أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

تطهير البحيرات.. إنقاذ ثروة مصر من أيدى الإهمال والتلوث والعدوان

السبت، 25 أبريل 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدى سنوات تعرضت بحيرات مصر لعمليات اعتداء وحشى، وصلت إلى حالة من التلوث والتردى كاد يفقدها قيمتها فضلا عن تدمير بيئى، تمثلت صور الاعتداء فى تجريف وتلويث ووصل الحال إلى ردم مساحات شاسعة من البحيرات والبناء عليها، والنتيجة أن أهم بحيرات فقدت مع الوقت قيمتها وماتت بها الأسماك وحرم الصيادون من الصيد لصالح أباطرة تحكموا فى البحيرات. وبسبب التلوث كانت الأسماك تخرج ميتة أو ملوثة وفاقدة لقيمتها، وكانت كل بحيرة تستقبل يوميا ملايين الأمتار من مياه الصرف الملوثة وهو ما ضاعف عملية التخريب، ويكفى أن نعرف أن بحيرة مريوط التى يجرى تطويرها الآن على مساحة 17 ألف فدان، كانت تعانى من كل انواع التخريب والتلوث. 
 
النتيجة هذه الثروة الهائلة ظلت تحت أيدى الأباطرة حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليبدأ أكبر عمليات تطهير وتعميق وتنقية للبحيرات المختلفة من المنزلة إلى مريوط ومن البردويل إلى قارون، وهى عمليات تتكلف مليارات، حيث تتكلف عملية تطهير وتعميق بحيرة البردويل 250 مليون جنيه، ويعمل فيها 30 حفارا، وهو ما يجعل عملية تحرير البحيرات من أهم المشروعات الكبرى، لانتزاع وحماية ثروات مصر الطبيعية وانتزاع البحيرات وحماية حق المصريين فى ثروتهم، ومضاعفة إنتاج البلد من الأسماك، بالشكل الذى يتناسب مع هذه الإمكانات، فضلا عن قصر الأنشطة على الصيد ووقف الأعمال الملوثة والمدمرة للبيئة.
 
لقد ظلت البحيرات على مدة عقود لصالح أباطرة يتحكمون فيها ويمنعون الرزق عن الصيادين، لكن استعادة البحيرات يتيح الفرصة للصيد العادل، ويوسع من حق الصيادين فى دخول معقولة، وكان هناك تساؤل بلا إجابة: مصر التى تطل على بحيرين وبها النيل والبحيرات لا تستطيع الوصول للاكتفاء الذاتى من الأسماك، والإجابة كانت أن البحيرات تحت سيطرة العدوان والتلوث وأن تحريرها هو تحرير لثروة هائلة، ومع تحريرها وتعميقها وحمايتها يمكن أن يتضاعف إنتاجها عشرات المرات، لكن الأمر احتاج إلى شجاعة وإرادة، توفرن خلال السنوات لتبدأ عملية استعادة البحيرات.
 
تشمل عمليات التطهير وقف تدفق المياه الملوثة للصرف، ومنها مياه مصرف تم توصيه بمحطات تحلية لإعادة استخدام المياه فى الزراعة والصناعة، وكان هناك مصرف يلقى فى بحيرة المنزلة 6 ملايين متر مكعب من الصرف فى البحيرة يوميا بما يمثل دمارا شاملا للبحيرة والأسماك، وهذه الأوضاع استمرت عقود تحت سمع وبصر المسؤولين وبتواطؤ واضح، لكن مشروع التطهير بدأ فى البداية تصور البعض إن الأمر تكرار لما سبق لكن العمل كان سريعا وعاجلا وشاملا لاستعادة البحيرات، وفى نفس الاتجاه ومع قرار منع وضع الأحواض أو الاستزراع السمكى فقد أتاحت الدولة أحواض استزراع بعيدا عن البحيرات، لأن الاستزراع يضاعف من تلويث البحيرات. 
 
لقد بدأ تطهير البحيرات مجرد حلم، بعيد التحقق لكن مع أول بحيرة تم تطهيرها بدت الجدية والحسم وحكم القانون، تحركات حاسمة من الشرطة والقوات المسلحة لإزالة تعديات من سنين، وشهدنا مؤخرا منازل تم بناؤها على أراض البحيرة وفى قلبها، نحن أمام واحد من أهم المشروعات الطموحة لاستعادة ثروات البلد لصالح الشعب وليس لصالح أباطرة يمثلون قلة تفتقد لأى نوع من الاحترام للقانون وتمارس عدوانها الوحشى، وتشمل عملية التطوير تعميق وتطهير البحيرات، وإتاحة قوارب وسفن صيد حديثة. 
 
لقد تحول الحلم بالفعل إلى حقيقة مع تحرير البحيرات المصرية واحدة وراء أخرى، بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وشركات مصرية وبتكلفة عالية، لكنها تمثل أساسا لمضاعفة إنتاج مصر من الأسماك بجانب مشروعات أخرى. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة