يبدو أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون نجح فى سنوات حكمه أن يحير أجهزة الاستخبارات الغربية، التى طالما نظرت إلى بلاده باعتبارها صندوق من الأسرار التى يجب معرفته تحسبا لما هو قادم، وأصبح الجدل المثار حول صحته فى الوقت الراهن دليلا قويا على هذا النجاح.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن غياب كيم جونج أون لأسابيع قد كشف حدود معرفة العالم الخارجى، لاسيما أجهزة الاستخبارات الغربية، بما يحدث فى دوائر العمل الداخلية فى بيونج يانج، مشيرة إلى أن كيم نجح فى إبقاء استخبارات الغرب فى حالة من الظلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير غير المؤكدة التى تحدثت عن حالته الصحية الخطيرة قد أثارت دسائس عالمية، وزادت المخاوف بشأن عدم الاستقرار فى الدولة المضطربة المسلحة نوويا، ولا يعتقد محللو الحكومة الأمريكية السابقون أن كيم مات، لكنهم لا يزالوا يحاولون تحديد المشكلات الصحية التى ربما يكون يعانى منها.
وتقول راتشيل لى محللة شئون كوريا الشمالية بالحكومة الأمريكية إنها تميل إلى الاعتقاد بأن لا أحد يعرف ما يجرى لكيم، بما فى ذلك المخابرات الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد قال يوم الاثنين إن كيم البالغ من العمر 36 عاما حيا على الرغم من التكنهات بمرض عضال قد أصابه، وقال ترامب إنه يأمل أن يكون بخير، وأضاف أنه يعرف كيف حالته، ويتحدث نسبيا.
من جانبها قالت سو مى تيرى، محللة السى أى إيه السابقة التى قدمت معلومات للرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما حول كوريا الشمالية، إنها كانت تفضل اعتراض الاتصالات عندما تقع على كاهلها مهمة محبطة متمثلة فى تلصيق آلاف المعلومات، لكن حتى فى هذه الحالة، كانت قلقة بأنها ربما تتغذى على معلومات خاطئة متعمدة لو شك الكوريون الشماليون بأن الولايات المتحدة تتجسس عليهم.
وقالت تيرى الزميلة الآن فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "ثقوا بى، المسئولون الأمريكيون لا يعرفون ماذا يجرى".
وتابعت قائلة، ليس فقط الأمريكيين بل باقى العالم، فهناك سبب لعدم معرفة أحد لـ48 ساعة أن رئيس كوريا الشمالية السابق كيم جونج إيل قد مات، واكتشفنا ذلك فقط عندما قررت الكوريون الشماليون أن يخبرونا بذلك.
واعتمدت تيرى على التنصت وصور الأقمار الصناعية والاستخبارات البشرية من بعض مسئولى كوريا الشمالية القلائل الذين كانوا على كتب السى أى أى إيه.
وتابعت قائلة إن سيطرتهم- أى الكوريين الشماليين - على المعلومات شديدة للغاية، والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان أحد أفراد النخبة العليا ممن ندفع لهم، لكن حتى فى هذا الوقت كيف سيعرفون".
وتقول باك إن أفراد البيروقراطية لا يتحدثون لبعضهم. وكان كيم قد قام بعمليات تطهير لمئات الأشخاص وأراد أن يحدث تغييرا فى كل شىء بحيث لا أحد يعرف بمن يثق، ويصبح الأفراد أقل ميلا للبءدء فى الانتفاض وجمع مجموعة من الاصدقاء. فالسرية هى جزء من البقاء.
وشككت ثاى يونج هو، دبلوماسية كورية شمالية سابقة فى أوروبا وبريطانيا انشقت لاحقا، فى أن تكون الصين نفسها، صاحبة العلاقات الأقوى مع بيونج يانج تعرف الكثير عن مرض كيم. وقالت إنه حتى كبار المسئولين فى كوريا الشمالية، باستثناء رى سول جو ومساعديه المقربين، يعرفون شيئا.
وتقول فاينانشيال تايمز إن صور الأقمار الصناعية وطائرات التجسس مهمة فى تحليل كوريا الشمالية وتوفر للاستخبارات العسكرية فى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة رؤية داخل برامج الأسئلة الصاروخية والكيماوية والنووية.
وقد لعبت التكنولوجيا دورا مهما فى تحديد أنشطة بيونج يانج التى تعصف بها العقوبات، ووضعت خريطة للشحنات غير القانونية، وساعدت فى تعقب تحركات كيم. ورغم ذلك، فإن الخبراء يدعون إلى توخى الحذر من الإفراط فى الاستنتاجات من هذه المعلومات بالنظر إلى نجاح بيونج يانج فى تحويل التحركات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة