تعددت المواقف التي تعرض لها الممرضون والممرضات والفنيون بالحجر الصحي بمستشفى بلطيم المركزى، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، من مواقف محزنة مما كان لها الأثر الأكبر على حياتهم، ومواقف مفرحة أعادت الحياة لهم، ومع كل آلام المرضى التي يرونها إلا أنهم لابد أن يمحوا تلك الآلم من داخل وعلى وجوه المرضى، كما مرت عليهم دقائق مفرحة بدلت اليأس داخل المرضى ،لأمل كبير كلما خرج المريض على قدميه بعد تحول نتيجة العينة من إيجابية لسلبية.
وقال ضياء أحمد منصور حفناوي، فني معمل بمستشفى بلطيم المركزي، بمحافظة كفر الشيخ، أحد أفراد الطاقم الطبي، إن المواقف التي مر بها في الحجر الصحي لن ينساها طيلة عمره، ومن بين تلك المواقف عندما دخل على مسنة لسحب مسحة منها، وكانت تجلس على سريرها بمستشفى عزل بلطيم، فرفضت التجاوب معه، وبعد الحاح منه، كشفت له عدم رغبتها فتح فمها، حتى لا تنقل له العدوى.
وأضاف ضياء، ردها جعلني أقف مذهولا، ولكنني أقنعتها بأن العدوى لن تنتقل لي، وتمكنت من سحب العينة، ومن المواقف المحزنة عندما توفي والد 3 فتيات شقيقات، كن يتلقين العلاج، ولم يعلمن بذلك، فتعاطف الطاقم الطبي معهن ورفضوا إخبارهن حفاظا على معنوياتهن المرتفعة لقربهم للشفاء.
وتابع ضياء، من بين المرات التي سعد بسبها عندما استلم نتيجة طبيب سوداني يعمل بمستشفي مبرة العصافرة، مصاب وزوجته، فكان دائمًا يقضي لحظات مرحة معهما برغم معاناتهم، وعندما علم بالنتيجة، سعد كل الطاقم الطبي معه.
وقال ضياء، إن الفريق الذي عمل معه داخل مستشفى العزل يعملون لمدة 12 ساعة متصلة، دون طعام أو شراب أو حتى دخول دورة المياه ، نظرًا لأنهم يتعاملون مع المريض بشكل مباشر، مؤكداً أنه كان يأخذ المسحة من 60 مريضا يوميًا، من حلق المريض، وعينة أخرى من أذنه، وحتى لا يصاب أحد منهم بالعدوى، لما كان ينهي عمله، قبل البدء في قضاء حاجته أو الطعام أو غيره فلا يمكنه المغامرة أو المجازفة بصحة زملائه.
وقالت إيمان محمد، ممرضه بالرعاية المركزة بمستشفي العزل ببلطيم، نشعر بالسعادة لتواجدنا بالعزل ببلطيم، مؤكدة أن المرضى لا يعرفون شكلنا، ولكن نظرتهم لنا، تدل على أنهم يعقدون الأمل علينا في خروجهم سالمين، مما يزيدنا إصرارنا على العمل معهم، مؤكداً إننا قابلنا العديد من الحالات الصعبة،منها مثلا وفاة خالة الدكتور محمد نصر الزيات، الذي كان يعمل معنا ، بالإضافة لرؤيتنا لعدد من الأطفال داخل المستشفي مصابين بالفيروس فكان لذلك تأثير كبير داخلنا.
وأضافت وفاء إبراهيم ، إحدى ممرضات الرعاية المركزة بمستشفى العزل ببلطيم، نشعر بالسعادة عندما تتحسن الحالة الصحية لبعض المرضي داخل العناية المركزة ، فالفرحة كانت تساوي إحياء روح جديدة، ودعوات المرضي لنا كان كشعاع النور يجعلنا نسعى لخدمتهم ومساعدتهم في كل شيء من علاج ومأكل ومشرب وكذلك الاهتمام بملابسهم أيضًا.
وأكد عبد الله فريد ، ممرض بمستشفى العزل ، تعلمنا الالتزام بالعزل، وأقلها خلع الزى الواقي تعني إصابة محتملة ، مشيراً إلى أنه وزملاءهم يشعرون بقمة السعادة عندما تتحول نتيجة مريض لسلبيه، ومن بين المواقف المفرحة عند تحول نتيجة مسنة قاربت على السبعين من عمرها ، من إيجابية إلى سلبية ، وحزنوا جميعًا عندما استقبلوا طفلين أشقاء أحدهما عمره عامين والآخر 4 أعوام.
وقال فريد ، إنه يعتقد لن يقابل في حياته مواقف كما قابلها في العزل ببلطيم، فهذه التجربة لن ينساها طيلة حياته فقد غيرت فيه الكثير، مؤكداً ما أسعده تكاتف الأطباء وطاقم التمريض والفنيين لخدمة المرضى ومتابعتهم على مدار الساعة، ومشاركتهم أفراحهم وآلامهم.
وأضافت نورا شعبان، إحدى ممرضات الرعاية المركزة بمستشفى العزل ببلطيم، أنها وأصدقاءها ممن عملوا معها داخل العناية المركزة بمستشفى العزل، حاولوا جاهدين أن يؤدوا عملهم بكل إخلاص دون تقصير، فالوضع بالنسبة لهم كان تجربة فكانوا جميعًا على قدر المسؤلية التي كُلفوا بها، فسخرهم الله عز وجل لمساعدة هؤلاء المرضي، مشيرة إلى أنها من اختارت الذهاب لمستشفي العزل، وعندها الاستعداد تروح تاني في أى لحظة يتم استدعاؤها فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة