل في الولايات البرازيلية البالغ عددها 27 ولاية ووصفه بأنه "جريمة" وأقال الأسبوع الماضي وزير الصحة آنذاك لويز هنريك مانديتا ، أحد مؤيدي الحجر الصحى.
وقالت إذاعة "راديو بايامو" الكولومبية إن ولاية ساوباولو تبنى 13 الف مقبرة جديدة بسبب ارتفاع عدد الوفيات ، وقال عمدة الولاية برونو كوفاس "آمل أن يتعاون السكان أكثر فأكثر لاحتواء فيروس كورونا لعدم الاضطرار إلى بناء العديد من المقابر".
وأوضحت أنه تم فتح 8 آلاف قبر فى مقبرة فورموزا فى المنطقة الشرقية، و2000 مقبرة فى نوفا كاتشويرينها بالمنطقة الشمالية و3000 فى ساو لويس فى المنطقة الجنوبية من ساوباولو،ويعمل حوالى 20 حفارا على مدار الساعة لتوسيع الأماكن المتاحة، قبل وصول الفيروس للذروة، كما تم توفير 20 سيارة جنازة لنقل المتوفين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة