نحو 576 سنة، ومدفع الإفطار يؤدي عمله، ويعتبر مصدراً لإسعاد المصريين في شهر رمضان، حيث بات هذا الصوت محبباً للمصريين، ينتظروه تزامناً مع آذان المغرب لإعلان وقت الإفطار، مشاركاً المواطنين فرحتهم بفطرهم.
ورغم أن مدفع الإفطار في مصر، بات طقساً من طقوس رمضان، إلا أن هناك روايات عديدة عن بدايته مع المصريين، لعل أهمها يرجع قبل 576 سنة من الآن، وتحديداً لدى غروب أول يوم من رمضان عام 865 هجرية، حيث أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرور المواطنين قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار.
وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية.
وقيل أن مدفع الإفطار الذى خرجت منه أول قذيفة ينتمى إلى نوعية مدافع "كروب"، ويزن ما يقرب من نصف طن، وأن هناك خمسة مدافع للإفطار اثنان فى القلعة، وواحد فى كل من "العباسية، وحلوان، ومصر الجديدة"، ولكل منها اسم يرمز له، حيث نجد أن مدفع القلعة هو الرئيسي، ويسمى "مدفع الحاجة فاطمة" ويقال أنه اشترك فى ثلاثة حروب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة