الحشاشون طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى، لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران، وأسس الطائفة الحسن الصباح الذى اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته، وكانت كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها "فدائيون" حيث كان هؤلاء يلقون الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة، واليوم تمر ذكرى اغتيال الحشاشون ملك مملكة بيت المقدس المنتخب كونراد وذلك أثناء الحملة الصليبية الثالثة، فى مثل هذا اليوم من عام 1192م، وخلال السطور المقبلة نستعرض جانب من حياة مؤسسة حيث يقال على لسان بعض المؤرخين إلى أن الحسن كان صديق لعمر الخيام والوزير نظام الملك، فهل صداقتهم حقيقة أم خرافة؟.
فى كتاب "حركة الحشاشين تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامى"، لمحمد عثمان الحشت، يقول يشير بعض المؤرخين إلى أن الحسن قد كان زميل دراسة للشاعر عمر الخيام والوزير نظام الملك، وقد درس ثلاثتهم على الموافق لدين الله النيسابورى فى مدينة نيسابور، وبلغت صداقتهم مبلغًا عظيمًا من الترابط والود، حتى تعاهدوا على أنه إذا حقق أحدهم نجاحًا قبل صديفيه فإن عليه أن يأخذ بيد الآخرين حتى يحققا مثلما حقق من النجاح.
وأوضح محمد عثمان الخشت، أن مرت السنون وتمكن نظام الملك من الوصول إلى رتبة وزير الدولة السلجوقية، ومن ثم فقد طالبه زميلاه بالوفاء بما سبق أن تعاهدوا عليه إبان طلبهم للعلم، وبالفعل وفى نظام الملك، فعرض على كل منهما أن يتولى إحدى الإمارات، ولكن كلاهما رفض لسبب مختلف عن الآخر، أما عمر الخيام فكان يريد الحصول على راتب سنوى يمكنه من حياة الفكر والتأمل والتمتع بعيدًا عن مسؤوليات الحكم وهمومه، وأما الحسن فكان يتطلع إلى منصب فى بلاط الملك، حتى يستطيع أن يثبت جدارته للملك فيكون قاب قوسين أو ادنى من الوزارة.
ويشير كتاب"حركة الحشاشين تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامى"، عند إخضاع هذه الصقة للتحليل التاريخى نجد دلائل كثيرة على بطلانها، فمن الممتنع أن يكون الحسن صديق دراسة لنظام الملك، حيث أن مولد الحسن على الأرجح سنه 428 هــ ففرق العشرين سنة بينهما يجعل من غير المحتمل أن يكون أحدهما زميل دراسة للآخر، فضلاً عن أن المصادر التاريخية الأكثر حجة تنص على أن الحسن قد تلقى تعليمه بمدينة "الرى" لا مدينة "نيسابور".
أما بالنسبة لعمر الخيام، فيقول الكتاب فإن تاريخ مولده مجهول مما يجعل من الصعب أن نصدر حكمًا إيجابًا أو سلبًا بشأن زمالته للحسن إبان طلب العلم، غير أنه ليس من الممتنع أن يكون ذلك حدث، لأن وفاة عمر سنة 515 هـ، ووفاة الحسن سنة 518هـ ، مما يدل على أن عمرها متقارب، وبالتالى لا يمتنع أن يكون الاثنان زميلا دراسة، لا سيما وأن مشربهما العلمى واحد، فكلاهما درس الرياضيات والفلك وعلوم الدين والفلسفة.